الثلاثاء 27 نيسان , 2021 05:45

ماذا بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان

بعد مرور عقدين من الحرب الأمريكية على أفغانستان، قررت واشنطن سحب قواتها بدون شروط، وهو ما سيفعله شركاؤها في الناتو قريباً. لكن قد تعود الحرب الداخلية بين الأطراف الأفغانيين، مما سيؤدي حتماً لمزيد من الضحايا، والدمار في هذا البلد.

تمر أفغانستان بمرحلة حساسة وخطيرة جداً، بعد الإعلان الأمريكي الرسمي عن بدء انسحاب القوات العسكرية، قبل ال 11 من أيلول القادم. فقد شهدت مناطق عدة فيها، عمليات تفجير وقصف، أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين.

وقد أعلن البنتاغون بالأمس، أن قائد القوات المركزية "كينيث ماكينزي" سيقدم خلال أسبوع، خطة للانسحاب، قد تشمل سحب المتعاقدين العسكريين أيضاً. من جهة أخرى، أكد قائد القوات الأمريكية في أفغانستان "سكوت ميلر" أن قواته ستتخذ كافة الإجراءات لحماية نفسها، بالتعاون مع حلفائها والدولة الأفغانية. ويأتي هذا التصريح بعد توقع قيام طالبان، بعمليات عسكرية خلال الانسحاب، لتكريس صفة هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية في أطول حرب تخوضها في تاريخها.

اتفاق ترامب وطالبان، وبدء مفاوضات شاقة أفغانية

يأتي هذا الانسحاب تطبيقاً للاتفاق الذي وقع في شباط 2020 في العاصمة القطرية الدوحة، بين حركة طالبان وإدارة ترامب، الذي نص على انسحاب كل القوات الأجنبية خلال 14 شهراً، مقابل التزام طالبان بوقف عملياتها ضد هذه القوات خلال هذه المدة. كما نص على الالتزام الأمريكي بتبادل للأسرى بين كابول وطالبان، الأمر الذي رفضه الرئيس الأفغاني أشرف غني، والذي دلَ حينها على عدم تنسيق واشنطن مع سلطات كابول خلال المفاوضات، واتخاذها قرارات منفردة بهدف الإسراع عقد الاتفاق.

ما دفع بالمبعوث الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زادة، للاقتراح على الأطراف كافة، عقد حكومة والتي رفضها الجميع، أو حوار ثنائي يناقش كل المواضيع الخلافية، بالتزامن مع وقف القتال.

وقد بدأ أولى جولات الحوار في الدوحة القطرية، خلال شهر أيلول 2020، والتي لم تتوصل الى أي نتيجة تذكر. ومنذ أيام تم الإعلان عن تأجيل هذه المفاوضات، على أن تستأنف بعد انتهاء شهر رمضان.

حرب بلا نتيجة، سوى الضحايا والدمار

إذن وبعد مرور عقدين من الحرب الأمريكية على أفغانستان، قررت واشنطن سحب قواتها بدون شروط، وهو ما سيفعله شركاؤها في الناتو قريباً. لكن قد تعود الحرب الداخلية بين الأطراف الأفغانيين، مما سيؤدي حتماً لمزيد من الضحايا، ودمار إضافي لهذا البلد.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور