الأربعاء 28 تموز , 2021 12:18

الأسد بعد القسَم.. تريث لاختيار حكومة قوية وقادرة

منذ أن أدّى اليمين الدستورية في السابع عشر من تموز الجاري، رئيسًا لسوريا لولاية رئاسية جديدة، يترقّب السوريون الإعلان عن حكومة العهد الرابع للرئيس بشار الأسد. ونظرًا للتحدّيات الكبيرة التي تنتظر الأسد وفريق عمله للفترة المقبلة، يتساءل الكثير من المراقبين عن سبب التأخّر في الإعلان عن شكل الحكومة السورية الجديدة، والوجوه والأسماء والخبرات التي من المتوقع أن تضمّها.

اتخذ الأسد عبارة "الأمل بالعمل" شعاراً لحملته الانتخابية، وبعد فوزه، أعلن "بداية مرحلة العمل" لـ"بناء سوريا كما يجب أن تكون". في دمشق يعدّون العدّة لتحويل الشعار الى واقع، من خلال حكومة قوية قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق قفزة نوعية تكون على قدر التطلعات، خصوصًا في مرحلة استثنائية من عمر سوريا، حيث تجري حوارات علنية وغير علنية مع دول كثيرة، تحضيرًا لإعادة تطبيع العلاقات. هذا ما يفهمه السوريون من تأكيد الأسد في خطاب القسم على أن "الشفافية أولوية المرحلة المقبلة، وهي جوهر برنامج الإصلاح الإداري".

حتى الآن، تعرقل الولايات المتحدة إطلاق عملية إعادة إعمار سوريا، وتستخدم عصا "قيصر" لتهديد الدول والكيانات والشركات الراغبة في المساهمة والاستثمار في هذا المشروع الضخم. بالطبع، تسعى واشنطن من خلال ذلك لفرض "تسوية سياسية" تؤمّن لها أذرع سياسية واقتصادية داخل بنية الدولة السورية، على الطريقة اللبنانية. لعل هذا هو التحدي الأكبر الذي يتنظر الأسد وحكومته العتيدة، والتي من المتوقع أن تجمع في صفوفها أفرادًا قادرين على بلورة شكل جديد من العلاقات مع الدول العربية وغير العربية، بما يتماشى مع الهوامش الأساسية التي حدّدها الأسد في خطاب القسم.

الجدير ذكره أنه بعد سنوات من القطيعة وتجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية، برزت مؤشرات عدّة على انفتاح خليجي على دمشق، بدأت مع إعادة فتح الإمارات سفارتها في دمشق وارسالها مساعدات طبية، ثم تأكيد وزير خارجيتها في آذار أن "عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية في مصلحتها ومصلحة البلدان الأخرى في المنطقة". هذا بالإضافة الى استدارة سعودية نسبياً نحو دمشق. هذه الاستدارة وإن ظلّت خجولة أو متحفّظة، لكنها تمظهرت في أشكال عدّة، منها مشاركة وزير السياحة السوري محمّد مارتيني، بدعوة من السعودية، في اجتماع للجنة منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في الرياض.

وفي هذا السياق، يقول الباحث الاقتصادي السوري شادي أحمد، إنّ "العلاقات مع الدول العربية، وإن مرّت بخصومات وأحياناً عداوات أو اشتباكات مباشرة، إلا أن ذلك يُعدّ في سياق التاريخ أمرًا طبيعيًا"، متوقعًا أن يُعمل في المرحلة المقبلة على "التأسيس لعلاقات جديدة قائمة على معايير تضمن استعادة بناء الثقة بين الطرفين".

تحدّيات كبير تنتظر حكومة العهد الرابع للرئيس الأسد، تتعدّد أوجهها بين العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما عبّر عنه في خطاب القسم عندما قال إن "المرحلة المقبلة ستشهد تحديثًا للقوانين، ومكافحة للفساد، وكشفًا للفاسدين، ولا تساهل في ذلك"، وأشار إلى أن "العالم اليوم غابة تشهد إسقاط دول، ودعماً للإرهاب، وترويضاً للشعوب عبر الحرب النفسية"، معتبراً أن "هدف الحروب الحديثة هو الإنسان قبل الأرض، فمن يربح الإنسان يربح الحرب".


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور