بدأ الحديث عن أنّ " دولة إسرائيل" ليس لها مستقبل للبقاء والاستمرار منذ 1987، أي مع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، لكن الأبحاث العلمية والكلام الدقيق بدا في الخمس وعشرون سنة الأخيرة يأخذ أبعادا مختلفة حتى من "الإسرائيليين" أنفسهم.
يتداول هذا الحديث على لسان حاخامات الحركة الصهيونية ومنهم "ديفيد وايس" الذي كان الناطق الرسمي باسم المنظمة الإرهابية "ناطوري كارتا". وهي تأسست سنة 1935، قبل اعلان قيام دولة الكيان في 1948، وكان هدفها الرئيسي عدم قيام دولة "لإسرائيل" لأنه في اعتقادهم كتب على اليهود ان يظلوا مشتتين الى ان تقوم الساعة. وأنّ أي محاولة لجمع اليهود في مكان واحد هي عصيان لأمر الله الذي حكم على اليهود بالشتات. وأشار "وايس" الى أنّ " إسرائيل دولة ضد الله لأنها خالفت تعاليم التوراة في انّ اليهود يظلوا مشتتين في انحاء الأرض".
كذلك، صرّح كبار المسؤولين في المناصب السياسية والعسكرية في الكيان عن عقدة العقد الثامن، وعدم إيمانهم بأن دولة عبرية قد عمّرت لأكثر من 80 عامًا حسب التاريخ. ومن بينهم رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو الذي تمنى أن يحتفل بعامه المئة و"إسرائيل" موجودة.
في هذا السياق، تتطرّق هذه الورقة السياسية الى دور الأزمة السياسية الحادّة والانقسامات العميقة بين التيارين الديني والعلماني في تسريع مسار تفكك الكيان. ثمّ الى مظاهر هذا الانهيار التي تشير حتما الى أن سقوط الكيان باتت مسالة وقت لا أكثر بسبب "الصراعات السياسية والدينية، او بسبب ضياع الهوية اليهودية، واستبداد التطرف الديني المتشدد".
الكاتب: غرفة التحرير