الخميس 26 أيلول , 2024 12:41

هآرتس: قوات الاحتياط في الشمال محدودة نسبياً لكن حرب الاستنزاف قد تدفع الجيش إلى عملية برية

جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي

بدأ اليوم الرابع من الحرب الجوية الإسرائيلية على لبنان تخلله فيلم دبلوماسي أميركي عن مساعي لاتفاق وقف إطلاق النار، في ظل ثبات المقاومة في لبنان وجهوزيتها لجميع الاحتمالات، ومنها توغّل برّي إسرائيلي في الأراضي اللبنانية، الذي لم تكتمل بعد ملامحه وشروطه، على الرغم من استدعاء جيش الاحتلال لواءين احتياطيين إلى الحدود الشمالية.

وبحسب الكاتب عاموس هاريل من صحيفة هآرتس في مقال ترجمه موقع الخنادق، فاستدعاء الاحتياط لا يزال "محدود نسبيًا". أما بخصوص المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، اعتبر الكاتب بأنه إذا لم يتم التوصل في وقف إطلاق النار فقد "يختار حزب الله خوض حرب استنزاف مع إسرائيل، مما يؤدي إلى زيادة مدى إطلاق صواريخه إلى المناطق الواقعة إلى الجنوب مباشرة من حيفا. وهذا من شأنه أن يمكّن المنظمة من تعطيل حياة نحو مليوني إسرائيلي ونحو ربع مساحة أراضي البلاد". وأضاف بأن الكيان الإسرائيلي لن يستطيع تحمل هذا الوضع لفترة طويلة، ما يفتح المجال لدفع جيش الاحتلال إلى شن عملية برية.

النص المترجم للمقال

على الرغم من تصريح رئيس الأركان، فإن العملية البرية الإسرائيلية في لبنان لم يتم تحديدها بعد. وفي الوقت نفسه، تفسر إسرائيل الصاروخ الذي أطلق على تل أبيب على أنه إشارة غامضة من حزب الله.

استدعت قوات الدفاع الإسرائيلية يوم الأربعاء لواءين احتياطيين إلى الحدود الشمالية في وقت قصير بعد أن أصدر قادتهما تحذيرات من احتمال حدوث توغل بري قريباً. وفي لبنان، تسود أجواء من الذعر وسط الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة والنزوح الجماعي للسكان من الجنوب شمالاً.

ولكن الغزو الإسرائيلي لم يتم بعد. فقد شهد هذا الأسبوع وساطة محمومة بشأن اقتراح أميركي يدعو إلى وقف إطلاق النار لعدة أشهر في الشمال، على أن يرتبط ذلك باتفاق بشأن قطاع غزة مع حماس.

في هذه المرحلة، تبدو فرص النجاح ضئيلة للغاية، ولكن التصعيد والقتل على الجبهة الشمالية قد يزيد من المخاطر الكامنة في حرب إقليمية شاملة ويحفز جهوداً أكثر تركيزاً.

وتكافح إدارة بايدن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن في قطاع غزة، بينما أصر زعيم حزب الله حسن نصر الله على أن منظمته لن توقف هجماتها على إسرائيل طالما أن الجيش الإسرائيلي يعمل في غزة.

إن ألوية المشاة الاحتياطية التي يتم تعبئتها سوف تنضم إلى فرقة المظليين رقم 98، والتي تم تعيين وحداتها الأسبوع الماضي في القيادة الشمالية، من القيادة المركزية لجيش الدفاع الإسرائيلي. ومع ذلك، فإن هذا لا يزال استدعاء احتياطي محدود نسبيًا؛ فترتيب المعركة في الشمال ليس كبيراً في هذه المرحلة. وعلى سبيل المقارنة، مباشرة بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر، تم استدعاء مئات الآلاف من جنود الاحتياط وكذلك العديد من الفرق، مقسمة بين تعزيز حدود غزة ولبنان والضفة الغربية.

"إرجاع السكان"

حضر رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي هرتزل هاليفي وقائد المنطقة الشمالية اللواء أوري جوردين مناورة تدريبية للواء المدرع السابع في شمال إسرائيل يوم الأربعاء. وقال هاليفي للقادة هناك إن "الهدف واضح للغاية: إعادة سكان الشمال إلى ديارهم. ومن أجل القيام بذلك، نستعد لمناورات، والتي تعني أن أحذيتكم العسكرية ستدخل أراضي العدو، وتدخل قرية أعدها حزب الله كموقع عسكري كبير".

وبينما كانت تصريحات هاليفي، وتصريحات مماثلة أدلى بها زعماء إسرائيليون آخرون، تطفو على السطح في وسائل الإعلام، كانت هناك في الخلفية تقارير عن المبادرة الأمريكية الجديدة. وذكر موقع أكسيوس الإخباري أن إدارة بايدن تجري محادثات عاجلة بشأن هذه المسألة مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، بموافقة بنيامين نتنياهو. ومن المقرر أن يسافر رئيس الوزراء إلى نيويورك يوم الخميس لإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ومن بين الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال إمكانية وقف القتال لعدة أسابيع، وهو ما يأمل البيت الأبيض أن يرتبط بوقف مماثل لإطلاق النار في غزة واستئناف المحادثات بشأن صفقة الرهائن. وعلى الجانب اللبناني من المفاوضات يشارك نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني ورئيس حركة أمل الشيعية. ومن الممكن أن نفترض أن المحادثات سوف تكتسب زخماً حتى في ظل وجود نتنياهو في نيويورك.

إذا لم يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فقد يختار حزب الله خوض حرب استنزاف مع إسرائيل، مما يؤدي إلى زيادة مدى إطلاق صواريخه إلى المناطق الواقعة إلى الجنوب مباشرة من حيفا. وهذا من شأنه أن يمكّن المنظمة من تعطيل حياة نحو مليوني إسرائيلي ونحو ربع مساحة أراضي البلاد.

إن هذا الوضع ليس من الممكن لإسرائيل أن تتحمله لفترة طويلة. وعلى هذا فإن مثل هذه الهجمات قد تدفع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى شن عملية برية، حتى برغم أن مثل هذه الخطوة تظل مثيرة للجدال بين القيادات السياسية والأمنية في إسرائيل.


المصدر: هآرتس

الكاتب: Amos Harel




روزنامة المحور