تعكس الانعطافات المتكررة بسياسة واشنطن في التعامل مع الحرب التي فرضتها على اليمن بيد سعودية-إماراتية، عن عدم قدرتها على ان تنتزع دبلوماسياً أو عسكرياً أي من الإنجازات التي يمكّنها من فرض شروطها على طاولة المفاوضات. فبعد أن بذلت جهوداً قصوى للتوصل إلى حل سياسي بعيد عن فك الحصار ورفع يدها عن المطارات والموانئ، تتوجه الولايات المتحدة إلى مزيد من التصعيد العسكري خاصة على جبهات مأرب التي شهدت تحرير مديريتي الرحبة وماهلية الاستراتيجيتين.
تأتي أهمية عملية "النصر المبين الثالثة" ليس فقط بأنها أسفرت عن تحرير مديريتي ماهلية والرحبة التي تقدّر مساحتهما 1200بـ كلم مربع، بل بحجم التعاون والتنسيق بين الجيش واللجان الشعبية والقبائل اليمنية التي تعرّضت طيلة الفترة الماضية لحملات التضليل الضخمة من قبل ميلشيات حزبالاصلاح وقوات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي لافشال الاتفاقيات بين هذه القبائل وقوات صنعاء التي كانت تقضي بتحييد مناطقهم عن العمليات العسكرية. الجدير بالذكر هنا، أن التحالف كان قد عزم مطلع شهر تموز إلى تحريك القبائل الموالية له على جبهات جبل مراد ورحبة وماهلية من أجل تثبيت بعض المواقع والتعويض عن المناطق التي خسروها في العمليات السابقة، قبل أن يعود ويوجه لهم أصابع الاتهام ويحمّلهم مسؤولية انكسار هذه الجبهات.
من جهة أخرى فإن التضاريس الصعبة والمعقدة لهاتين المديريتين تكشف عن الخبرة العظيمة التي اكتسبتها قوات صنعاء طيلة السنوات الماضية إضافة للتفوق الكبير للقوات البرية التابعة لها التي استطاعت من خلاله تحرير مساحات شاسعة بوقت قياسي، وهذا بحد ذاته انجاز ينم عن قدرة الجيش واللجان الشعبية تغيير الواقع الميداني وقلب المعادلات لصالحها.
قلق كبير أبدته السعودية على سيطرة الجيش واللجان على رحبة وماهلية اللتين تعتبران طوق محافظة مأرب وتعطي القوى التي تسيطر عليهما إمكانية السيطرة الكاملة على كل المنطقة الغربية والشمالية والشرقية المقابلة لمديرية الرحبة التي تعد خط تماس مع مأرب.
العميد يحيى سريع كشف خلال مؤتمر صحفي عن وجود أسلحة أميركية عليها شعار الوكالة الأميركية للتنمية USAID كانت تستعملها القوات الموالية للتحالف في مأرب إضافة مخزن سلاح وكميات كبيرة من المتفجرات يرجح انها قد تم تقديمها إلى تنظيم القاعدة تحت عنوان "مساعدات إنسانية".
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين.
الكاتب: غرفة التحرير