منعت تهديدات المقاومة الفلسطينية وصول مسيرة الأعلام في عيد الفصح اليهودي الى باحات المسجد الأقصى وتنفيذ مخطط ذبح القرابين، ما ترك كيان الاحتلال بصورة هشّة أمام جمهوره. ومع عودة جماعات اليمين المتطرف بالمطالبة بإقامة مسيرة أعلام لمناسبة "يوم القدس" حسب التقويم العبري، ما كان لسلطات الاحتلال إلا أن وافقت وأقرتها في إطار ترميم صورتها.
مخطط المسيرة
وافق الاحتلال على أن يكون مسار مسيرة الأعلام يمر عبر باب العامود وتقتحم الحي الإسلامي في البلدة القديمة، على أن تنتهي عند حائط البراق حيث يقيم المستوطنون الصلاة "التلمودية" ثم يتحركون باتجاه باب السلسلة. وتنقسم البلدة القديمة في القدس المحتلة الى 4 أحياء: الحي المسيحي، الحي الأرمني، الحي الإسلامي وحي المغاربة الذي يضم حائط البراق وقد هجّر منه الفلسطينيون واجتاحه المستوطنون بعد حرب عام 1967.
الجماعات اليهودية التي تنظم مسيرة الأعلام ادعت في بيان لها أن " عدد المشاركين سيكون حوالي 16000 مستوطن، سيمر نصفهم عبر باب العامود والنصف الآخر عبر الحي الإسلامي ومنطقة باب الخليل". وقالت شرطة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة أنها اتفقت مع منظمي مسيرة الاعلام على مرور 8000 مستوطن ذكر من باب العامود، و8000 مستوطنة من الاناث من باب الجديد. ومن المتوقع أن تقوم شرطة الاحتلال خلال المسيرة بفرض "قيود" على الفلسطينيين الذين يعيشون في البلدة القديمة.
الوحدات المقاومة لن تسمح بمرور المسيرة
أمام هذا التعنّت اليهودي على استفزاز مشاعر الشعب الفلسطيني وتجاوز الخطوط الحمراء حول القدس والمسجد الأقصى، توصلّت الفصائل الفلسطينية الى قرار يقضي بأن" قيادة الاحتلال الهشة اتخذت قرارها دون رجوع بخصوص مسيرة الأعلام المزعومة، وقيادتنا بالمقاومة اتخذت قرارها بعدم السماح في ذلك. فكان القرار بالأمس خلال اجتماع مع القيادة العسكرية بالمقاومة بأن الميدان سيكون متروك يوم الأحد للوحدة الصاروخية والمدفعية" حسب ما تنقل مصادر في المقاومة الفلسطينية.
اذ إن السماح بمرور مسيرة الأعلام يحمل أبعاداً حساسة، أبرزها:
_ التمهيد لبسط "السيادة الإسرائيلية" على المسجد الأقصى الذي يطمح الاحتلال بهدمه وبناء الهيكل المزعوم حيث دعا زعيم منظمة "لاهافا" المتطرفة (التي كانت اقتحاماتها للمسجد الأقصى في العام الماضي شرارة انطلاق معركة "سيف القدس") بنتسي غوبشتاين الى اعتبار هذا اليوم مناسبة للبدء بهدم قبة الصخرة وأُرفق دعوته بتصميم يضم جرافة تنهش قبة المصلى الذهبية. فيما اعتبرت حركة حماس أن هذه الدعوة "تصعيدا خطيرا ضد هويتنا وقيمنا ومقدساتنا".
_ إعطاء الضوء الأخضر للمستوطنين برفع وتيرة اقتحاماتهم للمسجد في القادم من الأيام.
_ التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى وخلط الاحتلال لأوراق الوضع القائم حالياً
أما على المستوى الشعبي، فسيبدأ الفلسطينيون بالاحتشاد في المسجد الأقصى والمرابطة فيه منذ يوم الجمعة تحت شعار "الزحف نحو القدس" و"الاقتحام لن يمر"، للدفاع عن القدس وهويتها وتأكيداً على حقهم. وفي تصريح لافت للقيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل قال فيه إن "الحرب الدينية التي سيتم فرضها على المسلمين ستكون وبالاً على الاحتلال بعدما كشفت معركة سيف القدس عورته وهشاشته مما يجعل معادلة الصراع تقول أن حرباً دينية يعنى زوال الكيان الصهيونى ولن يستطيع لا بينيت ولا نتنياهو أن يمددوا عمر دولتهم المزعومة أكثر من دولة الحوشمنائيم".
المسيرة ستشكّل كارثة على "إسرائيل"!
في المقابل، رأت صحيفة "هآرتس" العبرية أن "إسرائيل تسير بوعي كامل نحو حارس الأسوار 2، ولن يوقف أي شخص بالغ ومسؤول هذه الكارثة؛ لا على المستوى السياسي ولا على المستوى العملياتي"، وأضافت " إذا كان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف لا يرى الكارثة التي يقود إسرائيل إليها، فيجب أن يستيقظ رئيس الوزراء نفتالي بينيت ويأمره بالتراجع عن قراره الفاسد ووقف هذا الجنون، لصالح جميع مواطني إسرائيل".
ويُعدّ "يوم القدس" عيداً يحيه اليهود في 29 من شهر أيار / مايو لمناسبة ذكرى استكمال "سيطرتهم" المزعومة على مدينة القدس المحتلة، واحتلال الجزء الشرقي منها، وتحديداً البلدة القديمة خلال حرب حزيران يونيو/ عام 1967.
الكاتب: غرفة التحرير