الجمعة 14 تموز , 2023 03:03

بين شعبية بايدن الشبابية وشعبوية ترامب الكاريزماتية

بايدن وترامب والبيت الأبيض

 عام 2020 أصدر أحد منظمي استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة تحليل بيانات الناخبين لأكثر من عقدين من الزمن، أشارت إلى أنّه عندما يحصل مرشح الحزب الديموقراطي للرئاسة على 60% من أصوات الشباب، عندئذٍ يفوز الديموقراطيون. لكنها أخبرت أنّ الناخبين الذين تقلّ أعمارهم عن 30 عامًا اليوم، يميلون إلى تعريف أنفسهم على أنهم مستقلون، مقارنة بربيع 2019 حيث عرّف أغلب الناخبين الشباب أنفسهم على أنهم ديموقراطيون. وللمفارقة، قلة منهم اليوم يرون السياسة على أنها "وسيلة ذات مغزى لإحداث تغيير". تقول ديلا فولبي منظمة الاستطلاع، إن الدورات الثلاث الأخيرة للانتخابات شهدت مستويات تاريخية من مشاركة الشباب، لكن إذا بقي هؤلاء على نظرتهم التشاؤمية فقد يحكم ذلك على الرئيس بايدن بشكل خاص والديموقراطيين بشكل عام بالفشل.

و بايدن يخاطب عمال النقابات

يعرف الديموقراطيون ذلك جيدًا، ومن ضمن الجهود للابقاء على هذه الميزة، يقول مسؤول في البيت الأبيض إنّ إدارة بايدن قد وظفت مجموعة من الشباب كمساعدين في التحليل السياسي للوصول إلى الشباب بشأن أولويات مثل المناخ وقضايا الشذوذ وحقوق الإجهاض، ويعملون مع كبار المستشارين الذين يراقبون أبحاث مجموعات التركيز، وينشرون استراتيجية استجابة سريعة تعتمد على شبكة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي. وبعد إصدار قرار قرض الطلاب الصادر عن المحكمة العليا، تم استخدام هؤلاء لنشر القرار. "إقبال الشباب هو شيء لا ينبغي لنا أبدًا أن نعتقد أنه في الحقيبة. هذه الزيادة التي شهدناها منذ عام 2018، على الرغم من أنها استمرت حقًا خلال الدورات الثلاث الماضية، هي أيضا جديدة جدًا". قال فروست ل West Wing Playbook . إلى ذلك يتم تدريب الناخبين الشباب على كيفية التعبئة في حرم الجامعات، والاستفادة من منظمات التجمعات الشبابية.

بالطبع لا يمكن لأي مرشح أن يفوز بمفرده بأصوات الشباب، لكن إذا عزف الشباب عن الانتخاب فستكون حظوظ الديموقراطيين قليلة، ففي المقابل، ثمة علامة نجمية كبيرة لترامب بعدما بدأ مجتمع الجمهوريين بالاعتراف به كسياسي جيّد على الرغم من عيوبه. إذ يرون أنّ هناك الكثير مما هو فريد بالنسبة لترامب، سواء للأفضل والأسوأ في الغالب والتهكم والألقاب، كما أنه يخلق واقعه الخاص في مأمن من الحقائق والعقلانية. كما أنّ عدم الرغبة في احترام المعايير الأساسية، والانفصال المتسلسل عن مسؤوليه وإداناتهم، من بين خصائصه، و عيوب أخرى. وقد كلفه ذلك عدم إعادة انتخابه بسبب تنفير الناخبين عام 2020. إلا أنه تحت كلّ الصفات الترامبية هناك سياسي يتمتع بالعديد من السمات التقليدية التي يقدرها الحزب الجمهوري، الذي بدأ يشعر بأن ترامب هو أمر لا مفرّ منه لترشيحه للانتخابات الرئاسية.  وترامب، الذي لعب الآن دور البطولة في ثلاث مجالات مختلفة - الأعمال والتلفزيون والسياسة - لديه القدرة وسمات لا يمكن تعليمها أو تعلمها.

دونالد ترامب

تناقش وسائل الإعلام الأمريكية مسألة السياسي الذي يتمتع بشخصية مغناطيسية تلفت الانتباه إليه. وتشير إلى أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن رونالد ريغن كان نجمًا سينمائيًا، في حين لم يكن أوباما أبدًا في مجال الترفيه، فأشار إليه الجمهوريون باستخفاف على الرغم من أنه نجم سياسي يتمتع بأتباع مخلصين، ما يشير إلى أنّ الجمهوريون يحتاجون إلى رئيس كاريزماتي وترامب هو الأوفر حظًا بين الشخصيات السياسية منهم. وبالطبع تتم الإشارة إلى شعبوية ترامب وشهيته التي لا نهاية لها للحديث إلى أي شخص، وكان من المعروف أنه يمكن الوصول إليه عبر الهاتف في البيت الأبيض.

يقول الكاتب في صحبفة بوليتيكو ريتش لوري إنّ مفتاح العلامة التجارية السياسية هو التكرار، وحيث إنه من الصعب تعويد المرشحين على تكرار أنفسهم، إلا أن ذلك لم يكن مشكلة مع ترامب الذي يكرر نفسه باستمرار وأحيانًا عدة مرات في غضون جملتين، وعلى الرغم من أنه ينطلق في الظلال على وسائل التواصل الاجتماعي، ويهاجم الناس عبثًا ومن دون هدف، إلا أنه متقدّم في استطلاعات الرأي، ومستهدف من قبل الدولة العميقة و"رجل بريء".


الكاتب:

زينب عقيل

- ماستر بحثي في علوم الإعلام والاتصال.

- دبلوم صحافة.

- دبلوم علوم اجتماعية. 




روزنامة المحور