عصر اليوم الأحد السادس عشر من معركة طوفان الأقصى الموافق ال 22 من أكتوبر؛ تتقدم عدد من الآليات الصهيونية من محور كيسوفيم لعدة امتار باتجاه شرق محافظة خانيونس، لتقع في كمين محكم قد أعدته كتائب القسام للجيش المهزوم من خلال اطلاق صاروخ كورنيت -كما صرح إعلام العدو- واشتباك من خلال تبادل اطلاق نار مع جنود الاحتلال، مما أدى لترك الآليات والهروب مشياً على الأقدام باتجاه السلك الزائل -حسب بيان كتائب القسام- واستدعاء المروحيات للتغطية على هروب هؤلاء الجنود، في عملية لها دلالات كبيرة وسط الحديث اليومي عن العملية البرية، والتي اطلق عليها الجيش الصهيوني في آخر تحديث لها بالمناورة البرية؛ بعد ان كان قد أطلق عليها في بداية الحرب بالغزو البري على قطاع غزة، محاولاً ايهام الرأي العام بأن الدخول لقطاع غزة سيكون نزهة لجيشه وآلياته؛ راسماً الخطط في أروقة الساسة لمستقبل قطاع غزة، لذلك كانت عملية كيسوفيم وحملت رسائل ودلالات:
أولاً: هي مؤشر أولي (مناورة بسيطة) لما ينتظر جنود الاحتلال من كمائن بمجرد تخطيه للسلك الزائل باتجاه قطاع غزة، فكان مجرد تخطي آلياته لأمتار معدودة في منطقة يفترض انها ساقطة عسكريا؛ كافية بوقوع جنود الاحتلال في كمين محكم وهروب جنوده مخلفا قتلى وجرحى.
ثانياً: مؤشر واضح على استعداد كتائب القسام للعملية البرية بيقظة وامكانيات كبيرة، حيث إن تنفيذ العملية تشير الى القدرات العالية لدى المجاهدين.
ثالثاً: هي رسالة وضربة جديدة لجهاز الاستخبارات أمان ومدى تمتع مقاتلي كتائب القسام بحس أمنى عالي من حيث توقع دخول آليات الاحتلال من هذا المحور ووقوعهم بالكمين المعد مسبقاً.
رابعاً: ما تم استخدامه من أسلحة في الكمين رسالة للجيش الصهيوني بما سيواجه من أسلحة لدى كتائب القسام ولا زال يجهلها الجيش وجهاز الاستخبارات والتي ستجعل من وهم ترسانته العسكرية المتقدمة أضحوكة أمام العالم.
خامساً: رغم آلية الدمار المهولة لبيوت المدنيين؛ والقتل المتعمد للأبرياء من سكان قطاع غزة؛ الا ان مقاتلي كتائب القسام على أهبة الاستعداد؛ يتشوقون للمواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال كما حدث في السابع من أكتوبر، وأنهم لن ينتظروا دخول جنود الاحتلال للمدن، بل ينتظرونهم على السلك الزائل.
ويبدو ان الرسالة الأهم هي ان مقاتلي كتائب القسام حرصوا على إيقاع القتلى وسط جنود الاحتلال، وقد اعترف العدو بقتيل وعدد من الإصابات، لتبرق برسالة لنتنياهو ومجلس الحرب محملة على جثث جنوده مفادها ان الكمين الذي سيقع فيه جنود الاحتلال لن يخرج منه أي جندي الا محملا إما بكفنٍ أو إعاقة مستديمة منقولاً من خلال طائراته التي تستهدف حاليا الأبرياء من المدنيين، والتي ستنشغل بنقل الجثث والإصابات، بينما لم تقع أي اصابة لدى مقاومي ومجاهدي كتائب القسام.
يمكن لمجلس الحرب الصهيوني أن يحدد وقت وآلية المناورة البرية كما أسماها، لكنه لا يمتلك مجريات وتوابع هذه المعركة وخواتيمها، والتي ينتظرها 90 % من هيكل كتائب القسام كما اوضح الناطق الرسمي باسم الكتائب أبو عبيدة ممن لم يحالفهم الحظ بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى واقتحام الغلاف، والذي سيكون دافعاً للاستشراس في مقارعة ومواجهة جنود الاحتلال.