"رداً على جرائم العدو في المسجد الأقصى والشيخ جراح"، تطلق سرايا القدس معركة "سيف القدس"، عبر استهداف "جيب" تابع كيان الاحتلال بصاروخ كورنيت شرق بيت حانون وتقصف "تل أبيب" وعسقلان و"سديروت" برشقات صاروخية كبيرة.
وحافظت السرايا خلال 11 يوماً من المعركة على زخمها في إطلاق الصواريخ نحو المدن المحتلة حيث أطلقت في رشقة واحدة 100 صاروخ حسب ما أعلن الناطق العسكري باسم السرايا "أبو حمزة "، كما زادت من بنك أهدافها خلال استمرار طائرات الاحتلال بقصف المدنيين والمباني في قطاع غزّة. وقادت السرايا بكافة وحداتها وتشكيلاتها العسكرية هذه المعركة الى الانتصار الكبير وتثبيت معادلات استراتيجية مهمة لا تزال تردع الاحتلال بعد سنة كاملة.
وتتقسّم تشكيلات سرايا القدس وفق الملفات الاستراتيجية التي تتم متابعتها. وأبرز هذه الملفات:
_ الملف الصاروخي: طوّرت سرايا القدس من التصنيع الصاروخي، ونوعية صواريخها وقدراتها التدميرية، وقد أكّد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أن السرايا رمّمت مخزونها الصاروخي بعد أشهر فقط من معركة "سيف القدس". وكانت الصواريخ الأولى للسرايا قد بدأت بصاروخ "جنين" والمجموعة من جيل "القدس" الى أن وصل هذا التصنيع المحلي الى صاروخ "قاسم" الأكثر تطوراً من بين الصواريخ المعلن عنها، حيث تبلغ سعة رأسه الحربي 400 كيلوغرام ويمتدّ مداه القاتل الى 200 متر. أدخلته السرايا الى الخدمة الميدانية خلال المعركة أثناء قصفها مستوطنات غلاف غزّة. كما ارتكزت سرايا القدس في المعركة على صواريخ من نوع براق 120، وبراق 70، وبدر 3.
وقد قدّمت الوحدة الصاروخية مجموعة من الشهداء هم القائد سامح المملوك، والقائد الميداني كمال قريقع، والقائد الميداني محمد أبو العطا (خلال "سيف القدس"). بالإضافة الى القادة الميدانيين عبد العزير الحلو، ماجد البطش، محمود العوض ومحمد أبو نعمة، عبد الرحمن أبو شنب، يوسف أبو المعزة، محمد مطر، كذلك القادة رائد فنونة ومحمد حسين فرج الوادية.
_ ملف الهندسة والتصنيع: ومن أهم إنجازات سرايا القدس في هذا الملف، تقدمها في تصنيع المسيرات على اختلاف مهماتها الاستطلاعية والهجومية، وآخر ما تم الكشف عنه هو مسيرة "جنين" التي نفّذت عمليتها بنجاح عام 2019 حين قصفت جيباً للاحتلال. الا أنها ليست آخر ما توصّلت اليه سرايا القدس في هذه الصناعة حيث ينتظر الاحتلال المفاجأة في أي معركة قادمة.
ومن بين المهندسين الشهداء لسرايا القدس، القائد عوض القيق، القائد محمود الزطمة، القائد محمود الشيخ خليل، والقائد عدنان بستان
_ ملف العمليات: يتضمن قرار الحرب، وتحديد خطوط القيادة والسيطرة، إضافةً لوضع خطط الدفاع والهجوم وخطط إدارة النيران، فضلاً عن المتابعة اليومية واللحظوية لنقاط استنفار وانتشار المجموعات العسكرية الميدانية، ويقود حالياً عضو المجلس العسكري الحاج إياد الحسني (أبو أنس) ملف العمليات المركزية. ومن أبرز شهداء السرايا في هذا الملف، القائد محمد الشيخ خليل وعمر الخطيب ومحمد سدر وإياد صوالحة.
_ ملف مضاد الدروع: وهي أنواع من الأسلحة تستخدم ضد دبابات وآليات الاحتلال المدرّعة كما ضد آليته "المدنية"، ونقاطه العسكرية كالدّشم والمواقع. وتجدر الإشارة الى أنه يمكن استخدام هذا النوع من السلاح للتعامل مع الأهداف الجوية والبحرية للاحتلال ضمن مدى السلاح الفعّال. وأن أهم سلاح تمتلكه سرايا القدس في هذا المجال هو الكورنيت الذي شكّل شرارة انطلاق "سيف القدس"، الى جانب السلاح المباشر (106) وقذائف الـ B7، B10، B29.ومن شهداء هذا الملف الشهيد حازم أبو شمالة، وحسام أبو هربيد.
_ ملف المدفعية: اعتمدت سرايا القدس خلال المعركة ما أسمته "حمم الهاون" حيث دكّت الكثير من المناطق المحتلة بقذائف الهاون التي فشلت القبة الحديدية من اعتراض أغلبها. وتملك السرايا أيضاً الراجمات ومن بين أهمها راجمة "البهاء" (6 سبطانات) التي كشفت عنها بعد سنتين على استشهاد قائد المنطقة الشمالية بهاء أبو العطا. ومن المرجّح أن تندرج (بحسب التشكيلات الجديدة التي تعتمدها الأجنحة العسكرية) وحدة الاسناد (الاسناد الناري) ضمن هذا الملف.
_ ملف الاستخبارات العسكرية: وهو يعنى بالدرجة الأولى برصد ودراسة "العدو" العسكري. ويُذكر لسرايا القدس شهيدها القائد دانيال منصور الذي كلف من الدائرة العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي بتولي مسؤولية ملف المعلومات والاستخبارات في قطاع غزة.
_ ملف الرقابة: الذي يعنى بمتابعة تفاصيل مواقع العسكرية للسرايا، وقد يتضمن ملف الأمن المضاد ومكافحة التجسّس.
يضاف اليها، ملف التدريب والتطوير، وملف القضاء العسكري، وملف سلاح الإشارة (الذي يعنى بكافة أجهزة التواصل). وتسلّم القائد أكرم العجوري "أبو محمد" مسؤولية الدائرة العسكرية في الحركة. ويؤكّد "أبو حمزة" وقيادة سرايا القدس، كما قيادة الجناح السياسي للحركة في كل مناسبة، أن مفاجآت عديدة تنتظر الاحتلال وجيشه في المعركة القادمة، فالسرايا في تطوّر مستمر على مستوى العتاد والعديد الذي يُشار الى أنه قد تجاوز الـ 25 ألف مجاهد.
الكاتب: مروة ناصر