بحثاً عن صورة نصر يبرر بها مجازره المستمرة ويكبح جماح غضب الشارع الإسرائيلي الذي ينتظر أسراه دون جدوى، اقتحم جيش الاحتلال مشفى الشفاء في محاولة لخلق رواية إعلامية ترتكز على سيطرة ميدانية للجيش على مدينة غزة وضرب غرفة عمليات حركة حماس. لكن التصريحات الأميركية الإسرائيلية المتضاربة، كشفت عن ثغرات كبيرة في الرواية تصل إلى حد وصف البعض بأن هناك أزمة بين الجانبين وعدم رضا أميركي عن الأداء الإسرائيلي.
في التسلسل الزمني
-في 3 نوفمبر، استهدفت غارة جوية إسرائيلية قافلة سيارات الإسعاف التي كانت تغادر المستشفى. زعمت إسرائيل حينها أن حماس كانت تستخدم سيارات الإسعاف، وهو الأمر الذي نفته واشنطن بوست وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن إسرائيل قد استهدفت سيارات الإسعاف التابعة للمستشفى سبع مرات سابقة وأودت بحياة 4 من موظفيها.
-في 6 نوفمبر، قامت القوات الإسرائيلية بضرب وتدمير لوحات الطاقة الشمسية على سطح المستشفى، مما تركه يعتمد بشكل كامل على المولدات الاحتياطية التي تعتمد على إمدادات الوقود التي تنفد بسرعة.
-في 10 نوفمبر، قامت الدبابات الإسرائيلية بضرب محيط المجمع الطبي بما لا يقل عن أربع ضربات. وأكدت وزارة الصحة في غزة أن هناك على الأقل 5 ضربات أثرت على أجزاء من مجمع المستشفى، منها ضربتان في وحدة الولادة تقع في الطوابق العليا. وفي نفس اليوم، أُبلغ أن قوات إسرائيلية كانت عند أبواب المستشفى.
-10 نوفمبر ادعى الجيش الإسرائيلي من تحليل الأنظمة العملياتية أن عناصر تخريبية أطلقت قذائف صاروخية مستهدفةً قوات جيش الدفاع الإسرائيلي العاملة بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وبحسب الأنظمة التابعة لجيش الدفاع، فقد أصابت القذائف صاروخية المستشفى.
-أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الجمعة في 11 نوفمبر، أنها لم تجد ما يؤكد مزاعم الجيش الإسرائيلي بشأن اتخاذ حركة "حماس" من الطوابق السفلية لمستشفى "الشفاء" بمدينة غزة مقرات لها، داعية زعماء العالم "للتحرك بسرعة لمنع وقوع مزيد من الأعمال الوحشية".
-في 12 نوفمبر، فقدت منظمة الصحة العالمية الاتصال مع المستشفى. في هذا الوقت، انقطعت الكهرباء تمامًا في المستشفى. وأعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة أن أكثر من 100 جثة تم دفنها في مقبرة جماعية تم حفرها داخل المجمع الطبي، ولكن لم تتمكن الفرق الطبية من إقامة مقبرة جماعية في الفناء بسبب "خطورة الوضع الميداني" وأضافت أن 39 رضيعًا على وشك الموت، وتوفي عدد منهم بسبب نقص الوقود.
-بتاريخ 12 نوفمبر قال رئيس الحكومة نتنياهو، بمقابلة مع ال "سي أن أن" لقد طلبنا إجلاء جميع المرضى من مستشفى الشفاء (أكبر مستشفى في غزة)، وقد تم بالفعل إجلاء 100 أو نحو ذلك".
الموقف الأميركي:
-ادعى جون كيربي، منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في 14 نوفمبر، أنهم تلقوا معلومات استخباراتية تفيد بأن حركة حماس "تستخدم بعض المستشفيات في قطاع غزة للاختباء وتنفيذ عمليات عسكرية واحتجاز الرهائن" عبر استخدام "الأنفاق أسفلها".وقال كيربي إنه وفقاً لتلك المعلومات الاستخباراتية، فإن بعض المستشفيات في غزة، بما في ذلك مستشفى الشفاء، استخدمت من قبل حماس "للاختباء وتنفيذ عملياتها العسكرية واحتجاز الرهائن".
-بتاريخ 14 نوفمبر نائبة المتحدث باسم "البنتاغون" سابرينا سينغ: "لدينا معلومات تفيد بأن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني يستخدمان بعض المستشفيات في قطاع غزة، بما في ذلك مجمع الشفاء، لإخفاء ودعم عملياتهما العسكرية واحتجاز الرهائن.. قامت الجماعات الفلسطينية بإنشاء أنفاق ومقرات ومستودعات للأسلحة في مستشفى الشفاء، وهي على استعداد لمقاومة الجيش الإسرائيلي الذي يقاتل على أطراف المستشفى، حيث يوجد العديد من النازحين، بالإضافة إلى المرضى. معلومات المخابرات الأمريكية التي تدعم النتائج الإسرائيلية قد رفعت عنها السرية يوم 14-11-2023".
بعد الاقتحام لمجمع الشفاء بتاريخ 15 نوفمبر 2023
-بتاريخ 15 نوفمبر، قال الجيش الإسرائيلي، أن قواته "تنشط بشكل مركز" داخل مستشفى الشفاء، المجمع الطبي الأكبر في قطاع غزة، بعد اقتحامه فجر اليوم بدعوى أن حركة حماس "تستخدمه في عملياتها"وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه "لا مؤشرات" على وجود أسرى إسرائيليين بمستشفى الشفاء في مدينة غزة.
-قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن قوات تل أبيب دخلت مستشفى الشفاء على الرغم من الطلبات بعدم الدخول، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام العبرية. جاء ذلك خلال زيارة لقاعدة عسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب القطاع، قال نتنياهو: "هل تتذكرون عندما قالوا إننا لن نغزو غزة؟ غزونا. قالوا إننا لن نصل إلى أطراف مدينة غزة، وصلنا. قالوا إننا لن ندخل مستشفى الشفاء، دخلنا."
-قال مارك ريجيف مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقابلة مع شبكة (إم.إس.إن.بي.سي) يوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية عثرت على أسلحة في مستشفى الشفاء في غزة خلال مداهمة. وأضاف ريجيف "اكتشفنا أسلحة وأشياء أخرى. دخلنا المستشفى على أساس معلومات مخابرات يمكن التحرك بناء عليها".
-القناة 13 العبرية: فشل استخباراتي قاتل خلاف ما كان متوقع مستشفى الشفاء خالية من الأعمال العسكرية
-مقابلة على i24 مع خبير بالشؤون الإسرائيلية، أمير اورن، يقول "هناك خيبة امل من موضوع اقتحام المستشفى، وعن الفشل الاستخباراتي، في الوقت الأخير يمكننا أن نعلم".
الكاتب: غرفة التحرير