أعلنت ولاية تكساس الأمريكية، نيتها بالانفصال عن الولايات المتحدة، بسبب رفضها قراراً من المحكمة العليا، وذلك على لسان حاكم الولاية الجمهوري غريغ أبوت الذي أعلن رفضه الامتثال لقرار المحكمة العليا الأمريكية بإزالة الأسلاك الشائكة التي وضعتها تكساس على حدودها مع المكسيك، لمنع المهاجرين غير الشرعيين من الدخول إلى الولاية، وكانت إدارة بايدن قد وضعت مهلة زمنية تنتهي اليوم لولاية تكساس للامتثال وإزالة الأسلاك الشائكة. ينبئ هذا المشهد المضطرب إلى احتمالية خروج الأمور عن السيطرة واشتعال حرب أهلية داخل الولايات المتحدة الأميركية، في ظل الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين وتضارب الصلاحيات بين الولاية والدولة الفيدرالية. ماذا في التفاصيل؟
حاكم ولاية تكساس يتحدّى بايدن
في خضم هذا التوتر، يستخدم الجمهوريين قضية الهجرة باستمرار لمهاجمة خصومهم الديمقراطيين، ومن المؤكد أن تزداد حدة الاتهامات والتصريحات التصعيدية، مما يزيد من مخاوف التصادم، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وقيام ترامب والحكام الجمهوريين بالتصعيد في مواجهة إدارة بايدن. حيث جاءت دعوة ترامب للولايات التي يقودها الجمهوريون للتعهد بدعم ولاية تكساس وسط مطالبات من الزعماء الديمقراطيين في تلك الولاية لبايدن بإضفاء الطابع الفدرالي على الحرس الوطني في تكساس، من أجل منعه من وضع المزيد من الأسلاك الشائكة، وفقاً لوسائل إعلام أميركية.
في هذا السياق، يشتد النزاع بين حاكم الولاية والرئيس جو بايدن حول السلطة على الحدود مع المكسيك، وفي التصريحات، أعلن حاكم الولاية غريغ أبوت أنه سيتحدى القضاء والرئيس، وسيقوم بوضع المزيد من الأسلاك الشائكة لردع المهاجرين، معتبراً أنه من حق ولايته "الدفاع عن نفسها" بما تمتلكه من قوات، واتهم الحكومة الفيدرالية بـ "انتهاك الاتفاق بين الولايات المتحدة والولاية" وأضاف "مستعدون لحرب أهلية مع إدارة بايدن... هذه معركة من أجل مستقبل أمريكا".
أهمية ولاية تكساس
تعد ولاية تكساس من أهم الولايات الأمريكية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، حيث تمثل 9% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد، كما أنها مركز إنتاج النفط الأمريكي. حيث تحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد روسيا الاتحادية والمملكة العربية السعودي، ولو كانت تكساس دولة مستقلة، لكان ناتجها المحلي الإجمالي 1.8 تريليون دولار، وسيكون الاقتصاد الثاني عشر عالمياً، كما تمتلك الولاية المرافق الرئيسية لإنتاج الصواريخ الحديثة "Starbase SpaceX".
في ظل هذا الحدث المهدد للاستقرار في الولايات المتحدة، وقّع 25 من حكام الولايات الأمريكية على عريضة لدعم ولاية تكساس ضد الحكومة الفيدرالية، الولايات التي أعلنت العصيان ضد الحكومة الفيدرالية، جنباً إلى جنب مع تكساس، تشكل الآن نصف مساحة الولايات المتحدة. قال كيفن ستيت حاكم أوكلاهوما، أحد الـ 25 الذين وقعوا على الرسالة "الآن لديك العملاء الفدراليون الذين يقطعون الأسلاك، ثم لديك الحرس الوطني في تكساس الذي لديه أوامر بوضع الأسلاك، هذا برميل بارود يستحق التوتر. إنها حالة غريبة جداً، ونحن نقف بالتأكيد مع تكساس في حقها في الدفاع عن نفسها"، وفي سياق متصل، قالت رابطة الحكام الجمهوريين: "لقد أوضح واضعو دستور الولايات المتحدة أنه في مثل هذه الأوقات، تتمتع الولايات بالحق في الدفاع عن النفس".
تعود جذور الأزمة إلى الأعداد الهائلة من المهاجرين القادمين من المكسيك التي تواجه المدن الأميركية على الحدود التي يبلغ طولها 3100 كيلومتر. وقالت شركة الحدود إن عدد المهاجرين بلغ في الأشهر الأخيرة من عام 2023 نحو 10 آلاف يومياً. في سياق الأحداث، علق الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين: "الحرب الأهلية في الولايات المتحدة تقترب، إن الأميركيين على وشك أن يتذوقوا كل فوائد (الحضارة) التي جلبوها إلى بلدان أخرى".
الكاتب: غرفة التحرير