الجمعة 21 أيار , 2021 12:17

فجر فلسطين: كيف أطاح سيف القدس بحارس الأسوار ؟

يستقبل الفلسطينيون نهارهم اليوم، في كامل الأراضي من البحر الى النهر، وهم قد حققوا انتصاراً تاريخياً واستراتيجياً على آلة العدوان الإسرائيلية، فخلال 11 يوم من معركة "سيف القدس"، استطاعت المقاومة بكافة اشكالها العسكرية والشعبية، في غزة والضفة وأراضي 48، من تحقيق إنجازات مهمة وكبيرة في صراعها مع الاحتلال، بالإضافة الى إلحاق خسائر استراتيجية للكيان بكل فئاته السياسية والعسكرية والمستوطنين. هذه الأهداف والخسائر التي تحققت، ستجعل مشروع "التحرير الكامل من البحر الى ‏النهر" قريب المنال، وتؤكد حقيقة أن "القدس أقرب ‏الى الحرية من أي زمن مضى" كما ذكر حزب الله في بيان تهنئته للفلسطينيين بنصرهم.

إنجازات المقاومة الإستراتيجية

أما أهم الأهداف التي حققتها فصائل المقاومة في هذه المعركة البطولية من المواجهة هي:

_ فرض معادلة ردع عسكرية بنص مكتوب، تحمي المسجد الأقصى والقدس من أي اعتداء إسرائيلي عليها.

_ إفشال الأهداف الإسرائيلية من العملية العسكرية، والتي ذكرها "رون بن يشاي" في مقالته:

  1. تدمير القدرات القتالية للمقاومة.
  2. منع المقاومة من إعادة ترميم قواهاـ بما يضمن تأخر أي اشتباك عسكري.
  3. إعادة الردع "الإسرائيلي".

فالمقاومة أظهرت من خلال رشقاتها الصاروخية الأخيرة، وما صرح به الناطق باسم الغرفة العسكرية المشتركة "أبو عبيدة"، عما كان يجهز من ضربة صاروخية كبيرة تطال كل أراضي فلسطين المحتلة، أن قدراتها لم تتضرر أبداً، وانه مازال بإمكانها الاستمرار لمدة ال 6 أشهر من القتال المتواصل.

_ إنشاء معادلات جديدة ستمهد للإنجاز الكبير القادم:

1)توحيد ساحات المواجهة الثلاث (غزة، الضفة واراضي48) وترابطها أثناء المواجهة، والذي سيؤسس لمرحلة جديدة من التنسيق بينهم، ضمن خطط "القضم التدريجي".

2)افتتاح ساحتين جديدتين للمواجهة الشعبية في الأردن ولبنان، سيكون أساسها فلسطينيو الشتات والشعبان اللبناني والأردني

3)تنسيق الجهود مع قوى ودول محور المقاومة، والتي ستمهد لتطبيق خطة "الإقتراب الموزّع" الإستراتيجية، والتي يقدر لها أن تنفذ عبر قصف الكيان بمليون صاروخ، وتنفيذ العمليات الهجومية البرية.

_ تحفيز الجهود لتشكيل جبهة إعلامية موحدة ناطقة باسم المقاومة، مكونة من وسائل اعلام تقليدية وافتراضية، مدعومة بوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تركزت جهودها على إعلان إنجازات المقاومة، وكشف الجرائم الإسرائيلية.

_ تحقيق تضامن شعبي واسع في كل دول العالم: بحيث شهدت الكثير من الدول، تظاهرات وفعاليات تضامنية مع الشعب الفلسطيني، تحدت كل إجراءات المنع والتضييق، وساهمت في خلق رأي عام دولي داعم للقضية.

_ إفشال رهانات الولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال على إنهاء القضية الفلسطينية، من خلال "خطة القرن" واتفاقيات التطبيع مع دول عربية عدة.

_ بدء ظهور آراء سياسية دولية داعمة للفلسطينيين، ومناهضة لكيان الاحتلال.

خسائر الكيان الإستراتيجية

بالإضافة إلى إنجازات المقاومة والتي تعد أيضاً خسائر استراتيجية للكيان، فإن هناك خسائر تتعلق بفئات الكيان الثلاث.

فعلى الصعيد السياسي:

_ فشل المنظومة السياسية في تقدير الموقف والمخاطر من شن أي عملية.

_ زيادة الانقسام بين الأحزاب المختلفة، وانتقادات الفشل الحكومي في اتخاذ القرارات.

_ فقدان دعم بعض الدول الغربية، التي بدأت تدين جرائم إسرائيل علناً.

_ خسارة كبيرة بثقة وتأييد المستوطنين للطبقة السياسية.

_انتقادات إعلامية وصحفية غير مسبوقة، تتحدث عن "احتراق الكيان" والدعوة الى الهجرة العكسية، وإظهار إخفاقات الجيش والقوى الأمنية.

وعلى الصعيد العسكري:

_ فشل سلاح الجو الذي ينال الحصة الأكبر من موازنات الجيش في حسم المعركة.

_ إظهار فشل أجهزة استخبارات الاحتلال قبل وخلال المعركة، لتزيد من مسلسل اخفاقاتها

   المتراكم.

_ الكشف عن ضعف أجهزة امن الاحتلال البنيوي، وعجزها عن مواجهة مقاومة شعبية

   عفوية فكيف إذا تسلح أفرادها.

_ إخفاق منظومات دفاعه الجوية المختلفة من صد الصواريخ.

_ استمرار عمل منظومة الإدارة والسيطرة لفصائل المقاومة طوال الحرب من دون أي

   انقطاع او استهداف.

_ كان الجيش يعد لمناورة حرب كبرى على جبهتين، ففشل ميدانياً بالحرب على جبهة واحدة.

   فكيف سيواجه حرب محور بأكمله مستقبلاً؟

_ لم تعد الوسائل الإعلامية الدولية كما المحلية تثق بالمتحدثين الرسميين لجيش الاحتلال، بل

   أصبح الناطقون الرسميون باسم المقاومة، هم مصدر المعلومات المؤكدة.

أما على صعيد المستوطنين:

_ ظهور الكثير من المستوطنين الذين يعبرون عن يأسهم من الكيان، و"انخداعهم بالوطن الآمن الموعود".

_ الشكوى من كذب الحكومة وسياساتها خلال حالات الطوارئ.

_ الجبهة الداخلية للكيان هشة ومتصدعة، أمام مقاومة عسكرية محاصرة في بقعة جغرافية صغيرة لا تتجاوز مساحتها 365 كم 2، فكيف ستتحول عند استهدافها من جبهات 6 للمحور.


مرفقات


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور