الثلاثاء 30 تموز , 2024 03:09

اقتحام قاعدة سدي تيمان: الانقسام الاسرائيلي يتكشف

وصف بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي ما جرى في قاعدة سدي تيمان على أنه انقلاب على "الدولة".  كما كان من اللافت غياب رئيس الوزراء عن المشهد، الذي اقتحم فيه محتجون القاعدة للحؤول دون اعتقال جنود مدانون بممارسة انتهاكات جسدية وجنسية بحق معتقلين فلسطينيين ما تسبب باستشهاد 36 أسيراً. في حين اتهم رئيس المعارضة يائير لابيد بنيامين نتنياهو بأنه "غائب بعد اقتحام ميليشيات من الملثمين قواعد عسكرية ووزراء ونواب في حكومته جزء من محاولة الانقلاب". وفيما تترقب الدول الاعتداء الإسرائيلي على لبنان ومحاولة الوسطاء لإخماد نار التصعيد المتوقع، كشفت هذه الحادثة حجم التشرذم الداخلي في كيان الاحتلال، الذي اضطر إلى سحب عدة فرق من قطاع غزة لمعالجة الاحتجاجات في سيديه تيمان.

اقتحم مئات المتطرفين الإسرائيليين السجن في قاعدة سدي تيمان في صحراء النقب على بُعد حوالي 30 كيلومتر عن قطاع غزة، حيث يحتجز جيش الاحتلال أسرى منذ بداية الحرب، وذلك بعد أن أوقفت الشرطة العسكرية 9 من جنود الاحتياط، للتحقيق معهم "بشبهة الاعتداء جنسياً والتعذيب والتنكيل بعدد من الأسرى".

بمساندة عشرات من جنود الاحتياط الملثمين والمسلحين، استطاع المستوطنون المتطرفون دخول القاعدة والمكوث فيها لبعض الوقت، وسط صدامات بين ضباط الشرطة العسكرية من جهة وجنود الاحتياط والمحتجين من جهة أخرى والذي حاولوا منع احتجاز الجنود المتورطين بارتكاب اعتداءات جنسية على الأسرى، منهم مَن نُقل إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع وهو يعاني من جروح خطيرة.

بعدما تمكنت الشرطة العسكرية من نقل الجنود الموقوفين إلى قاعدة بيت ليد شمال يافا المحتلة -تل أبيب، توجه المتطرفون مع بعض الوزراء وتمكنوا من اقتحامها أيضاً. فيما أكدت القناة الـ12 العبرية إن "الجيش دفع بكتيبتين من لواء ناحل لتأمين قاعدة بيت ليد". وأشارت صحيفة معاريف إلى أن الجيش الإسرائيلي "سحب قوات من قطاع غزة ويدفع بها صوب معسكر بيت ليد والمناطق القريبة". الأمر الذي صنف على أنه إشارة على عدم أهلية الجيش القتال على عدد من الجبهات بالتزامن. اذ أنه في الوقت الذي يقاتل فيه بقطاع غزة ويستعد لهجوم مفترض على الجبهة الشمالية، لم يكن بمقدوره احتواء ما جرى في الهجوم على القاعدة العسكرية.

وأعلن جيش الاحتلال أن "مناقشات عملياتية حاسمة تتعلق بالساحة الشمالية، توقفت بسبب الأحداث، عندما اضطر رئيس الأركان إلى الذهاب فوراً إلى بيت ليد".

من جهتها، أشارت صحيفة هآرتس العبرية إلى أن "اليمين المتطرف في إسرائيل يسعى إلى فرض قيمه على الجيش الإسرائيلي منذ بداية حرب غزة. ربما يكون اعتقال جنود الاحتياط الإسرائيليين المتهمين بإساءة معاملة سجين فلسطيني في معتقل سديه تيمان يوم الاثنين قد أتاح لهم الفرصة التي كانوا ينتظرونها"، معتبرة أن "أن الحادث يمثّل معلماً آخر في تفكك المجتمع الإسرائيلي".

وقالت أن المتطرفون في الحكومة والائتلاف شجعوا أكثر من مرة أعمال العنف والتنكيل والتدمير بينما غض رئيس الوزراء وزملاؤه في الحكومة الطرف وأظهرت قيادة الجيش الإسرائيلي قوة غير كافية للوقوف على موقفها في وجه ما يحدث". مضيفة أن "ما حدث في سديه تيمان ليس حادثاً معزولاً وقع بينما كانت القيادة العليا مشغولة بالقتال. كما وقعت حوادث خطيرة على الجبهة، إطلاق النار على المدنيين بالقرب من قوات الجيش، والاستخدام الواسع النطاق للفلسطينيين كدروع بشرية، والإحراق المنهجي للمنازل، وغالباً ما يتم ذلك دون مبرر عملياتي. ويخشى معظم القادة الميدانيين، مثل كبار الضباط، معالجة المشكلة".

يقع هذا المعتقل الذي يعرف بـ"غوانتانامو إسرائيل" داخل القاعدة العسكرية سدي تيمان التابعة للقيادة الجنوبية بالجيش، وأعيد افتتاحه مع اندلاع الحرب على غزة في 7أكتوبر لاعتقال الأسرى الفلسطينيين.

وكان طبيب إسرائيلي يعمل في السجن كشف في 4 نيسان/ أبريل عن أقدام بعض السجناء قد بُترت بسبب الأصفاد. مؤكداً اتباع مختلف أساليب التعذيب منها الاحتجاز بأقفاص حديدية واعتداءات جنسية وحشية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور