الاحتفاء الإسرائيلي بالدور الأردني في التصدّي لعملية الوعد الصادق

يمكن اعتبار الأردن مجالاً نموذجياً لدراسة مواقف قوى أخرى في الإقليم اتخذت موقفاً يريح الاحتلال وتجعله يتفرغ لمعركته مع المقاومة الفلسطينية. تماماً كما يعمل بكل جهده على تعطيل أي محاولة إسناد للمقاومة من محورها، ويبدو أن نفس هذا الموقف يتطابق مع المطالب الأمريكية وهي جعل الكيان متفرغاً فقط للتوحش على غزة.

الاحتفاء الإسرائيلي بالمساهمة الأردنية في عملية الوعد الصادق

احتفت الصحف الإسرائيلية والتحليلات العبرية بالدور الأردني في صد جزء من الهجوم الإيراني على الكيان المؤقت، وعدّوا ذلك تعبيرا عن التعاون الوثيق بين الجانبين، ونجاح إسرائيلي في "هندسة" تصدٍ إقليمي للهجوم الإيراني. وقالت صحيفة يديعوت في تقرير لها للكاتبة سمدار بيري: "إنه بينما اختفى الملك الأردني بالتزامن مع الهجوم الإيراني، ولم يظهر للتعليق على ما يجري، فإنه كان يعمل خلف الكواليس، ويوجّه سلاح الجو لصد الهجوم الإيراني. حتى قبل الهجوم الإيراني الليلة، ومرور الطائرات في أجواء الأردن، فقد أوضح الملك في المحادثات أنه لن يسمح للإيرانيين بالعمل في الأراضي الأردنية كما يفعلون في العراق وسوريا ولبنان".

"بالأمس، فجأة، تم الكشف عن سر التعاون الوثيق بين قوات الأمن الأردنية ونظيرتها الإسرائيلية، وسمحت المملكة للطائرات الإسرائيلية بحرية العمل الكاملة في سماء الأردن، فهاجمت الطائرات الإيرانية بدون طيار، وبدا للحظة أن التعاون العلني والسري في عهد إسحاق رابين والملك حسين يعود إلى عهد عبد الله وبنيامين نتنياهو"، وفق التقرير.

وقالت بيري، إن "طائرات سلاح الجو الإسرائيلي ومعدات إلكترونية متطورة نصبت كميناً للطائرات بدون طيار الإيرانية في سماء الأردن، وفي الوقت نفسه خرجت طائرات أردنية من قواعدها لإطلاق النار على الطائرات بدون طيار الإيرانية التي شقت طريقها إلى الأراضي الإسرائيلية؛ المعلومات المحدودة تؤكد أن معظم الهجمات لم تحدث داخل الأراضي الإسرائيلية. وقد أعلن الأردن إغلاق مجاله الجوي، وأغلق مطار عمان، بالضبط خلال الساعات التي تم فيها تعليق الرحلات الجوية في إسرائيل. ليس هناك جدل في أن موقف الأردن الواضح إلى جانب إسرائيل ضد إيران سيعتبر مفاجأة كبيرة في أي قاموس دبلوماسي. ورغم هذه المفاجأة، فإنه من الصعب التصديق أن هناك تغييراً عميقاً متوقعاً في العلاقة بين القصر الملكي في عمان ومكتب رئيس الوزراء في القدس. الفجوات لا تزال كبيرة والعلاقات متوترة". وكان الأردن أعلن أنه "جرى التعامل مع بعض الأجسام الطائرة التي دخلت إلى أجوائنا ليلة أمس (السبت)، والتصدي لها للحيلولة دون تعريضها لسلامة مواطنينا والمناطق السكنية والمأهولة للخطر". وبينت أن "شظايا قد سقطت في أماكن متعددة دون إلحاق أي أضرار معتبرة أو أي إصابات بين المواطنين".

يتسم الموقف الأردني بالمبالغة الكبيرة في أدائه العسكري والأمني المدافع عن كيان الاحتلال. بالإضافة إلى التعاون الكامل مع الاحتلال في مجال البروباغندا التي تغطي الجرائم الإسرائيلي في قطاع غزة. والسماح الأردني لطائرات الاحتلال ولمنظوماته التجسسية الجوية بالعمل من فوق الأردن للتصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية هو عنصر من سلسلة متكاملة لحماية إسرائيل، والسماح لها بالتفرغ للفتك والتوحش على غزة وأهلها.