توازياً مع التقدم الكبير الذي يحرزه الجيش واللجان، والخسائر المتراكمة لقوات التحالف خاصة لجهة تخلّي القبائل عنها بعدما لمست جدياً حجم المشاريع التي تستهدف أمن اليمن واستقراره وتستنزف ثرواته والتي تأتي في صلب سياسة السعودية والامارات. هذا الفشل جعل من كل الدول الداعمة للحرب عسكريا وسياسيا من واشنطن إلى الامارات مرورا بالدول الأوروبية خاصة بريطانيا التي تحضر ميدانيا في البلاد تقتنع أن لا انهاء للحرب إلا بتسوية سياسية تنهي الحصار أولاً وتضمن تحييد الحكومة المقبلة عن التدخلات الخارجية بل تمثل إرادة الشعب اليمني وحده.
وترجمة للوقائع الميدانية التي فرضتها قوات صنعاء خاصة بالعمليات النوعية التي حققتها مؤخرا والتي أسفرت عن تحرير البيضاء وجعلت من تحرير مأرب مسألة وقت، بدأت قوات التحالف خاصة تلك التابعة للامارات -رغم ادعائها بسحب كامل قواتها- إلى تمكين تواجدها العسكري والاستخباراتي في القواعد التي اتخذتها سابقاً قبل انهاء الحرب وبالتالي الإيفاء بالتزاماتها تجاه كيان الاحتلال وتسليمه سقطرى كقاعدة استخباراتية استراتيجية.
مصادر ميدانية كشفت عن استقدام الامارات لسفينة محملة بأجهزة تجسس إسرائيلية إلى سواحل جزيرة سقطرى، حيث قامت قوات ما يسمى المجلس الانتقالي بتفريغ ونقل هذه المعدات والحاويات إلى المقر العسكري التابع لها في مدينة حديبو دون تفتيش.
وأشارت المصادر إلى ان هذه الأجهزة والحاويات تحمل وسم "نجمة داوود" التي تشير إلى العلم الإسرائيلي، وهي تحتوي على أجهزة تجسس بالغة الدقة، ورادارات حديثة تعود ملكيتها لشركة إسرائيلية كانت الامارات قد أبرمت معها اتفاقاً بحجة تأهيل وتوسيع مطار سقطرى إضافة لتتبع حركة الملاحة في بحر العرب.
بالنسبة للسعودية، فإنها لم تعد تتحمل تكاليف الحرب التي تورطت بها، خاصة بعد تخلي واشنطن والامارات عنها، إضافة لسحب واشنطن منظومات الباتريوت منها. لذلك فإنها قد أبدت -بلقاءاتها التي عقدت مع إيران في العراق- رغبتها بوقف الحرب على اليمن، لما تلقته من صفعات متتالية من قوات صنعاء أيضاً، حيث خسرت عدداً كبيرا من قياداتها ومناطقها، ولم يعد بين يديها من أوراق تذهب بها لطاولة المفاوضات سوى الملف الإنساني.
وهذا ما أكده نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني علي فدوي "إن طهران تلقت مناشدات من أطراف مناهضة لأنصار الله في الأزمة اليمنية، للتدخل لتسوية النزاع معهم...من بدأ الحرب في اليمن يتوسل إيران للخروج من الأزمة".
وكانت السعودية قد شنّت حربًا على اليمن في آذار عام 2015 دعماً للرئيس المنتهية ولايته منصور هادي، أُطلق عليها اسم "عاصفة الحزم"، وقد شارك فيها العديد من الدول الخليجية والعربية ضمن تحالف تقوده الرياض، إضافة للدعم اللوجستي والاستخباري من الثلاثي الأميركي- البريطاني-الإسرائيلي، حيث انتهك التحالف خلالها القوانين الدولية والإنسانية، وارتكب فظائع وجرائم حرب بحق المدنيين
الكاتب: غرفة التحرير