الخميس 11 تموز , 2024 02:18

تحليل معهد ألما لفيديو الهدهد – 2

قام معهد ألما الإسرائيلي المتخصص بإنتاج الأبحاث العسكرية والأمنية حول الجبهة اللبنانية، تحليلاً للفيديو الثاني لطائرة الهدهد الاستطلاعية الذي نشره الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان منذ أيام، والذي أظهر مشاهد استطلاع منطقة الجولان السوري المحتلّ. وقد ترجم موقع الخنادق هذا التحليل، لما تضمنه من ملاحظات بينت مدى تأثير هذه الفيديوهات – التي تُعرض في إطار الحرب النفسية للمقاومة - بالطبقة النخبوية للكيان المؤقت. ووفقاً لخبراء هذا المركز، فإن منصات القبة الحديدية وراداراتها، ستكون في طليعة أهداف هجمات المقاومة خلال أي حرب واسعة، لأن فيديوهات الهدهد ركّزت على رصد هذه المنظومات.

النص المترجم:

نشر حزب الله في 9 تموز / يوليو 2024، مجموعة أخرى من اللقطات التي التقطتها طائراته بدون طيار فوق الأراضي الإسرائيلية.

وأظهر الفيديو الذي تم نشر، العديد من المواقع والمناطق التي تم تصويرها حول هضبة الجولان وجبل الشيخ، بدءًا من تل فارس في جنوب مرتفعات الجولان وحتى بؤر جبل الشيخ الاستيطانية في الشمال. وعلى الرغم من أن حزب الله عرض العديد من القواعد وتمركزات القوات، إلا أنه يبدو أنه ركز في الغالب على الأماكن التي حددها كقواعد استخباراتية ونشر وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي خارج القواعد القائمة، خاصة في منطقة الحرمون.

ومن الجدير بالذكر أن هذا الفيلم شمل حصراً مواقع عسكرية، على عكس الفيديو السابق (18 حزيران/يونيو) الذي صور البيئة المدنية في خليج حيفا وأشار إلى أهداف مدنية محتملة. الاستثناء الوحيد للفيلم الحالي هو لقطات مزرعة توربينات الرياح القريبة من قرية البقعة.

بالإضافة إلى ذلك، مثل الفيديو الأخير، يحتوي الإصدار الجديد على مواد تثبت أن حزب الله قد حرص على تحديث معلوماته الاستخبارية، والتي تم جمعها بعدة طرق. وبالتالي فهو يشير إلى أعداد الكتائب والألوية حتى في مواقع الانتشار الميدانية وفي الأماكن التي لا تتمركز فيها هذه القوات بشكل دائم. لكن من الواضح أن بعض الوقت قد مر بين تسجيل جميع أقسام الفيلم (حتى الأخيرة منها) وتحريره وتوزيعه. ويبدو أن حزب الله يدرك أهمية الموضوع وقد أشار مراراً وتكراراً إلى أن التوثيق تم إنتاجه خلال الحرب.

ويكشف تحليل الفيديو أنه تم تسجيله على مدى عدة أشهر، باستخدام عدد كبير من الطلعات الجوية، وعلى ما يبدو، بطائرات دون طيار من مختلف الأنواع. ويبدو أيضاً أن حزب الله لم يحاول إخفاء الوضع (وربما أراد تفاقمه)، كما يتضح من الترجمة التي ألحقها بأجزاء من الفيلم، والتي تشير إلى عدد الطلعات الجوية التي تم تنفيذها في كل موقع. وبحسب الفيلم، تم تصوير مواقع جبل الشيخ في ثلاث طلعات جوية، بينما تم توثيق تل أفيتال مرتين. ربما يحاول حزب الله تعميق حربه النفسية من خلال الادعاء بأن طائراته بدون طيار تخترق السماء الإسرائيلية باستمرار.

ويدعم هذه الأمور حالة الأرض والطقس في وقت التصوير، ولكن أيضًا الاختلافات في جودة اللقطات والعناوين الفرعية التي أضافها حزب الله نفسه إلى الوثائق.

