مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض مطلع عام 2020 عاد الحديث عن الاتفاق النووي الإيراني إلى الواجهة من جديد، وعلى الساحة الإسرائيلية بالتحديد، حيث تُجري "إسرائيل" من خلال رئيس مجلس الأمن القومي، مئير بن شبات، محادثات مع إدارة بايدن حول رغبة الولايات المتحدة في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وبرزت في هذا الصدد تصريحات لثلاثة من كبار مسؤولي الموساد السابقين الذين رأوا أن من شأن الاتفاق تقييد النشاط النووي الإيراني الذي يشكل عبئاً على كيان الاحتلال.
وفي هذا الاطار، قال الرئيس السابق لجهاز المخابرات في الموساد، ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب حاييم تومر: "العقوبات لا تؤثر على المصالح الوجودية لإيران فقد طوروا لأنفسهم آليات بديلة لقيود العقوبات، وتؤيدها تركيا والصين. ليس الأمر سهلاً على الإيرانيين، لكنهم لن يتنازلوا بثمن مخفض. وعلى إسرائيل أن تبذل قصارى جهدها لإقناع الولايات المتحدة بالعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ولكن مع تحسينات كبيرة للغاية".
معتبراً أن "لا غاية حقيقة ستصل إليها الولايات المتحدة وإسرائيل إذا لم تطرأ تحسينات على الاتفاق على عدة مستويات هي:
- زيادة الاهتمام بقضية الصواريخ الباليستية
- يجب التوصل إلى اتفاقيات مع الولايات المتحدة بشأن ما يحدث في كل سيناريو لخرق بنود الاتفاقية، وما هي طرق الرد على الانتهاكات، ومتى يجب الانتقال إلى رد أكثر عدوانية على الانتهاكات.
- هناك بند إشراف في الاتفاقية الحالية، لكنه ليس تداخلياً تمامًا. نحتاج إلى تفاصيل حول كيفية دخول مفتشي وكالة الطاقة الذرية إلى مواقع التخصيب وإنتاج المواد. وحول طرق الإشراف على مؤسسات البحث الأكاديمي الإيراني، أي الإشراف على تراكم المعرفة الإيرانية في المجالات العسكرية المتعلقة بالبرنامج النووي".
في المقابل رأى الرئيس السابق لقسم الأبحاث وممثل المعهد في الولايات المتحدة ومدير عام وزارة المخابرات السابق، حجاي تسوريال أن: "الشرق الأوسط ليس في أولويات اهتمامات بايدن، على إسرائيل أن تنتهز الفرصة للتحدث مع الإدارة الأمريكية والدول الأخرى الموقعة على الاتفاقية النووية، كما فعلت في الماضي، والقيام بحملة توعية سياسية واستخباراتية، للتأثير عليها وإقناعها بعدم تفويت الفرصة الثانية للتوصل إلى اتفاق جيد مع إيران".
وعن رأيه في التعامل مع إيران نفسها بالقوة العسكرية قال تسوريال: "يجب أن يؤخذ في الاعتبار دائمًا أن إيران قوة إقليمية ذات موارد طبيعية وبشرية كبيرة، والتي إلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي تعطيها أهمية كبيرة في نظر القوى العالمية مثل الصين وروسيا والقوى الناشئة مثل الهند. وجيرانها ليسوا مهتمين بمواجهتها أيضاً، لذلك ربما يكون من غير الواقعي مواجهة إيران نفسها بالقوة العسكرية".
وأضاف: "لا يعقل أن الخوف من هجوم إسرائيلي دفع الإدارة إلى الإسراع في التوصل إلى اتفاق مع إيران، وعلى أي حال من الواضح أن الإدارة تخشى تحرك القوة الإسرائيلية ضد البرنامج النووي الإيراني، الذي يمكن أن تشعل النار في جميع أنحاء المنطقة وتجر الولايات المتحدة معها ".
وفي السياق نفسه، يقول الرئيس السابق لجهاز استخبارات الموساد، أمنون صفرين: "جاءت إدارة جديدة في واشنطن، انسحبت من الاتفاقية، وقررت إيران كسر الأدوات، وتوصلت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، وانفصلت أكثر مما فعلت قبل الاتفاق" مشدداً على أنه لا يجب الوقوف ضد الأمريكيين".
وتابع صفرين: "أعتقد أنه إذا كان هناك اتفاق يتضمن قيودًا على الصواريخ وتخصيب اليورانيوم إلى المستويات المتفق عليها، واتفاقًا لإنهاء التخريب السياسي ففي مثل هذه الحالة سيكون من المناسب الذهاب إلى اتفاقية جديدة؛ لأنه سيكون هناك حينها إشرافًا ورقابة والتزامات". ملمحاً: "نحن والأميركيون نعرف جيداً ما يحدث في إيران. والأمريكيون في عجلة من أمرهم لتوقيع اتفاقية مع إيران".
المصدر: اسرائيل ديفنس
الكاتب: غرفة التحرير