بعد فشلها المزدوج في سوريا واليمن، تضطر الولايات المتحدة إلى تغيير النهج الذي كانت قد اتبعته طيلة الفترة الماضية. فبعد أن أخفقت في فرض شروطها أثناء المفاوضات اليمنية الأخيرة واصرارها على ربط الملف الإنساني بفك الحصار تعود واشنطن إلى إعطاء الضوء الأخضر لإعادة اشعال الجبهات خاصة مأرب. بالمقابل فإنها ستعمد إلى تجنيد مجلس الأمن مرة أخرى لإقرار العمل بالفصل السابع في سوريا التي تسوّي أوضاع آخر معاقل الإرهابيين في درعا.
اليمن
-يبدو أن التدخل الأميركي لوقف الحرب على اليمن بات يقترب من لفظ أنفاسه الأخيرة حيث انه وبعد توقف المفاوضات منذ أسابيع بسبب إصرار الولايات المتحدة وبريطانيا على التدخل في موضوع مأرب وبقضايا الحل النهائي انقلب الخطاب الأميركي بشكل ملحوظ لتبني الموقف والسياسات السعودية بشكل كامل متزامناً مع ارتفاع حجم النشاط العسكري العدواني السعودي في الأسبوعين الماضيين بشكل كبير.
كل ما سلف يضع في الوساطة الأميركية في خانة الانحياز للطرف المعتدي ويعطلها في المدة المنظور مما يعني عودة الوضع لما كان عليه قبل الوساطة الأميركية.
سوريا
-مشروع أميركي أممي بدأ يلوح في الأفق يهدف إلى إعادة ملف السلاح الكيميائي السوري إلى الواجهة حيث يجري في الكواليس تحضير أمريكي بتواطؤ أممي بريطاني فرنسي لقرار جديد تحت الفصل السابع بذريعة أن القرار السابق غير مكتمل وبحجة أن "الإعلان الدولي للنظام السوري بشأن اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية غير مكتمل وغير دقيق بسبب الفجوات والتباينات في الإعلان".
المصدر: مركز دراسات غرب آسيا
الكاتب: غرفة التحرير