بعد يوم واحد من سيطرتها على منطقة الحصنين الاستراتيجية شمال شرق حرض ومنطقة “الشعاب” الاستراتيجية جنوب غرب المدينة، تمكنت قوات صنعاء الخميس من تطهير منطقة “الحثيرة” غرب منفذ حرض والتقدم باتجاه مواقع تابعة للجيش السعودي في منطقة “الرمضة”، ومنطقة “زمزم” في جيزان.
تأتي هذه التقدمات لقوات صنعاء بعد ان اتجهت قوى التحالف السعودي لفتح جبهة حرض بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، في محاولة للضغط والتشويش على القوات المسلحة اليمنية الفاعلة على كل المسارات، الا أن الواقع كشف عن بأس تُظهره هذه القوات نجحت خلاله في صد العديد من الزحوفات وتكبيد القوى المدعومة من السعودية والإمارات خسائر كبيرة في العديد والعتاد حسب مصادر محلية.
ونقلت وكالة الاناضول التركية عن مصدر عسكري في صفوف قوات التحالف قوله ان قواتهم فقدت أكثر من 35 جندياً وضابطا، شمالي حرض خلال يوم الاربعاء فقط. فيما أفادت وسائل إعلام ل"سبوتنيك" "بمقتل 32 عسكريا من قوات هادي" ، بينهم 4 ضباط، خلال هجوم السبت الماضي على منطقة حرض في محافظة حجة.
المصادر أكدت أن قوات صنعاء باتت تسيطر على مجريات المعركة بعد نجاحها في صد زحوفات قوى التحالف على أطراف وادي “راما”، ومنطقة “الحصنين” وتعزيز قواتها في مناطق “الهيجة” و”المحصام” ومحيطها، وسيطرتها على منطقة “حوثلة” وهي من المواقع الاستراتيجية شمال شرق مدينة حرض رغم الغارات المكثفة من قبل طيران التحالف.
في الاثناء، اعلنت القوات المسلحة اليمنية إن دفاعاتها الجوية تمكنت الخميس من إسقاط طائرة تجسسية مسلحة صينية الصنع نوع سي اتش فور(CH4) تابعة لسلاح الجو السعودي في مديرية حرض. وأوضحت في بيان أن العملية نُفذت بصاروخ أرض جو لم يتم الإعلان عنه بعد، وذلك أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء المديرية بمحافظة حجة، بحسب البيان.
وكانت السعودية أعلنت السبت الماضي انطلاق عملية عسكرية واسعة في مدينة حرض اليمنية، دفعت على إثرها بما يسمى "ألوية اليمن السعيد" ومرتزقة سودانيين راسخة هدف الوصول إلى الحديدة عن طريق محافظة حجة، وتمثل "حرض" بوابتها الى هذا الهدف، ووجهت عملياتها العسكرية على محورين (الأوّل) من جنوب وغرب المدينة، و(الثاني) من اتّجاه مديرية ميدي القريبة من حرض، ورغم أنها استطاعت في أول المعركة إحراز شيء من التقدم، الا أن المعادلة على الأرض سرعان ما تبدلت عقب وصول تعزيزات عسكرية للجيش واللجان إلى شرق جبل المحطام الواقع جنوب شرق المدينة، وبالتزامن في الجانب الآخر، شهدت الأطراف الجنوبية والغربية لحرض مواجهات عنيفة، سقط فيها قتلى من القوات السعودية وقوات هادي والمرتزقة السودانيين، وهو ما كشف عنه الطرفان قوات السعودية وقوات هادي.
تمثل مدينة حرض مركزاً إستراتيجياً لوقوعها على الحدود مع السعودية، وبها يوجد منفذ "الطوال" البري مع الرياض. ومنذ أن بدأت السعودية بتحالفها الحملة العسكرية ضد اليمن في العام 2015، وهي تحاول التقدم في هذه منطقة باستخدام كل الوسائل، الا أنها لم تتمكن من تحقيق أي أهداف استراتيجية.
ورغم أن المنطقة لا تمثل أهمية إستراتيجية بالنسبة للسعودية، إلا أنها تأتي حسب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد عزيز راشد كمحاولة لخلق "نصر إعلامي عن طريق اختلاق معركة في جنوب غرب السعودية".
وتتواصل انتكاسات الجارة السعودية مع استمرار صنعاء في السير لتحرير الأراضي من التواجد الأجنبي وردع المعتدي بما تمتلكه من وسائل، والخميس نجح سلاح الجو المسير اليمني في إستهداف موقع عسكري هام في مطار أبها بطائرة مسيّرة نوع قاصف2K.. حسب المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع، والذي اضاف أن “مطار أبها من المطارات التي تستخدم للأعمال العسكرية ضد اليمن.. مجدداً التحذير للمواطنين في المملكة السعودية بالابتعاد عن المواقع العسكرية.
تنفيذ قاصف 2k لمهمتها بنجاح دفعت بالبيت الأبيض لأن يخرج مؤكدا على ذات المنحى العسكري في تسيير القضية اليمنية، مشددا على رفض هذه الهجمات.
وكشفت التحركات الأمريكية الأخيرة الساعية لتحجيم انجازات قوات صنعاء خصوصا بعد عمليات "إعصار اليمن" الثلاث، عن حالة إقرار غير معلنة بأن هذه القوات نجحت في تجاوز كل مخططات واشنطن ومعها السعودية والامارات، لاضعافها، بما يخلق لها البيئة المواتية لتمرير اجندتها في البلد كجزء من مخططها الأشمل للمنطقة، وباتت قوات صنعاء اقوى من ذي قبل، لتعود واشنطن بالتلويح بورقة أدراج اليمنيين في قائمة الإرهاب.
ونقل موقع "أكسيوس" عن مصادر مطلعة أن البيت الأبيض، يدرس بجدية، إعادة تصنيف انصار الله منظمة إرهابية، وحسب الموقع يظهر هناك حالة من عدم الاتفاق في حول الآلية المثلى لمواجهة صنعاء، أن هناك اتجاهين لاستهداف أنصار الله، (الاول) يتبناه مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ويقضي بإعادة تسمية انصار الله منظمة إرهابية، (الثاني) تتصدرها وزارة الخارجية الامريكية وتدعم استهداف قادة محددين في انصارالله بعقوبات، لا التصنيف كمنظمة إرهابية.
هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: كاتب صحفي يمني
الكاتب: وديع العبسي