دخلت المقاومة الإسلامية في العراق في جبهتها المساندة للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، مرحلة التصعيد والضرب بقوة بشكل لافت، عبرت عنه سلسلة العمليات التي بدأتها منذ السبت الماضي (20/01/2024)، من خلال استهداف قاعدة عين الأسد التي تتواجد فيها قوات الاحتلال الأمريكي، مروراً باستهداف قاعدة كونيكو الأمريكية في سوريا 3 مرات خلال 24 ساعة، ولن تنتهي بالتأكيد مع العملية النوعية في استهداف ميناء أشدود بالطائرات المسيرة المفخخة.
كل هذه العمليات توجّه رسالة ميدانية، بأن هدف إخراج قوات الاحتلال الأمريكي من العراق وسوريا، هو في مسار تنفيذي تصاعدي متكامل مع دور إسناد المقاومة الفلسطينية التي تواجه عدواناً أمريكياً إسرائيلياً وحشياً منذ 108 يوم.
وفي الحصيلة الإجمالية للعمليات، فقد نفذت المقاومة العراقية حتى اليوم، أكثر من 150 عملية ضد أهداف أمريكية أو إسرائيلية، في العراق وسوريا وفلسطين المحتلة، بواسطة الصواريخ والطائرات دون طيار المفخّخة.
أبرز العمليات التصاعدية
_ في الـ 20 من كانون الثاني / يناير الجاري، نفذت المقاومة في العراق عملية هجومية نوعية، ضد قاعدة عين الأسد الجوية التي تضم قوات أميركية في محافظة الأنبار غربي العراق، بواسطة 40 صاروخ من بينها صواريخ باليستية. وقد اعتبرته القوات الأمريكية تطوراً خطيراً سواء لناحية نوع السلاح المستخدم أم لناحية العدد. وقد أدت العملية الى سقوط إصابات في صفوف القوات الامريكية.
_ خلال 24 ساعة، هاجمت المقاومة العراقية قاعدة كونيكو في شمالي سوريا، التي تضم قوات أمريكية، 3 مرات بالصواريخ والطائرات المسيرة. ويُشار الى أن هذه المنشأة تبعد عن الحدود العراقية السورية ما لا يقل عن 125 كم، ما يعني بأن الصواريخ والطائرات المستخدمة هي بمديات بعيدة.
_ في فجر الثلاثاء (23/1/2024)، قامت المقاومة باستهداف ميناء أشدود بالطيران المسيّر، والذي أظهرت الصور التي انتشرت حوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه كان دقيقاً ومؤثراً بحيث احرق العديد من المنشآت. وجاء في بيان المقاومة أنها قامت بهذه العملية استمرارا بنهجها في مقاومة الاحتلال ونُصرة "لأهلنا في غزة"، وردا على "المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ". ويبعد ميناء أشدود عن العراق حوالي 422 كم.
ميناء أشدود
يعدّ هذا الميناء واحداً من موانئ المياه العميقة القليلة في العالم التي يتم بناؤها على البحر المفتوح، كما يعتبر أحد موانئ الشحن الرئيسية الثلاثة في الكيان المؤقت. ويقع الميناء في مدينة أشدود، على بعد حوالي 40 كيلومترا جنوب عاصمة الكيان تل أبيب. وقد أدى إنشاء هذا الميناء في العام 1965، إلى تعزيز قدرة موانئ الاحتلال بشكل كبير، حيث يتعامل مع أكبر حجم من حاويات البضائع سنويًا (أكثر من 1.5 مليون حاوية في عام 2017) من بين جميع الموانئ في فلسطين المحتلة. كما يعد هذا الميناء من ركائز تصدير الحمضيات والبوتاس والكثير من الإنتاج في الكيان الى الخارج.
الكاتب: غرفة التحرير