الأربعاء 16 حزيران , 2021 12:11

كيف ستتأثر منطقتنا بلقاء "بوتين" و"بايدن"

بوتين وبايدن

يعقد اليوم الأربعاء، أول لقاء واجتماع مشترك بين الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره الأمريكي "جو بايدن"، منذ تولى الأخير رئاسة الولايات المتحدة خلفاً للرئيس السابق دونالد ترامب. وسيعقد هذا الاجتماع في مدينة جنيف السويسرية. ومن المقرر أن يتم مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً فيما يتعلق بالاتفاقيات والمعاهدات المشتركة، التي الغت واشنطن العمل ببعضها مؤخراً، بالإضافة الى مناقشة ملف الاستقرار العالمي الاستراتيجي، فضلاً عن تسوية النزاعات الإقليمية خصوصاً في منطقة غرب آسيا. حيث سيطرح موضوع البرنامج النووي الإيراني وآخر ما وصلت إليه مباحثات فيينا، وسيركز الرئيس بوتين على الموضوع السوري وما يحتاجه من معالجات دولية، بعد ما تم تحقيقه من انتصارات وصمود للدولة والشعب، الذي جدد مؤخراً ثقته بالرئيس السوري بشار الأسد لولاية رئاسية جديدة. وهناك توقعات بأن يتطرق الطرفان إلى مناقشة الأوضاع السائدة في فلسطين المحتلة ولبنان، وما يمكن لهاتين الدولتين من لعب دور في إيجاد مسارات للحلول السياسية.

يد "بايدن" ستكون الأضعف بمواجهة يد "بوتين"

بهذه العبارة توقع العديد من الخبراء والمحللين، أن تكون أجواء هذا الاجتماع. فمنذ أن تسلم "بايدن" لمهامه الرئاسية، وهو يشن هجوماً خطابياً باتجاه روسيا والرئيس "بوتين" في محطات عديدة. فقد وصفه خلال مقابلة تلفزيونية بأنه "قاتل"، مهدداً حينها باتخاذ إجراءات صارمة لم تحصل أبدًا، ضد ما وصفه بالهجمات الإلكترونية الروسية، التي جرى الكشف عنها خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية الامريكية، والادعاء بان موسكو تقف خلفها. كما سانده في هذا الاتهام العديد من مساعديه وأركان إدارته، خصوصاً مستشاره للأمن القومي "جايك سوليفان" الذي هدد بالرد على الهجمات عبر استخدام أساليب "علنية وغير علنية" في الوقت عينه، والتي لم تحصل أبداً. ما يذكر بتصرف الرئيس الأمريكي الأسبق "باراك أوباما" الذي توعد بشن هجوم عسكري مباشر على سوريا، بعد افتعال هجوم كيميائي في "خان شيخون" عام 2017، واتهامه الدولة السورية بتنفيذ هذا الهجوم، ليسارع بعدها حينما وجد أن خطوته ستؤدي لاندلاع حرب إقليمية، إلى طلب المساعدة من روسيا وإيجاد حل "ينزله عن الشجرة". 

لذا فإن اجتماع اليوم يمثل بشكل مؤكد، تراجعاً ل "بايدن" وادارته في مواجهتهم مع روسيا. لاسيما بعد أن تصرفت الأخيرة بشكل حازم مؤخراً، حينما قامت بتحشيد قوات جيشها على الحدود الأوكرانية، على الرغم من تحذيرات الدول الغربية. والذي شكل تحد وتذكير لهذه الدول، بأن روسيا قادرة على القيام بخطوات تصعيدية لا يمكنهم إيقافها. وأكثر من تأثر بهذه الخطوة هم الأمريكيون، الذين أصابهم الذهول لدرجة دفعت برئيسهم "بايدن" إلى وقف الكلام الهجومي ضد روسيا، والسعي إلى عقد القمة الثنائية.

البرنامج النووي الإيراني

كما سيتطرق هذا الاجتماع بالتأكيد، للمواضيع الإستراتيجية في المنطقة، ومن هذه المواضيع سيكون البرنامج النووي الإيراني. حيث لروسيا موقف ثابت منه، عبر إعلانها دعم الجهود لإعادة تطبيق الاتفاق النووي، الذي تخلفت عن تنفيذ بنوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية. بالتزامن مع تشديد موسكو على دعمها لموقف طهران، عبر تصريحها بأن فرض العقوبات والشروط الظالمة والحصار على إيران، يعرقل كل جهود التفاوض التي تجري حالياً في فيينا.

القضية الفلسطينية

وقد نشهد بعد هذا الاجتماع، توجهاً مشتركاً بين الدولتين، لإعادة تفعيل عمل اللجنة الرباعية الدولية لتسوية القضية الفلسطينية (أعضاؤها: الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي وهيئة الأمم المتحدة). خصوصاً في ظل تقاطع آراء الرئيسين، حول كيفية الحل بنظرهما، لكن ما يميز موقف روسيا هو تقاطع بعض مواقفها مع ما يطلبه الفلسطينيين، حيث تطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي، وتسليم السيادة على القدس الشرقية لهم.

سوريا

أما فيما يخص انهاء الحرب على سوريا، فإن الموقف الروسي ثابت لا يتغير، بدعم جهود الدولة السورية في الحفاظ على سيادة بلدها ووحدة أراضيه. بعد أن استطاعت دمشق من القضاء على التنظيمات الإرهابية، وبسط سيطرتها على معظم الأراضي، ماعدا منطقتي الشمال السوري (التي تسيطر عليها قوات "قسد" ويتواجد فيها الجيش الأمريكي بشكل مباشر)، ومنطقة ادلب التي يحتلها التنظيمات الإرهابية المدعومين من تركيا، وعلى رأسهم تنظيم النصرة.

لذا سيكون هذا الاجتماع فرصة للرئيس "بوتين"، في طرح تسوية ما يكون لها نتائجها وتداعياتها العسكرية والسياسية والاقتصادية. لا سيما بعد أن استطاع إعادة وصل بعض علاقات الدول العربية بسوريا، وطموحه بأن تمول هذا الدول، مشاريع عملية “إعادة إعمار سوريا".

لبنان

تتوقع بعض القوى السياسية اللبنانية، أن يتطرق اجتماع "جينيف" للموضوع اللبناني، وما يعانيه شعبه من أزمات متوالية: اقتصادية، سياسية، اجتماعية، صحية. ويأملون في أن يسفر هذا التطرق، الى حل عقدة تشكيل الحكومة من جهةـ وتوفي دعم اقتصادي ومالي دولي للبنان. خصوصاً وأن لروسيا تواصل مباشر، مع جميع القوى السياسية اللبنانية، ما سيمكنها من لعب دور الوسيط، بعكس أمريكا التي يرفض تدخلها أكثرية الشعب اللبناني.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور