الأحد 14 آذار , 2021 07:10

انهيار الدفاعات في مأرب.. تحرير المدينة الاستراتيجية سيقلب المشهد

مقاتل من الجيش اليمني
تتقدم قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في محافظة مأرب بشكل مضطرد، مما يشير الى امكانية تحرير المدينة الاستراتيجية في مهلة زمنية قصيرة حسب مصدر مضطلع أفاد موقع الخندق، وبتحرير مأرب تستعيد الحكومة اليمنية في صنعاء سيطرتها على كافة مناطق اليمن الشمالي، فضلا عن الموقع المهم والحيوي لهذه المدينة التاريخية والغنية بالنفط والموارد الطبيعية.

لحظة عسكرية وسياسية حاسمة تحبس انفاس دول الاقليم لا سيما قوات التحالف السعودي التي تنهار امام التقدم السريع للجيش اليمني واللجان الشعبية الذي يخوض معارك ضارية داخل محافظة مأرب الاستراتيجية، إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء.

ويبدو جلياً ان تحرير مدينة مأرب سيؤدي بالتأكيد الى قلب المشهد اليمني وتغييرٍ في مسار وسيناريوهات الحرب على اليمن.

وتنبأ المؤشرات السياسية والميدانية أن تحرير هذه المحافظة الغنية بالنفط والغاز على أيدي الجيش اليمني سيسلب حكومة وقوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي آخر معاقلها على الأرض في شمال البلاد، حيث يسيطر الجيش على أغلب محافظاته الثلاث عشرة بما في ذلك العاصمة صنعاء.

وقد لا يقتصر الأمر على إضعاف مركز تلك الحكومة في أي مفاوضات محتملة مستقبلاً فحسب، بل أن يؤدي إلى خروج تدريجي لها من المشهد السياسي اليمني، لا سيما ان المحافظة تعتبر القاعدة العسكرية الأولى والأكبر لقوات التحالف السعودي وحكومة هادي، ما جعل من موقعها الجغرافي واحدة من أهم المواقع العسكرية والاستراتيجية.

ورغم استخدام قوات التحالف السعودي مخيمات النازحين في مأرب دروعاً بشرية، تواصل قوات الجيش واللجان الشعبية تقدمها مع اقترابِ إحكامِ سيطرتهم على مركزِ المدينةِ من الجهاتِ الأربع، حيث سيطروا على منطقة الطَّلّعَة الحمراء  الاستراتيجية، ومواقع محيطة بها في مديرية صِرواح غربي محافظة مأرب بعد مواجهات عنيفة مع قوات هادي المسنودة بغارات مكثفة لطائرات التحالف السعودي.

وعن معركة مأرب المصيرية ، قال قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، إن "معركتنا في مأرب أو في أي محافظة هي ليست مع أبناء هذه المحافظات"، مؤكداً أن "أبناء المحافظات هم شركاؤنا في الهوية الإيمانية"، وأن "قلة من أبناء مأرب تقاتل تحت إمرة ضابط سعودي".

التطورات السياسية والميدانية المتسارعة في مأرب، حظيت باهتمام دولي، حيث دعت وزارة الخارجية الأميركية القوات اليمنية، إلى وقف الزحف نحو مأرب والعودة إلى المفاوضات والعملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، على حد تعبيرها. فيما دعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش الى توقف المعارك، وانهاء الحرب في اليمن.

مصادر ميدانية يمنية أكدت لموقع "الخنادق" ان "مدة زمنية قليلة تفصل عن التحرير الكامل لما تبقى من مديرياتِ مأرب"، الأمر الذي سيقلب المشهد اليمني، ويغير المعادلات العسكرية والسياسية، ويمنح حكومة صنعاء اليد العليا في المفاوضات القادمة.

لكن ما هي الأهميةِ الاستراتيجيةِ الكبيرةِ لمأربَ من الجهات العسكرية والاقتصادية والجغرافية والسياسية ؟

تبعد مدينة مأرب عن العاصمة صنعاء نحو 170 كم، وتربطها عبر منفذ الوديعة الواقع في الأطراف الشمالية للمحافظة، وتمتد مساحة المحافظة على مساحة 17405 كم مربع.

وتحاذي مأرب شرقاً محافظتي شبوة وحضرموت الساحليتين على بحر العرب، ومن الناحية الجنوبية تحاذي محافظتي البيضاء وشبوة، أما إلى الجنوب الغربي فتحاذي أجزاء من مديرية بني ضبيان شمال شرق محافظة صنعاء.

جدير بالذكر ان الحرب على اليمن أدت الى نشوء شبكة مصالح مالية واسعة لقوات التحالف وميليشياته وكانت مأرب مقراً لها ، كونها مورد مهم للمشتقات النفطية أو أحد بوابات عبورها الأساسية باتجاه كامل اليمن ، فهي نقطة انطلاق للتربح والثراء لمن يملك نفوذاً وعلاقة بهذا الأمر، خصوصاً في إطار تغذية السوق السوداء للمشتقات النفطية النشطة في اليمن بسبب العدوان.


شنّت السعودية الحرب على اليمن في اذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف عربي تقوده الرياض، إضافة للدعم السياسي واللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني – الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين والأبرياء اليمنيين.


الكاتب:

د. محمد شمص

-إعلامي وباحث سياسي.

- استاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية.

-دكتوراه في الفلسفة وعلم الكلام.

- مدير موقع الخنادق الالكتروني. 

[email protected]



دول ومناطق


روزنامة المحور