التذكير بالتهديد الإيراني بات نشيدًا رسميًا في الخطاب الإسرائيلي الداخلي الموجه. مؤخرًا، أوصى "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، بالسعي إلى تأسيس معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة، تقتصر على تهديدات متطرفة ووجودية، وتقتصر على الشرق الأوسط. وقال المعهد إنه "نظرا للظروف الاستراتيجية المتغيرة والتهديدات على مستقبل العلاقات، فإن على إسرائيل السعي لتأسيس معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة، كجزء من بلورة استراتيجية منظمة إزاء تحديات المستقبل، وخاصة إيران النووية، والتسلح النووي الإقليمي متعدد الأطراف". لكن السؤال هل تحتاج إسرائيل حقًا إلى توقيع معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة! وإذا كانت المعاهدة محصورة بالشرق الأوسط، فهل يقصد السعودية عندما قال التقرير: التسلح النووي متعدد الأطراف؟
ولفت المعهد إلى أن المعاهدة الدفاعية ستعزز "العلاقات الخاصة" مع الولايات المتحدة، على المدى الطويل، والتي تمثل ركيزة رئيسة لسياسة الأمن القومي الإسرائيلي. كما أن المعاهدة الدفاعية ستسهل على إسرائيل أن تُثبّت على المدى الطويل الدعم المزدوج من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والتزام الإدارات الأميركية المستقبلية بأمن إسرائيل. وحسب المعهد: "يمكن التشديد على أن إسرائيل لن تشارك في الحروب التي تجري خارج الشرق الأوسط، حتى تحافظ إسرائيل على حرية عملها، ولا يُطلب منها القتال في حروب الولايات المتحدة العالمية. ويجب تقييد محتوى المعاهدة بالتهديدات الوجودية والمتطرفة، على منطقة الشرق الأوسط فقط".
وكان رئيس الأركان الاحتلال هرتسي هليفي قد تطرق إلى الموضوع الإيراني، في أول حفل تسلّم وتسليم منصب رئيس شعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، التي تشمل إيران. وقال هليفي: "في عالمٍ متغير على الدوام، وفي شرق أوسط كثير التحديات، الاستراتيجية هي البوصلة للتحرك في بحر عاصف، وفي ليل ضبابي، ضمن الحفاظ على الوُجهة الصحيحة. إيران هي تحد مهم – إمكانية تطوير سلاح نووي، نشر وسائل قتالية متقدّمة لكل جهة مستعدة لقبولها، إنتاج عدم استقرار في الشرق الأوسط، وتشجيع الكثير من الإرهاب في العالم وفي المنطقة. الاستراتيجية وإيران هما مثل لعبة شطرنج مع الكثير من العمليات التي ليس من السهل دائما توقّع أثرها. لكن التوقع هو انها ستؤدي في النهاية إلى خطوة ذات أهمية وإلى نتيجة مهمة". بدوره، قال اللواء إليعيزر توليدانو، الذي تولّى منصب رئيس شعبة الاستراتيجية والدائرة الثالثة، بدل اللواء طال كيلمان، إن "التحدي الإيراني بمختلف خصائصه، وليس هنا المقام للتوسع فيه، وأقول فقط إن الشرط الضروري والأهم هو شراكة على كل الملعب بين مجمل الجهات في الجيش الإسرائيلي وخارجه، تحت وحدة المهمة ووحدة الهدف، كمنظومة تنفيذية واحدة".
اللافت أنّ إيران أيضًا تبدو يقظة حول ما يُحاك. إذ قام السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة بإرسال رسالة عاجلة إلى مجلس الأمن محذرًاً فيها من "استخدام إسرائيل للأسلحة النووية"، بعد كلام نتنياهو في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع الماضي بأنه "على العالم أن يهدد إيران بشكل حقيقي بالقوة النووية". وكان المتحدث باسم الحرس الثوري العميد رمضان شريف قد حذّر الكيان المؤقت "من أي خطوة ضد إيران"، مؤكدًا أن الشعب استطاع أن يقف في وجه الاستكبار ولم يتم فصل جزء واحد من الأرض"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا). وسخر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، من الصور التي عرضها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مقللا من أهمية التهديدات التي أطلقها الأخير في كلمته، معتبرًا أن " "إسرائيل تعاني من أزمات متراكمة ولا أحد يعير أهمية لتصريحات وتهديدات نتنياهو".
و"إسرائيل" التي تمتلك وفق تقارير أجنبية، ترسانة نووية غير خاضعة للإشراف الدولي، تتهم إيران بالسعي لإنتاج قنبلة نووية، فيما إيران لطالما أخضعت برنامجها النووي للإشراف الدولي.