الثلاثاء 16 نيسان , 2024 03:43

القيادة الشمالية لجيش الاحتلال: ليست جاهزة لأي حرب أخرى

قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي

أقر الاحتلال بفقدانه عنصري الردع والحسم على الجبهة اللبنانية بعدما فرضت عليه عمليات الإسناد التي تنفذها المقاومة اللبنانية نصرة لغزة على جيش الاحتلال الالتزام بمناورة محدودة تستند على عقيدة قتال دفاعية عن شمال فلسطين المحتلة.

وفيما تراجع جهد المناورة النارية لكامل التشكيل القتالي للمنطقة الشمالية وانحصر بنسبة كبيرة على منطقة مسؤولية الفرقتين 146 (45%)  و36 (51%) فقد تراجع جهد القتالي الفرقتين 91 و 210 بنسبة ملحوظة حيث بلغ للفرقة 91 أقل من 15 % وبلع جهد الفرقة 210 القتالي أقل من 7 %. ومع تركيز فرق الجيش العاملة في المنطقة الشمالية على المناورة بالنار فقط وبنسبة أقل من الأشهر الماضية فقد اقتصرت أعمال الجيش الحربية على ثلاثة أسلحة رئيسية تتفاوت بنسبة التأثير بفعل غياب المعلومات الاستخبارية اللازمة لبعضها كالمدفعية المنحنية والمباشرة واعتماد بعضها الآخر على المعلومات الفورية كطائرات الاستطلاع "المسلحة" بدون طيار أو المستخلصة من تحليل ناتج الاستطلاع الجوي الميداني والتي تعهد إلى سلاح الجو الصهيوني وإلى طائرات الـ f35 و f16 تحديداً.

في المقابل وفي استمرار لتعطيل مرابض ووسائط الجيش النارية غير المنحنية تم دك 6 مرابض مدفعية أساسية أهمها مربضي الزاعورة والبغدادي وتعاملت المقاومة بالأسلحة المناسبة مع أهداف حساسة ترتبط بأفواج المدفعية والطيران المسير التابع لمسؤوليتها.

في هذا الإطار نورد أهم ملاحظات التقارير العبرية التي قيّمت 6 أشهر من الحرب على الجبهة الشمالية (هذه الملاحظات مستمدة من 12 تقريرًا قيّمت فيها مراكز أبحاث والتفكير الإسرائيلي على مدى 6 أشهر من الحرب):

- يعتبر الإسرائيلي أن المس بالمقاومة حتى عمق 50 كيلومتراً لا يشكل ضربة لقدراتها العملياتية.

- يعتبر الإسرائيلي أن الأضرار التي لحقت بالأهداف التابعة لقوة الرضوان على الحدود، ستخلق صعوبة للمقاومة الإسلامية في تنفيذ عملية "لاحتلال الجليل" وفق خطته الأصلية. ورغم ذلك فإن القدرة حسب التقدير الإسرائيلي على التسلل إلى الأراضي "الفلسطينية المحتلة في الشمال" لا تزال قائمة. ووفقاً للتقديرات أيضاً فإن المقاومة الإسلامية كانت قادرة منذ عدة أشهر، على تنفيذ عمليات هجوم واختراقات مستهدفة في قطاع محدد مع عدد أقل من عناصر الرضوان بدعم من الوحدات الجغرافية.

- يسعى الاحتلال من خلال المس وتحييد كوادر في وحدة الرضوان واختصاصات أخرى  إلى استهداف ما يسميه "مراكز المعرفة المهنية العليا داخل الشبكة العملياتية للمقاومة الإسلامية"، ومراقبة مدى الضرر الذي تحققه هذه الضربات بجسم المقاومة العسكري ككل.

- يعتبر الكيان أن "تحييد الذين هم مراكز المعرفة من ذوي الخبرة والمهنية، له تأثير نفسي ووعي رمزي، بالإضافة إلى بعض الأضرار التشغيلية، وهو في بعض الأحيان لا يقل أهمية عن الضرر العملي الفعلي. وفي حالة الحرب، يكون الأمر أكثر أهمية في بعض الأحيان، لأنه سيؤثر أيضاً على استمرار السلوك العملياتي.

- يعتبر الإسرائيلي إن الشعور بالتسلل والاضطهاد نتيجة عمليات التصفية يدفع "الخصم" إلى التوقف والتحقق من مكان الاختراق الأمني الاستخباراتي، حيث يؤثر هذا التوقف على السلوك التشغيلي.

- اعتماد معادلة يسميها الإسرائيلي "هجوم بطائرة بدون طيار لحزب الله = هجوم للجيش الإسرائيلي على أهداف تابعة لوحدات حزب الله الجوية". وفي هذا الصدد، فإن واضع هذا المعادلة يفرض على جيش الاحتلال "الرد على أي غارة جوية يشنها حزب الله باستخدام الطائرات بدون طيار بتنفيذ هجوم على هدف جيد، متصل بالنظام الجوي لحزب الله في عمق لبنان، بالإضافة إلى ذلك فإن أي هجوم على طائرة بدون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي بنيران مضادة للطائرات سيؤدي إلى هجوم للجيش الإسرائيلي على أنظمة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله".

- يوصي أحد التقارير باغتنام الفرصة لتكثيف، بل وبتدمير كافة البنى التحتية ومواقع مراكز الأبحاث في سوريا، والتي أصبحت وفقاً للتوجيهات الإيرانية، أساس أبحاث وتطوير وتصنيع الأسلحة التقليدية المتقدمة.

- يوصي نفس التقرير بدراسة نشاط المقاومة الإسلامية في إطار ردها على الفعل "الإسرائيلي"، وإن كان هذا النشاط مرتبطاً بالفعل نفسه أو رداً على طبيعة الأهداف التي تمت مهاجمتها، ليس إلى الساحة اللبنانية فحسب، بل إلى الساحة السورية أيضاً.

- ينصح أحد التقارير بدراسة تثبيت فكرة أنه لا توجد فعلياً مناطق مدنية في جنوب لبنان، حيث "إن البنية التحتية العسكرية لحزب الله متداخلة تماماً مع البنية التحتية المدنية ولا يمكن فصلها". 

في الخلاصة، تستمر جهوزية الاحتلال للحرب في الجبهة الشمالية دون المطلوب لخوض معركة هجومية، فالفرقة 210 تخضع لعملية إعادة هيكلة، والفرقة 36 الضاربة التي هي الفرقة الأكبر في المنطقة الشمالية ما زالت قيد التعافي، فضلاً عن أن اللواء المدرع السابع أي عمدة القوة الضاربة للفرقة لا يزال غارقاً في رمال غزة.


المصدر: مركز دراسات غرب آسيا




روزنامة المحور