في ظل ممارسات الاحتلال التنكيلية بحق الضفة الغربية والقدس المحتّلة وخاصة لناحية تهويد المسجد الأقصى والعديد من الاحياء حوله، والزيادة غير المسبوقة في الهجمات الاستيطانية بالإضافة الى عمليات الاقتحام والاعتقالات للمناطق، كان الرد الطبيعي من الفلسطينيين بإعادة تعزيز زخم المقاومة والعمليات الشعبية الجماعية التي تضمّنت فعاليات الارباك الليلي، والفردية مثل العمليتين الأخيرتين في البلدة القديمة حيث أقدم الفتى عمر أبو عصب على طعن جنديين إسرائيليين كما العملية للشهيد فادي أبو شخيدم حيث قتل جندياً وأصاب آخرين بجروح خطرة، جرأة العمليات ونوعيتها وتوقيتها الذي يحمل العديد من الرسائل الاستراتيجية، أعاد الى الأوساط العسكرية في جيش الاحتلال القلق والارتباك من اندلاع انتفاضة جديدة.
ففي مقابلة للإعلام العبري مع القائد السابق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، الجنرال نيتسان نوريئيل يشير الى ان " الظروف مهيأة لاندلاع انتفاضة فلسطينية، ولا توجد نجاحات بنسبة مائة بالمائة لمواجهة العمليات الفلسطينية المسلحة".
النص المترجم:
إن الظروف مهيأة لاندلاع انتفاضة فلسطينية والأجواء السائدة في المناطق الفلسطينية توفر العديد من الأسباب المشجعة على هذه الهبة الشعبية المتوقعة، معظمها مرتبط بالأسباب الدينية، وأقلها متعلق بالتطورات السياسية، لكن بالتأكيد كل العناصر موجودة، وهذا يضع تحدياً كبيرا للغاية أمام إسرائيل في كيفية الاستعداد لهذه الظواهر، ومحاولة التصدي لها.
وأن إسرائيل قد تدفع أثمانا لهذه الانتفاضة الفلسطينية في حال اندلعت، كما دفعت في عملية القدس، مع أنه لا توجد طريقة فعلية بنسبة مائة بالمائة لمنع وصول الأسلحة للأيدي المعادية، بالتزامن مع الاقتراحات المتداولة في الأيام الأخيرة بخصوص إعادة أجهزة الفحص المغناطيسية للمناطق الخطرة في القدس لمنع دخول الأسلحة للمسجد الأقصى، لذلك يجب أن يكون الجهد الأساسي لإحباط الهجمات، والرد عليها.
ولا توجد نجاحات بنسبة مائة بالمائة لمواجهة العمليات الفلسطينية المسلحة، ولن يكون هناك مائة بالمائة، رغم الانتشار المكثف للقوات الأمنية في القدس، مع أن ذلك يحمل وجهين، له وعليه، صحيح أن إغراق المنطقة بأفراد أمن سريين وعلنيين قد يتسبب في ردع المنفذ من جهة، لكنها من جهة أخرى قد تستفز منفذين آخرين لاستهداف هذه الأعداد الغفيرة من قوات الاحتلال والشرطة، وتشكل أهدافا جاهزة لمهاجمتها.
في الوقت ذاته، فإن نشاط حماس في القدس يعيد إلى أذهان جهاز الأمن العام الإسرائيلي بدايات عمل الحركة في الانتفاضة الأولى، حيث تعمل اليوم بدون انقطاع من خلال الدعم التركي واسع النطاق، عبر المنظمات الحكومية والخاصة، دون قدرة الحكومة الإسرائيلية وقوات الأمن على وقف نشاطات الحركة، الساعية لمد نفوذها باتجاه الأوقاف الإسلامية، انطلاقا من استراتيجية وطنية ودينية وعقائدية.
فيما تشير أوساط الاعلام العبري أن حماس تنشر عناصرها وكوادرها في جميع المواقع الممكنة في المؤسسات الإسلامية شرق القدس المحتلة، بما في ذلك المنظومة التعليمية، وينشرون تعاليم الإسلام المعادية للصهيونية على الطلاب الفلسطينيين في مدارس القدس، وهو ما كان يقوم به فادي أبو شخيدم نفسه، منفذ عملية القدس.
المصدر: "معاريف" العبرية
الكاتب: غرفة التحرير