نابلس تلتحق بجنين.. التصنيع المحلي بدأ

عبوات "نابلسي 1"

إنّ محاولات مستويات الاحتلال ألا ينتقل نموذج جنين ومخيمها الى مناطق الضفة الغربية كافة، سقطت عند أبواب نابلس. في الرابع والعشرين من أيار / مايو عام 2022 انطلقت "كتيبة نابلس" التابعة لسرايا القدس محاكاةً لـ "كتيبة جنين" وأهدافها. ثمّ تصاعدت المقاومة في هذه المدينة مع تأسيس مجموعة "عرين الأسود" ليكون الشباب الفلسطيني من مختلف الألوان في خندق واحد. حظيت المقاومة التي التحمت مع جنين ونصرتها في العديد من المحطات، بالتفاف شعبي واسع، كما صدّرت أيقونات عبّرت عن توجهات الجيل الجديد، كان أبرزهم الشهيد إبراهيم النابلسي.

بخطٍ متوازنٍ مع جنين، تتطور المقاومة في نابلس. فما بدأ بإطلاق النار والحجارة عند الحواجز العسكرية للاحتلال، وباستهداف قوات الاحتلال المقتحمة للمدنية والمخيمات، لا سيما مخيم بلاطة، انتقل الى العبوات الناسفة محليّة الصنع ونصب الكمائن.

تصدٍ على أكثر من محور بالتزامن

تصدت كتيبة نابلس لاقتحام المستوطنين وقوات الاحتلال لـ "قبر يوسف" فجر العشرين من شهر تموز / يوليو 2023، لكن هذه المرة مع تكتيكات ميدانية جديدة أثبتت تطور قدراتها وأدائها. اذ أكّدت الكتيبة في بيان تفاصيل ما جرى: "تمكن مجاهدونا من استهداف قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين بصليات كثيفة من الرصاص على أكثر من محور وشهدت اشتباكات مسلحة عنيفة في (شارع عمان - شارع القدس - محيط قبر يوسف - مدخل مخيم بلاطة). كما تمكنت "الكتيبة ومجموعاتها (ومنها مجموعات بلاطة ومجموعات عسكر) من تفجير عدد من العبوات الناسفة في جرافات وآليات الاحتلال خلال اقتحامها للمنطقة بشكل مباشر".

"نابلسي1": نابلس تدخل مرحلة تصنيع العبوات الناسفة

في استهدافها لآليات الاحتلال، أدخلت الكتيبة لأوّل مرّة عبوتها محلية الصنع "نابلسي 1" تيمننًا بالشهيد. وشدّدت الكتيبة في البيان نفسه على أنّ العبوّة " أثبتت فعاليتها في ميدان المواجهة وأصابت أهدافها بدقة على أكثر من محور". وما إقرانها لرقم (1) مع اسم العبوّة، الا دليل على أنّ الكتيبة قد اتخذت من تصنيع العبوات الناسفة مسارًا في مواجهة الاحتلال، وأنّ في جعبتها المزيد ممّا قد يكشف عنه.

بالتالي فإنّ ذلك ينذر بأنّ تطور كتيبة نابلس بات يسمح لها بأن لا تكتفِ بـ "التصدي الموضعي" بل بمواصلة القتال لأيام على غرار كتيبة جنين ومختلف مجموعات المقاومة في المخيم، اذ ما اتخذت مستويات الاحتلال قرار العدوان الواسع على نابلس، على الرغم من فشل أهدافه مرتين في جنين (الأولى في 19/6/2023 – معركة "بأس الأحرار، والثانية في 3/7/2023 – معركة "بأس جنين").

كتيبة نابلس تعرض عبوات "نابلسي 1"

الشعب ثابت على خيار المقاومة

خلال الاشتباكات، ارتقى الشهيد بدر المصري، ابن 19 عامًا، وقد شيّعته جماهير غفيرة، هتفت للكتيبة وللكتائب في مناطق الضفة الغربية الأخرى ومنها طولكرم وطوباس، تأكيدًا على التمسّك بخيار المقاومة. وهنا، عبّر محللون عبر "القناة 11" العبرية عن فقدان السلطة الفلسطينية لـ "الشريعة الشعبية"، ومسار التسويات و"السلمية"، تمامًا كما حصل في جنين حين هتف أبناؤها للكتيبة والمقاومة خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

1385 عمل مقاوم في نابلس

تضمّن هذا الشهر، عدّة أعمال للمقاومة في نابلس، اذ أطلق شباب النار على مستوطنة "قدوميم" (غرب نابلس) ما أدّى الى إصابة حارس أمن للاحتلال. كذلك أطلق شبان آخرون النار على مستوطنة "كيدوميم"، وأشعلوا إطارات السيارات لزعزعة "أمن" المستوطنين هناك. ومطلع الأسبوع الجاري أطلق المقاومون النار على طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال دخلت سماء نابلس.  وفي احصائيات أعمال المقاومة خلال النصف الأوّل من العام 2023، كان لنابلس نصيب في 1385 عمل مقاوم من مجمل أعمال المقاومة في القدس والضفة الغربية.


الكاتب:

مروة ناصر

-ماجستير في الصحافة وعلوم الإعلام.

 




روزنامة المحور