كما أن تحليل أوقات التصوير من خلال فحص الظروف الميدانية يجعل من الممكن تحديد إطار زمني محدد يتم خلاله جمع الوثائق. وهكذا، على سبيل المثال، لا تزال بعض الصور الفوتوغرافية للمواقع الاستيطانية في جبل الشيخ تظهر بقايا الثلوج (1:15-1:30)، مما يشير إلى أنها التقطت على أبعد تقدير في أوائل نيسان / أبريل، على عكس التوثيق الإضافي لجبل الشيخ (3:43) حيث لا يوجد ثلج. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التوثيق في عدة مواقع، نباتات خضراء كاملة مميزة لفصل الشتاء، في حين تبرز نباتات جافة وصفراء في مواقع أخرى، مما يشير إلى التصوير اللاحق، ربما من شهر أيار / مايو فصاعدًا.

وبالمثل، قد يُعتقد أن التوثيق الأولي لتل أفيتال (2:33) وتل فارس (3:13) تم بين شباط / فبراير وآذار / مارس، في حين أن التوثيق الثاني لتل أفيتال (3:00) تم في وقت لاحق، عندما بدأت النباتات تجف. تكشف الدقائق 6:39-6:45 عن تغيير رئيسي آخر.

كما ذكرنا سابقًا، تختلف جودة اللقطات طوال الفيلم، حيث تظهر استخدام معدات مختلفة والتصوير على فترات وارتفاعات مختلفة. وتتراوح جودة اللقطات من دقة ممتازة، كما ظهر في الفيديو الأول من 18 حزيران / يونيو، إلى جودة أقل. ويمكن العثور على مثال لهذه الاختلافات في تسجيل انتشار القوات على جبل الشيخ (4:00-4:35).

علاوة على ذلك، ذكر حزب الله أنه تم الانتهاء من توثيق أحد مواقع جبل الشيخ الاستيطانية، وكذلك موقع تل شيبان بالقرب من الشعل وعدد من المواقع الأخرى، قبل الهجوم على هذه المواقع. ووفقا لعدة مصادر، ضرب حزب الله قاعدة في جبل الشيخ قبل بضعة أيام، وهوجم تل شيبان قبل ثلاثة أسابيع تقريبا. وتم استهداف المواقع الأخرى عدة مرات في الأشهر الأخيرة، مما يجعل من المستحيل تحديد متى تم إطلاق النار عليها في هذا السياق.

وفي نهاية الفيديو، أضاف حزب الله توثيقًا لصفد وطبريا، مشيرًا إلى أنه بمثابة معاينة للفيديو التالي الذي سيصدره.

ومن حيث طبيعة التوثيق والأهداف المشار إليها في الفيديو، يمكن ملاحظة أن معظم المواقع ليست ذات أهمية استثنائية مثل المواقع التي ظهرت في الفيديو الأول. ويتجلى ذلك أيضاً من خلال تناثر الأهداف التي أشار إليها حزب الله والمرور السريع نسبياً لمعظم القواعد والمعسكرات (الاستثناء في هذا السياق هو جبل الشيخ). على سبيل المثال، حتى مقر الفرقة 210 في نفح لم يحظ باهتمام خاص وتحليل للمواقع داخل المخيم سوى بضع نقاط. ويبدو أن مهاجمة هذه المواقع عادة، يكون رداً على عمليات تصفية يقوم بها الجيش الإسرائيلي، وتهدف إلى الانتقاص من قدرات الجيش استعداداً لتصعيد محتمل في لبنان والإضرار باستعداده وقدرته على الدفاع عن المنطقة من جهة، ومهاجمة لبنان من جهة أخرى.

هناك مسألة هامة أخرى يجب معالجتها وهي توثيق مواقع نشر القبة الحديدية، كما يظهر في هذا الفيديو. وستكون هذه المنشآت، التي تعتبر أهميتها واضحة لكلا الجانبين، من بين الأهداف الرئيسية لحزب الله في أي مواجهة مستقبلية، ويستثمر حزب الله حاليًا في تحديد مواقعها وضربها كجزء من روتين الحرب المستمر.

وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي قام بتركيب العديد من البطاريات ومواقع الإطلاق في جميع أنحاء الجولان، إلا أنها ليست محمية أو مخفية. علاوة على ذلك، يتمركزون في كثير من الأحيان بالقرب من الطرق الرئيسية، مما يسهل جمع المعلومات المتعلقة بهم، ولا يتم إخفاء راداراتهم، مما يجعلهم عرضة للخطر. وبما أن الرادارات أكثر تكلفة وأهمية بكثير من منصات الإطلاق، فمن المفيد التفكير في طرق تجعل من الصعب التعرف عليها وتعطيلها.


المصدر: معهد ألما

الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور