الجمعة 04 حزيران , 2021 01:32

نتنياهو يصارع... فهل يسحب البساط من تحت "ائتلاف التغيير"؟

بنيامين نتنياهو ومنصور عباس

فقد رئيس حكومة الاحتلال المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو عقله، وذلك قبل أربعين دقيقة على انتهاء المهلة القانونية المعطاة لرئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، بعد أن أعلن في اتصال هاتفي مع الرئيس الاسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين –منتصف ليل الأربعاء- أنه نجح في توقيع اتفاقية ائتلافية مع ثمانية أحزاب لتشكيل حكومة جديدة.

ومع هذا الاعلان تتجه الانظار إلى نهار الاثنين في الرابع عشر من الشهر الجاري، حيث يتطلع ائتلاف التغيير الى نيل الثقة من البرلمان الاسرائيلي (الكنيست)، وذلك بضمانة 61 صوتًا من أصل 120 نائبًا اسرائيليًا. ويكثف نتنياهو جهوده في العشرة ايام المتبقية لمنع نيل هذه الحكومة الثقة، وبحسب مصادر اسرائيلية فقد دعا نتنياهو إلى اجتماع طارئ لنواب حزبه وتحالف أحزاب العنصريين حثهم فيه على الامتناع عن التصويت لحكومة التغيير، ومحرضًا أن هذه الحكومة "تشكل خطرًا على اسرائيل".

وتكشف تصريحات نتنياهو التي تصدرت وسائل الاعلام في الفترة الاخير، عن حجم المأزق الكبير الذي يعيشه، فعشية اعلان لابيد تشكيل الحكومة أطلق نتنياهو تصريحات مدوية في مراسم وداع رئيس جهاز الموساد السابق يوسي كوهين، حيث اختار المواجهة مع ايران على علاقة الكيان بالولايات المتحدة الأمريكية "سنواصل العمل لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي حتى لو تم التوصل إلى اتفاق معها، وإذا اضطررنا إلى الاختيار، وآمل أن هذا لن يحدث، بين الاحتكاك مع صديقتنا الكبيرة الولايات المتحدة وبين إزالة التهديد الوجودي (امتلاك إيران أسلحة نووية)، فإن إزالة التهديد الوجودي تتغلب".

يمكن القول أن نتنياهو كان يعقد آمالًا على هذه التصريحات، التي –بنظره- قد تجعله يظهر ان أمن كيان الاحتلال سيكون على يده، إلا أن السحر انقلب على الساحر، فقد استدعت أمريكا وزير الحرب الاسرائيلي بني غانتس لتبحث معه تصريحات نتنياهو التي وصفتها بالـ "مخيفة"، وهذا مايشير إلى أنها لم تعد تثق به على أنه الشخص المؤهل لتولي منصب رئاسة الوزراء من جديد، وأنها باتت أقرب إلى صف الائتلاف الجديد الذي بدوره سيستغل ذلك كنقطة قوة لتجاوز الخلافات الداخلية. وبالتالي تكون آمال نتنياهو قد تبددت نهائيًا، ليس فقط حكوميًا بل داخل حزب الليكود، إذ إن ملف الحكومة سينعكس على القضايا الداخلية لحزب الليكود ومن المؤكد أن يظهر من ينافس نتنياهو على رئاسة الحزب.

من جهته، حذر رئيس حكومة الاحتلال الأسبق ايهود أولمرت من ان يقوم نتنياهو بإشعال المنطقة من أجل البقاء في السلطة، وقال" نتنياهو قادر على إشعال المنطقة بسبب الوضع السياسي، لقد فعل ذلك منذ شهر واحد فقط (في اشارة الى معركة سيف القدس في غزة)... يمكنه ان يفعل ما هو أسوأ من ذلك، لا يوجد شيء مستبعد ان يفعله".

القائمة العربية والاتفاق التاريخي

كما بات معلومًا فإن حكومة التغيير لن تستطيع النجاح من دون القائمة العربية، لذلك فقد سعى كل من لبيد وبينت الحصول على موافقة وتوقيع رئيس القائمة العربية الموحدة "الحركة الاسلامية الجنوبية" منصور عباس ونوابه الأربعة في خطوة لم يُقدم عليها اي حزب عربي من قبل.

وبُعيد التوقيع، أعلن عباس في بوست على صفحته على موقع فايسبوك أن هذه الاتفاقية هي اتفاق تاريخي "نوقع اتفاقاً تاريخياً لدخول الائتلاف الحكومي يوفر حلولاً لمشاكل مجتمعنا العربي الحارقة في مقابل مكاسب وإنجازات هي الأضخم والأوسع لصالح مجتمعنا العربي وميزانيات ضخمة".

للوهلة الأولى يُخيّل لك أن هذه الاتفاقية ستعطي الفلسطينيين حقوقهم التي اغتصبتها "اسرائيل"، ليتبين لاحقًا ما وصفه عباس بـ "الانجازات الضخمة" ما هي الا "منصب نائب رئيس الكنيست ورئاسة لجنة الداخلية البرلمانية وبعض الوعود الاسرائيلية الكاذبة". واستنكرت الاحزاب العربية في الداخل الاسرائيلي توقيع عباس معتبرة أن ما قام به هو "استسلام كامل" للحكومة الاسرائيلية وقراراتها،"إذ كان من الممكن للأحزاب العربية أن تؤثر أكثر لو بقيت متحدة، وكان من الممكن أن تفرض شروطها على الحكومة".

وقال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية المشارك في جامعة تل أبيب أمل جمال "قدم حزب عباس هذا على أنه إنجاز، ولكنه في الواقع قد يكون استسلاماً كاملاً، فتخصيص الموارد لا يؤكد التغييرات الضرورية في سياسات الحكومة الإسرائيلية، إذ إن الأحزاب اليهودية لها اليد العليا في كل الأوقات وهم الأغلبية، لذلك هم دائما يضعون حدوداً لتأثيره".

إذًا، وعلى الرغم من أن كل ما تقدّم يشير إلى نهاية نتنياهو الحتمية، إلا أن الحكومة الجديدة في حال تشكلت ستواجه تحديات جمّة أبرزها إقرار الموازنة العامة والوضع الاقتصادي الاسرائيلي المتصدع، إضافة إلى القضية الفلسطينية وما نتج عن معركة سيف القدس، ومسألة عودة الادارة الامريكية الى الاتفاق النووي مع ايران.


الكاتب: غرفة التحرير



وسوم مرتبطة

دول ومناطق


روزنامة المحور