الأربعاء 28 آب , 2024 03:07

مئات آلاف المرضى الغزيين: إسرائيل تستمر بالإبادة

تحتل المستشفيات والمراكز الطبية الفلسطينية موقع الصدارة في بنك الأهداف الإسرائيلية التي يحاصرها الاحتلال عند كل عملية عسكرية في مختلف جغرافيا فلسطين المحتلة. ويعد انهيار القطاع الصحي نتيجة الاستهداف الممنهج أحد أهم الأسباب لارتفاع عدد المصابين بالأمراض الخطرة والوبائية المعدية، حتى تجاوز عدد المرضى الـ 533 ألف حالة إصابة بأمراض معدية ووبائية، منذ تشرين الأول/ أكتوبر حتى كانون الثاني/ يناير، في ظل صعوبة بالغة في إحصاء عدد المرضى المتزايدين بشكل مطرد.

رغم الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عقود، استطاعت المرافق الطبية السيطرة على مختلف الأمراض الوبائية، إلا أن الحرب الإسرائيلية فرضت واقعاً مأساوياً على أكثر من المناطق المكتظة في العالم، بعد اجبار الفلسطينيين على النزوح مراراً إلى مناطق مختلفة، وحشدهم في مربعات سكنية محدودة. ولأكثر من 25 عاماً لم تسجل إصابة بمرض شلل الأطفال الذي أصيب به طفل بعمر 10 سنوات هذا الشهر.  ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية فقد جرى الإبلاغ عن أكثر من 600 ألف حالة من التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والعديد من حالات التهاب السحايا والتهاب الكبد والطفح الجلدي وجدري الماء وشلل الأطفال.

المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، عدنان أبو حسنة أشار إلى إن 1.8 مليون فلسطيني محشورون في المنطقة الممتدة من شمال رفح عبر دير البلح إلى مخيم النصيرات للاجئين. وأضاف "هناك 60 ألف شخص في كل كيلومتر مربع، وعملية النزوح مستمرة".

في 29 تموز/يوليو نشرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بياناً تعلن فيه غزة منطقة لوباء لشلل الأطفال. ويعد هذا المرض شديد العدوى، يصيب الأطفال الصغار عادة، ويفتك بالجهاز العصبي وقد يؤدي إلى شلل في العمود الفقري والجهاز التنفسي، وفي بعض الحالات الموت. وعلى الرغم من دعوات منظمات إنسانية إلى هدنة لتوفير القدرة على تطعيم 640 ألف طفل ضد المرض، إلا أن كيان الاحتلال يرفض المساعدة في أي تدابير بمقدورها تخفيف الأزمة الإنسانية التي تجعل من الأمراض أشد فتكاً من الأسلحة والقنابل.

تتقلص بيانات الرصد الوبائي بشكل مستمر نتيجة الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف بشكل ممنهج مراكز الرعاية الأولية، كما يسبب تدمير برامج الحوسبة، وانقطاع الاتصالات، والازدحام الشديد في العيادات، بصعوبة إضافية. بينما يجرى حالياً إدارة الإحصاء بالمعدات القليلة المتوفرة في عيادات رفح الحكومية، ومراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث و"أونروا"، التي صادق الكنيست الإسرائيلي على تصنيفها "منظمة إرهابية" ويشتري إعلانات على محرك "البحث غوغل" لتشويه سمعتها دولياً.

تجتمع عوامل انتشار الأمراض كافة في القطاع:

-نقص المناعة لدى الفلسطينيين نتيجة سوء التغذية على مدى 11 شهراً

-الازدحام الشديد في مراكز الإيواء التي يضم كل منها حوالي 5 آلاف شخص في كل مركز وأكثر من 50 شخصاً في كل غرفة.

-نقص المياه الصالحة للشرب، والمياه اللازمة للنظافة الشخصية، في تموز/ يوليو نشر جنود من الجيش الإسرائيلي فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر مهندسين قتاليين يفجرون خزان مياه في حي تل السلطان في رفح. لم يكن ذلك مفاجئاً بالنظر إلى أن القوات الإسرائيلية دمرت حوالي 67%  من مرافق المياه والصرف الصحي في القطاع على مدى الأشهر الماضية.

-سوء ونقص الغذاء، وعدم توفّر أغذية بكميات كافية

-تدمير البنية التحتية للصرف الصحي وتدفق المياه الآسنة إلى كل مكان

-عدم توفر القدرة نهائياً على عزل المصابين عن الأشخاص غير المصابين نتيجة القصف المستمر وقلة مراكز الايواء، حتى أن مراكز الجمعيات الطبية الإنسانية الدولية لا تعد مكاناً آمناً

-عدم توفر الأدوية اللازمة لمعالجة المصابين في المراحل الأولى من المرض

-عدم توفّر أسرّة بالمستشفيات لاستيعاب حالات تحتاج إلى المتابعة الطبية، حيث بلغت نسبة الإشغال بالمستشفيات نحو 350%، ولا توجد أماكن لعلاج الحالات الباطنية، حيث تحوّلت كل المستشفيات إلى مستشفيات طوارئ وجراحة


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور