السبت 19 تشرين أول , 2024 12:27

النموذج الأميركي لمواجهة القوى الصاعدة: مقارنة بين المسارح الثلاث للمواجهة

القوى الصاعدة في مواجهة الهيمنة

وضع الأمريكيون العديد من النظريات الإستراتيجية والمخططات بالاستفادة من التجارب الماضية للدول الاستعمارية الكبرى نظرياتهم لبناء نظام دولي يتصدرونه من خلال أداء دورهم كقائد عالمي، هذا النظام العالمي قامت أركانه على امتلاك القوة وبناء تحالفات متينه ودمجها ضمن نظام اقتصادي مفتوح.

وبناء على قراءة الأحداث العالمية الماضية وتطوراتها فيما خص الدول الكبرى السابقة من حيث صعودها وتراجعها أو انهيارها صمم المنظرون وصانعو السياسة مجموعة من المبادئ الاستراتيجية كي لا تقع الولايات المتحدة في ما أسموه الهوّة الاستراتيجية التي وقعت فيها تلك الدول فكان المبدأ الأساسي مواجهة التهديد بعيداً عن الوطن، وما ساعد الأمريكيين على تطوير مفاهيمهم الإستراتيجية، ونظرياتهم كان الموقع الجغرافي البحري البعيد عن مصادر التهديد القارية الناشئة والمستجدة وصعوبة غزوها من قبل أي قوة عظمى، وبناءً على ذلك ولتعزيز الموقع المحمي لها ظهرت عقيدة مونرو القائمة على عدم تواجد أي قوة عظمى في النصف الغربي للكرة الأرضية، وكما عبّر جان جول جوسراند، السفير الفرنسي لدى الولايات المتحدة من عام 1902 إلى عام 1924، ذات يوم: "في الشمال، لديها جار ضعيف، وفي الجنوب جار ضعيف آخر، وفي الشرق، الأسماك، وفي الغرب الأسماك". وعلاوة على ذلك تتمتع الولايات المتحدة بوفرة من الأراضي والموارد الطبيعية وكتلة سكانية كبيرة، ومنتجة ما مكنها من تطوير أكبر اقتصاد في العالم وجيش كبير بقدرات ضخمة، وتمتلك آلاف الأسلحة النووية الأمر الذي يجعل الهجوم على الوطن الأميركي أقل احتمالاً.

بعد ذلك ركز المخططون الإستراتيجيون الأمريكيون على ثلاث مناطق في العالم تقع ضمن( الكتلة الأرضية الأوراسية بحسب تعبير سبيكمان) التي تعتبر مصدراً للتهديد ووضعوا خططًا لكيفية التعامل معها واحتواء قواها.

 في الحربين العالميتين الأولى والثانية خاضت الولايات المتحدة حروبها في أوروبا وآسيا ضد القوى الإقليمية المهيمنة(المانيا – اليابان) تحت عنوان إعادة "التوازن"، وعملت الولايات المتحدة على تطبيق الاستراتيجيات المختلفة من نظرية التوازن الخارجي خلال الحربين العالميتين ثم نظريات الاحتواء في مرحلة الحرب الباردة وإلى العصر الحالي حيث تراجع استراتيجياتها المتعلقة بكيفية التعامل مع القوى الصاعدة في العالم والتي لديها القدرة على الهيمنة الإقليمية المتمثلة بالصين وروسيا والجمهورية الإسلامية، ومن الطبيعي أن تنظيم الأساليب الإستراتيجية وتطبيقها ليست مسألة نظرية بحتة أو قواعد صلبة ثابتة إنما تواكب العديد من المتغيرات التي تتناسب حاليا مع المنافسة القائمة مع القوى الصاعدة والتي لا تشكل تهديداً مباشراً (للوطن الأمريكي) إنما  تهديداً مباشراً للهيمنة الأمريكية.

لقراءة الدراسة كاملة





روزنامة المحور