في زيارة بالغة الدلالات، لناحية توقيتها الحساس والملفات التي تمّ مناقشتها فيها، زار وفد حكومي عراقي رفيع المستوى الجمهورية الإسلامية في إيران، يترأسه وزير الخارجية "فؤاد حسين"، ويضم مستشار الأمن القومي "قاسم الأعرجي" ووكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات أحمد ابو رغيف.
والتقى الوفد في بداية الزيارة، وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان"، ويعتبر هذا أول لقاء يجمع الوزيرين، بعدما قصف حرس الثورة الإسلامية في الـ 13 من آذار/مارس الماضي، موقعاً استراتيجياً لجهاز الموساد الإسرائيلي في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، بحوالي 10 صواريخ باليستية من طراز "فاتح 110".
وهذا الموضوع كان في صلب المحادثات، كما تبين من التصريحات الثنائية، حيث دعا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نظيره، الى حل ما وصفها بالمشكلات الأمنية التي تحدث بين البلدين عبر الحوار. واصفاً بأن المحادثات التي جرت بينهما كانت مهمة وصريحة، مشدداً على أن أمن البلدين مرتبط بأمن المنطقة. متابعاً أنه "من الواضح أن الإخوة الإيرانيين لديهم شكاوى بشأن بعض القضايا الأمنية ووجهات نظر، يجب أن نتحدث حولها بصراحة، وأن تُحل عبر السبل الدبلوماسية ويمكننا حلها".
وقد أجاب على هذه النقطة اليوم الخميس، رئيس الجمهورية الإسلامية السيد إبراهيم رئيسي خلال لقائه بالوفد، حينما قال لهم بأن "علاقتنا مع العراق أكثر من علاقة جيرة، ونحن نريد تعزيز علاقاتنا الأخوية معه، والاعداء سيفشلون في التأثير سلبا عليها، لكننا نتوقع من حكومة بغداد ان لا تسمح بتحوّل الاراضي الخاضعة تحت سيطرة اقليم كردستان، الى مناطق تعرّض أمننا القومي الى خطر". بما يتوافق تماماً مع ما صرح به قائد قوة القدس العميد اسماعيل قآاني اليوم، بأنه "في حال تعرضت مصالحنا لخطر في أي منطقة من العالم سنرد بقوة على غرار استهدافنا مقر الموساد في أربيل". وهذا يعكس قراراً إيرانياً استراتيجياً، بالرد السريع على أي اعتداء من قبل الكيان المؤقت في أي بقعة كان.
الحوار الإيراني السعودي
أما أبرز المواقف اللافتة ايضاً فكانت، فيما يتعلق بالحوار الإيراني السعودي الذي ترعاه بغداد:
_تمني الوزير حسين أن ينتقل الحوار بين إيران والسعودية إلى مرحلة الجلسات الدبلوماسية والعلنية، موضحاً بأن الحوار بين الطرفين لا يزال في إطار الأجهزة الأمنية لحد الآن. وكان الوزير "عبد اللهيان" قد صرح بإمكانية ذلك، خلال إحدى لقاءاته السابقة مع الوزير حسين. حتى أنه تم تحديد لموعد الجلسة الخامسة، إلا أن جريمة اعدام السعودية لـ 81 معتقل رأي أدّت الى تأجيل إيراني لها.
_إعلان الوزير "عبد اللهيان" أن هناك نية لدى بلاده والسعودية لاستئناف جلسات الحوار، وأنه من الممكن أن يؤثر إعلان وقف إطلاق النار في اليمن على الحوار ما بينهما. مؤكداً على أهمية إجراء الحوار الإقليمي بين دول المنطقة، وبحضور أهل المنطقة، مشيدا بالدور المهم الذي تقوم به بغداد لاستئناف هذه المحادثات.
ورغم عدم إعلان تحديد الموعد لذلك، إلا أن هناك احتمالية كبيرة، بأن يكون الوزيران قد تحدثا بذلك فيما بينهما، خاصة بعد الإشارة الى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن.
الكاتب: غرفة التحرير