الأحد 18 نيسان , 2021 02:22

25 عاماً على جريمة قانا: ضمير العالم لم يتحرك

شهداء قانا
عام 1996 ارتكب الاحتلال الاسرائيلي مجزرة في قانا جنوب لبنان، ومسؤولون في اليونفيل أقروا: "إسرائيل كانت تعلم بوجود مدنيين".

لم يستطع مقر الأمم المتحدة حماية أطفال قانا في جنوب لبنان، الذين اختبؤا فيه في 18 نيسان 1996، كما لم ينجح بحمايتهم ابداً في أيّ مكان في الجنوب إبّان الحرب التي شنّتها "إسرائيل" وأطلقت عليها اسم "عناقيد الغضب".

قبل 25 عاماً، ظنّ المدنيون من العزّل والأطفال أنهم سيكونون في مأمنٍ من قصف الاحتلال الجنوني إذا ما ركنوا إلى مقر الكتيبة الفيجية التابعة للأمم المتحدة، على اعتبار ان مراكز "اليونفيل" لا تُقصف، ليستشهد ما يزيد عن 106 من المدنيين والأطفال نتيجة خرق القوانين الانسانية بطريقة متوحشة.

 بأجساد مشوّهة وصل الجرحى إلى المراكز الصحية، نتيجة استعمال كيان الاحتلال لقذائف حارقة فتاكة، فيما يرجع العدد المرتفع للضحايا جزئيا إلى نوع القذائف التي استخدمتها قوات الاحتلال في القصف، وهي قذائف مضادة للأفراد، شديدة الانفجار، مصممة كي تنفجر فوق الارض وتنشر الشظايا على امتداد أكبر منطقة ممكنة، بهدف زيادة حجم الاصابات.

وبحسب ما ذكر المستشار العسكري للأمين العام للأمم المتحدة فرانكلين فان كابن في تقريره عشية "المجزرة" ان الدقة في اصابة الهدف كانت عالية جداً ومقصودة، وقال: "كانت هناك أدلة مهمة على انفجار قذائف مدفعية، مزودة بصواعق تفجير عند الاقتراب من الهدف، فوق المجمع مباشرة، وتغطيتها لجزء كبير من مساحته، وعلى رغم أن عدد القذائف لا يمكن ان يحدد بالضبط، فان الادلة المتوفرة تشير إلى ان ثماني قذائف من هذا النوع انفجرت فوق المجمع ولم تنفجر سوى قذيفة واحدة خارجه".‏‏‏

لم يكن ذلك العدوان صنيعة صدفةٍ أو عن طريق الخطأ، فقد كشف أحد كبار المسؤولين الاسرائيلين عن علمهم المسبق بوجود مدنيين مؤكداً: كان اجلاء مدنيين من القرى إلى منشآت تابعة للامم المتحدة معروفا لدينا منذ اليوم الثاني للعملية، ولم يجر أي نقاش في جناح الاستخبارات حول ما اذا كان هناك 200 او 600 شخص من المدنيين في قانا، لكن السؤال المناسب كان هل صائبًا ان تطلق النار في مثل هذه الظروف؟".

لم يكن ذلك التصريح الوحيد عن قصد ارتكاب "المجزرة"، فقد وصف الكولونيل في القوات الدولية "واهمي" ما حدث بالقول:"كانت مواقعنا في التلال تنقل الينا ما يجري، كنا هنا في انتظار الموت، لم يكن هناك اطلاقًا ما يمكن ان نفعله، كان هناك الكثير من الصراخ، وكانت المباني تشتعل، لم نستطع ان نصدق ان قاعدتنا تتعرض لهجوم، كان صوت القذائف الآتية، تعقبها الانفجارات، ومنظر القتلى يفوق حدود الوصف؛ كانت هناك أشلاء في كل مكان".

وأفاد مسؤول أممي آخر:" كانوا يعرفون انهم يطلقون النار قرب قاعدة تابعة للامم المتحدة، كان قرارًا اتخذته القيادة الشمالية "للجيش الاسرائيلي" باطلاق النار على منطقة مكتظة بالمباني؛ هناك خط دقيق يفصل بين انعدام الحرص والإهمال، وبين القتل المتعمد في هجوم مقصود".

‏‏‏اجتمع مجلس الأمن على إثر الجريمة، لكن قبل اتخاذ قرار الاجماع بإدانة "إسرائيل"، وقفت الولايات المتحدة رافعة حق النقض الفيتو.

هذا الدم الذي سفكته "إسرائيل"، وغطّته واشنطن لم يعد من الممكن إحصاؤه، والفيتو الأميركي في مجلس الامن بات ملوثًأ بدم أطفال قانا وغزة وصنعاء وبغداد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور