الأربعاء 02 تشرين أول , 2024 06:35

ما تخفيه الرقابة الإسرائيلية... كشفته العيون الفلسطينية!

الصواريخ الإيرانية

احتفل الكيان الإسرائيلي في رأس السنة اليهودية في الملاجئ والمناطق المحمية، حيث بدأ عامه الجديد بتلقي صدمات متتالية، بدأت بعملية فدائية في محطة القطار في يافا، اسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين حتى اللحظة، واصابة اخرين، تبعها موجات صاروخية إيرانية، جالت في سماء الكيان مستهدفة أهداف عسكرية، بما في ذلك قواعد جوية، وقواعد استراتيجية، وصولا الى الكمين المحكم الذي نفذته المقاومة الإسلامية في لبنان بقوة مشاة إسرائيلية حاولت اجتياز الشريط الحدودي في احد بساتين قرية العديسة، ما أدى الى قتيلين واكثر من 20 إصابة بينهم إصابات مميتة.

ليس من الصدفة ابدا ان تسبق الصواريخ الإيرانية، عملية اطلاق النار في يافا، بل هي إشارة واضحة، ان قوى المحور على تنسيق عالي وتام. وبعيدا عن النتائج، فهذه العمليات، هي فشل ذريع للعقيدة الإسرائيلية التي تتغنى بالانذار المبكر. يضاف الى الفشل، عجز المنظومات الامريكية والأوروبية التي لم تُفلح في التصدي للهجوم.

ومباشرة، خرج دانييل هاجري، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ليناشد جميع الإسرائيليين بعدم التقاط الصور والفيديوهات، خاصة أماكن سقوط الصواريخ. وهذا ما تحقق فعلا، ليس من باب الالتزام، بل لأن معظم الإسرائيليين هرعوا الى الملاجئ، التي استقبلت في الليلة الماضية اكثر من ثلاثة ملايين مستوطن. كذلك عملت الرقابة العسكرية على النهج نفسه، حتى انها لم تسمح بإعطاء أي معلومات حول حادثة يافا حتى صباح اليوم حيث بدأت تعلن عن أسماء القتلى بشكل تدريجي.

أما المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي، فعملا على افشال الهجوم، وهذا ما أكده نتنياهو الذي تواجد في قبو حكومي، حيث قال "إسرائيل أفشلت الهجوم الإيراني". كذلك الحال بالنسبة لكل من غالانت، لابيد، غانتس، وصولا الى هرتسي هالفي رئيس هيئة اركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي لم تختلف تصريحاته عن تصريحات نتيناهو مشيدا بمنظوماته الدفاعية والهجومية، مهددا بالرد القاسي.

بيدَ ان المفاجأة التي قضت على إجراءات العدو الإسرائيلي، هي العيون الفلسطينية من الداخل المحتل وصولا الى الضفة الغربية مرورا بقطاع غزة، التي كانت حاضرة، تشاهد الصواريخ وهي تتساقط كالمطر على الأهداف العسكرية بدقة عالية، وسط فشل ذريع لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي. وعلى الرغم من دعوات الرقابة العسكرية منع تداول الوسائط الإعلامية حول الحدث، الا ان الفيديوهات والصور، انتشرت كالهشيم في منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الإعلامية الإسرائيلية والعالمية التي لم تعد قادرة على اخفائها.

وفي ظل هذا الخرق الواضح لقواعد الرقابة العسكرية، وبالتزامن مع الفشل في إعماء الحدث وإخفاءه، لم يستوعب الاعلام الإسرائيلي حجم الهجوم، فوصفه بأنه 7 أكتوبر اخر، وأن إيران أعلنت الحرب على إسرائيل بشكل واضح، وانه هجوم دامي يشبه السابع من اكتوبر... لكن مع وصول الأوامر الجديدة بالتعتيم على الحدث وتهوينه، عمل الاعلام العبري، بمراسليه ومحلليه على تضليل الرأي العام الإسرائيلي الذي تزعزع، وتلقى صدمات نفسية قاسية (زيادة بنسبة 480% على طلب المساعدة النفسية نتيجة الهجوم الايراني بحسب ما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي)، لذلك، بدأ طرح سرديات مضللة منها: التصدي لمعظم الصواريخ، سقوط الصواريخ في مناطق مفتوحة، الصواريخ غير فعالة وفارغة...

هذه السرديات الذي حاول ويحاول الاعلام العبري الترويج لها والتي تبنتها وسائل اعلام خليجية، قد فشلت بالفعل قبل ولادتها، نتيجة المشاهد التي شاهدها العدو قبل الصديق، وستظهر هذه النتائج تباعا، خاصة تلك التي طالت قواعد استراتيجية قرب مناطق مأهولة، واولى هذه النتائج هي ما كشفته القناة 12 عن تضرر اكثر من 100 منزل شمال تل ابيب نتيجة الصواريخ الإيرانية، أي على مقربة من مقر الموساد وشعبة الاستخبارات. أما الأهداف العسكرية وقواعد سلاح الجو والمطارات...، فليس من المضمون ان يعمل الجيش الإسرائيلي او وسائل الاعلام العبرية على الاعتراف بها، خاصة وأنها ستكون قاسية على المستوى استعادة الردع، فضلا عن انها ستؤدي الى انهيار الثقة مع الجمهور الإسرائيلي، لذلك ستبقى قيد الرقابة والكتمان بانتظار صور الأقمار الاصطناعية الإيرانية والعالمية التي ستظهر حجم الخسائر التي لحقت بالكيان المؤقت...





روزنامة المحور