بعض ما كشفته وثائق ويكليكس عن علاقة أزعور بالسفارة الأمريكية

جهاد أزعور وجيفري فيلتمان

التدخل الأمريكي في لبنان لم ينقطع يوماً، منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، والسبب الأبرز لحصول ذلك، وجود سياسيين لبنانيين يتعاملون مع سفارة واشنطن في لبنان، كمرجعية سياسية لهم في الشؤون الداخلية الصغيرة والكبيرة. ومرشح التحدي والفساد جهاد أزعور، واحدٌ من هؤلاء السياسيين.

فالمتصفح لموقع ويكيليكس الاستقصائي، الذي كشف مئات البرقيات الدبلوماسية الأمريكية، سيتبيّن له بأن أزعور التقى بالسفراء الأمريكيين في لبنان،عدة مرّات، أدّى خلالها أزعور دور "الفسّيد" لجيفري فيلتمان ولسلفه ميشيل سيسون، ولم يسلّم من تقاريره حتى رجل واشنطن المالي الأول في لبنان حاكم مصرف لبنان المركزي "رياض سلامة".

ففي البرقية التي تحمل رمز " 07BEIRUT794_a"، بتاريخ 4 حزيران / يونيو من العام 2007، كان موضوع لقاء أزعور وزميله وزير الاقتصاد اللبناني وقتذاك سامي حداد مع فليتمان، هو الانتخابات الرئاسية وضرورة استبعاد رياض سلامة، تحت مزاعم أن الأخير هو رجل حزب الله وسوريا في لبنان. وقد عبّرا يومها بأنهما "يشعران بقلق بالغ إزاء هجوم ساحر بدأه حاكم البنك المركزي رياض سلامة مع الولايات المتحدة وفرنسا وغيرهما"، من أجل الوصول الى رئاسة الجمهورية.

وبحسب فيلتمان فإن رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة لا يريد سلامة لرئاسة الجمهورية أيضاً، للعديد من الأسباب ومنها الأعذار المستمرة التي يقدمها سلامة لتجنب بيع الأصول التجارية غير الملائمة (طيران الشرق الأوسط، وإنترا، وما إلى ذلك).

كما اتهما سلامة بأنه سهل الإبتزاز من السوريين، بسبب "العلاقة الجنسية المثلية المغلقة التي ترددت شائعات كثيرة بين سلامة ورئيس مجلس إدارة شركة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت صحيحة، وليست علاقة سلامة الوحيدة خارج نطاق الزواج"، وقد سأل حدّاد فيلتمان" هل تعرف قصة رمزي؟"، فيضيف فيلتمان بأنها إشارة "لشائعة متكررة (لكن غير مؤكدة) مفادها أن السلطات العسكرية السورية اعتادت مناداة سلامة بـ "رمزي"، اسم عشيقه وسائقه في ذلك الوقت".

وفي جانب آخر من البرقية، بيّن فيلتمان في ملاحظته حول موضوع هجوم أزعور وحدّاد على سلامة، بأن لأزعور قريب هو "جان عبيد" لديه طموحات رئاسية أيضاً.

تقارير أزعور الأخرى

أما أغلب لقاءات أزعور مع السفراء الأمريكيين، فكانت تتمحور أغلبها على التفاصيل الدقيقة للوضع الاقتصادي اللبناني، حتي يخال المرء بأن أزعور يقدّم هذه التقارير للسلطة الرقابية اللبنانية (المجلس النيابي) وليس السفراء الأمريكيين.

لكنّ أزعور كان في كل لقاءاته شديد العدائية ضد حزب الله، ففي البرقية رقم " 06BEIRUT2719_a" للاجتماع الذي عقد بعد 8 أيام من انتهاء حرب تموز للعام 2006، حرّض الأمريكيين بأنهم لن يتمكنوا من مواجهة الحزب بشأن "تهريب الأسلحة". كما توقع بأن "التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد أعضاء حزب الله يمكن أن تستخدم كذريعة أخرى للحفاظ على سلاح حزب الله". وفي مكان آخر زعم بأن الحزب يمنع العناصر الرسمية من الدخول الى مناطق نفوذه. خاتماً لقاءه حينها بنفي تعرض رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد للإصابة كما أشاعت وسائل الإعلام حينها.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور