الضفة ترفع إشارة النّصر!

المقاوم عصام صلاح يخرج من المنزل المحاصر رافعًا إشارة النصر

فشل مزدوج لكيان الاحتلال وجيشه، هو أكثر ما وصفت به الأحداث الأخيرة (13/6/2023) في جنين ونابلس. تحولّت مناطق شمال الضفة الغربية الى دائرة مقاومة مترابطة، نهضت بها المجموعات العسكرية لتكثّف وتيرة العمليات وتطورها، وتحبط بالتالي أهداف الاحتلال رغم ضغوطاته.

عصام صلاح يخرج رافعًا إشارة النصر

شنّ الاحتلال عدوانًا على مخيم بلاطة شرق نابلس، حاصرت قوات الاحتلال منزل المقاوم عصام صلاح في المخيم، وحاولت الضغط عليه لتسليم نفسه. استخدم الاحتلال عائلة المقاوم كورقة ضغط عليه، اذ قال والد المقاوم "أن ضابطًا اسرائيليًا اتصل به، وابلغه "خلي ابنك يسلم حاله، أنا محاصر البيت كلّه، إذا ما سلّم حاله بدي أهدّ الدار على اللي فيها".

لم ينصاع المقاوم للضغوطات الكبيرة، وقرر المواجهة التي عادةً ما تُعرف نهايتها بالشهادة. بدأ المقاوم صلاح بالاشتباك مع جنود الاحتلال، الا أنّ صلاح لم يُترك وحده في المنزل المحاصر.

شكّلت مجموعات المقاومة في مخيم بلاطة اسنادًا ميدانيًا عسكريًا كبيرًا، اذ اشتبكت بدورها مع قوات الاحتلال لاستزافهم وإشغالهم وتعرّضت آليات الاحتلال للعبوات الناسفة. أسفر هذا الدعم عن خروج المقاوم سالمًا ورافعًا إشارة النصر – الا من بعض الإصابات – من المنزل وفشل أهداف العدوان على المخيم. خلال الاشتباكات ارتقى الشهيد فارس الحشّاش ووقعت العديد من الإصابات في صفوف الفلسطينيين الذين قاتلوا باللحم الحيّ دفاعًا عن مخيمهم واسنادًا للمقاومين.

في مظاهرة شعبية كبيرة، ربما لم يشهد مخيم بلاطة مثيلًا لها في السنوات الماضية، استقبلت الجماهير المقاوم صلاح عند خروجه من المنزل محتفلةً بهزيمة الاحتلال وإحباط عدوانه. 

جنين تستنزف الاحتلال أيضًا

بالتزامن مع العدوان على نابلس، نفّذ مجاهدون عملية إطلاق نار في بلدة يعبد في جنين، استهدفت آليات للاحتلال من أكثر من محور. أدت العملية الى إصابة 4 جنود، ومثّلت تطورًا في التخطيط. فقد نفّذت العملية على مرحلتين: الأولى تم فيها استهداف سيارة جنود عادية أُصيب فيها جندي بجراح متوسطة، والمرحلة الثانية تم فيها استهداف جيب عسكري للحراسة وأصيب فيه 3 جنود من الجيش.

جاءت هذه العملية بعد أسبوعين على العملية التي سبقتها بالقرب من المكان نفسه، والتي أدت الى مقتل مستوطن، ويرجّح الاحتلال أنّ المجموعة هي نفسها التي نفذت العمليتين.

عقب الأحداث، اعترف الخبير العسكري في قناة "كان" العبرية، روعي شارون بهذا الفشل، كما في تقليص عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. إذ قال إنّ "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية" باتت تدرك بأن العمليات العسكرية التي نفذها الجيش، خلال العام الماضي، لم تحقق النتائج المطلوبة، رغم أنها شملت الكثير من الاعتقالات والاقتحامات وعددًا من الاغتيالات... لكن عدد الإنذارات الساخنة حول النية لتنفيذ عمليات إطلاق نار استمرّ بالارتفاع".

بلغ مجموع العمليات التي نفذت في مناطق القدس والضفة الغربية المحتلّة خلال شهر أيار / مايو الماضي 1025 عملاً مقاوماً، أدى الى مقتل "إسرائيليين"، إصابة 28 آخرين من مستوطنين وجنود، وذلك بالتزامن مع عدوان الاحتلال على قطاع غزّة (معركة "ثأر الأحرار)، وإمعانه في الاقتحامات في الضفة. وشهدت أعمال المقاومة ارتفاعًا في ذلك الشهر مقارنة بالذي سبقه (نيسان / أبريل)، وفيه سجّل 987 عملًا.


الكاتب: مروة ناصر




روزنامة المحور