الأربعاء 09 حزيران , 2021 03:00

عضو كنيست: مسيرة الأعلام عود كبريت قد يؤدي إلى تجدد إطلاق النار

مسيرة الأعلام

هل يعقل عقد اجتماع كابينت للبت في مسيرة الأعلام في القدس؟ لقد فقدنا القدرة على الحكم وفقدنا السيادة. تساؤل طرحه عضو الكنيست إيتمار بن غفير، بعد القرار الذي اتُخذ بعقد اجتماع للمجلس الوزاري المصغر الكبينت لمناقشة البدائل الممكنة لمسيرة الأعلام.

بعد ان كان تنظيم مسيرة الأعلام امرًا اعتياديًا بالنسبة للجماعات اليمينية المتطرفة في كل سنة، أصبح الأمر بعد معركة "سيف القدس" بمثابة "عود كبريت يمكن أن يؤدي إلى تجدد إطلاق النار" كما وصفه عضو كنيست السابق يوسي بيلين في مقال له نشرته صحيفة " يسرائيل هَيوم" بعنوان " لا تكرروا الأخطاء التي ارتكبناها في حرم المسجد الأقصى".

ذكّر بيلين في مقاله "بالخطأ الذي ارتكبه أريئيل شارون عام 2000 في زيارته للحرم المقدسي" وطالب بضرورة تحرك الحكومة الإسرائيلية لمنع تجدد المواجهات، و "ألّا تختبىء وراء الشرطة، فالمطلوب قرار سياسي".

النص المترجم:

على الرغم من فشل قمة كامب ديفيد التي عُقدت في تموز 2000، وعلى الرغم من أن السبب الأساسي لذلك هو عدم الاتفاق على مستقبل الحرم القدسي، إلّا إن رئيس المعارضة آنذاك أريئيل شارون قرر القيام بزيارة إلى الحرم مع أعضاء كتلة الليكود.

على ما يبدو كان هدف شارون "فحص التجديدات التي قام بها الوقف الإسلامي للموقع"، لكن مغزى الزيارة لم يكن خافياً عن الأعين: من الواضح أن شارون كان يسعى للتسبب بالاستفزاز وتقديم نفسه كمدافع عن الأماكن المقدسة من دون أن يتحمل مسؤولية ما يمكن أن تسببه هذه الزيارة.

السؤال الذي كان مطروحاً على حكومة إيهود باراك آنذاك، هل تسمح لشارون بالقيام بالزيارة على الرغم من معرفتها بأن نتائجها ستكون وخيمة، أم تمنعها، وبذلك تفتح الباب أمام انتقادات المعارضة بشأن كم الأفواه ومنع زيارة أعضاء الكنيست تحديداً إلى الحرم، بينما تسمح للآخرين بذلك.

رئيس السلطة آنذاك ياسر عرفات التقى باراك في 25 من ذلك الشهر في محاولة لإقناعه بمنع زيارة شارون. وكانت رسالته أنه سيكون من الصعب جداً كبح النار التي ستشتعل في مناطق السلطة. رئيس الحكومة لم يعطِه جواباً إيجابياً.

يومها قدّرت الشرطة أنها تستطيع مرافقة الزيارة ومنع المواجهات مع المسلمين في الحرم. القائد العام للشرطة قال يومها علناً "لو قدّرت الشرطة مدى خطورة زيارة شارون لكانت منعتها"، لكن هذا لم يحدث. لم نتخذ قراراً سياسياً. أبقينا التقدير في يد الشرطة لأن هذا كان أسهل في تلك الفترة، لكن لاحقاً تبين لنا أننا أخطأنا.

ما حدث بعد ذلك هو من التاريخ. في 28 أيلول 2000 زار شارون الحرم برفقة أعضاء الكنيست من الليكود ونحو ألف شخص كانوا هناك، معظمهم من رجال الشرطة. خلال الزيارة رشق العرب الشرطة بالحجارة، وهو ما أدى إلى جرح عشرة من أفرادها وعشرين فلسطينياً. الزيارة التي كان من المفترض أن تستغرق 45 دقيقة توقفت. في اليوم التالي وقعت أعمال احتجاج كبيرة بعد صلاة يوم الجمعة. فقد خرج المسلمون الغاضبون من الصلاة ورشقوا ساحة الحائط الغربي التي جرى إخلاؤها بالحجارة. استخدمت الشرطة وسائل متعددة، بينها النار الحية، فاشتعلت المناطق الفلسطينية.

من الواضح أن ما جرى كان عود الثقاب الذي أشعل الانتفاضة الثانية ولم يكن سببها الابتعاد عن الاتفاق الدائم، ربما لولا الاستفزاز لكان من المحتمل جداً التوصل إلى تسوية قابلة للحياة تمنع الاشتباكات، لا أحد يعرف.

الهدف من مسيرة الأعلام يوم الخميس ليست الاحتفال، بل الرغبة في الاستفزاز، وأن من حقنا المرور مع أعلام إسرائيل في كل مكان في القدس. كما أراد شارون أن يثبت أن الحرم خاضع للسيادة الإسرائيلية وليس هناك مَن يمنعه من زيارته في أي وقت وعندما يشاء.

الأجواء التي خلقتها المواجهة الأخيرة مع "حماس" لا تزال مضغوطة. إشعال عود كبريت يوم الخميس يمكن أن يؤدي إلى تجدد إطلاق النار. يجب على حكومة إسرائيل منع ذلك وألّا تختبىء وراء الشرطة، فالمطلوب قرار سياسي.


المصدر: يسرائيل هيوم

الكاتب: يوسي بيلين




روزنامة المحور