السبت 20 نيسان , 2024 01:04

تضليل الماكينات الإعلامية لاحتواء عملية الوعد الصادق

الحملات الإعلامية المضللة

منذ اللحظات الأولى لعملية الوعد الصادق بثّت الماكينة الإعلامية في مختلف الدول المعادية لإيران مجموعة من الأكاذيب التضليلية الذي رافق العملية بهدف التقليل من شأنها وخدمتاً لإسرائيل بالدرجة الأولى. بناء على ذلك، سنستعرض هذه السرديات المضللة التي عملت عليها الماكينات الإسرائيلية والغربية والخليجية، ونعلّق عليها بحجج موضوعية ردًّا على الحملة الإعلامية لاحتواء عملية الوعد الصادق.

- نجاح إسرائيل والولايات المتحدة في الدفاع عن إسرائيل وتحقيق الردع: البث المباشر للرد وشهود العيان أثبت أن الكيان أغرق بالمسيرات والصواريخ من الشمال إلى الجنوب فضلًا عن نجاح العملية التي أصابت القواعد العسكرية المشاركة في الاعتداء على القنصلية، فضلًا عن تصريح معهد دراسات الأمن القومي الذي صرّح بأن "إسرائيل" فشلت في ردع إيران في الهجوم.  

- نجاح التحالف الاستراتيجي في حماية أمن إسرائيل: كشف الردّ الإيراني عن هشاشة القوة الردعية الإسرائيلية واعتماده المطلق على الغرب، إذ احتاج الكيان إلى جيوش الغرب وعرب التطبيع، للدفاع عن نفسه، رغم أن كل طائرات سلاح الجو الإسرائيلي كانت في الأجواء للتصدي للصواريخ الإيرانية.

- الردّ الإيراني عبارة عن مسرحية استعراضية لحفظ ماء الوجه ورفع العتب: عمدت الماكينة الإعلامية على تحليل الردّ على أنه مسرحية استعراضية لحفظ الماء الوجه أمام العالم ولرفع عتب جمهور المقاومة ولترميم صورتها واستعادة هيبتها، وذلك بهدف التكتّم على الحجم الحقيقي للخسائر التي لحقت بالكيان حتى لا يكون مضطرًّا في الذهاب بعيدًا في الرّد على العمليّة الإيرانية. إلّا أن شهود العيان والبث المباشر أكّد نجاح العملية وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي فضحت سرديتهم بقولهم أنّ ترميم قاعدة نيفاتيم يحتاج إلى عدة أيام.

- الردّ الإيراني سرق الأضواء الإعلامية من أهالي غزّة والمقاومة الفلسطينية: إن الفرح العالمي والفلسطيني خاصة الواضح في الصيحات والتكبيرات الموجودة في الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل أثبت حالة الفرح والتأييد والفخر من الردّ الإيراني الذي أدّى غرضه المعنوي بعدما أدى غرضه السياسي والعسكري.

- إيران تجازف بحياة العرب وبحياة شعبها: من شأن إحباط هذا الانتصار المعنوي عملت الماكينة الإعلامية لإعادة ملف الفتن الطائفية السنية والشيعية ولتأليب الشعب الإيراني المتنوع طائفيًا وعرقيًا على الجمهورية الإسلامية.

- إيران تشنّ حملة لبثّ الأخبار المزيفة من خلال تقديم صورة منتصرة وبطولية في الفضاء الافتراضي: الإعلام الإسرائيلي أثبت بنفسه مصداقية الأخبار الإيرانية ووصفها بالمهزلة الاستراتيجية لـ "إسرائيل".

- الولايات المتحدة أسقطت الصواريخ الإيرانية قبل وصولها لمجال الجوي الإسرائيلي: لا يوجد دليل على هذه السردية مقابل الفيديوهات التي أظهرت الصواريخ الإيرانية في "سماء الكيان"

- الردّ الإيراني عزز الوضع الشعبي والدولي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو: يعمل رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، على كسب الدعم أمام المجتمع الإسرائيلي للتخفيف من حدة السخط والقضايا الموجهة ضده، لكن المناصرة الشعبية العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي والجهود الدولية والدبلوماسية أفشلت هذه السردية.

- تكلفة الردّ باهظة على حساب الشعب الإيراني والرّد لا شيء: المسيرات الاحتفالية عمّت كل أنحاء إيران احتفالًا بالعملية منذ بدء العملية حتى الصباح، كما وأن الكيان هو من تكبّد خسائر باهظة في محاولة اعتراضه لصواريخ ومسيرات الجمهورية الإسلامية باعتراف الإسرائيلي بأن الكيان تكلّف ما بين 4 و5 مليارات شيكل ولا تقاس هذه الكلفة الضخمة، بأي حال، بتلك المنخفضة التي دفعتها إيران، إذ تكبّدت الأخيرة أقل من 10% مما تكلّفته إسرائيل.

- الردّ الإيراني جعل إسرائيل تتخلص من قلقها بشأن القدرات العسكرية الإيرانية: على الرغم من أن إيران لم تهدف باستعراض صواريخها وقدراتها العسكرية متعمّدةً عدم استخدام أسلحتها الجديدة إلا أن الكيان اضطر لطرح هذه السرديّة بهدف تقديم صورة "إسرائيل القوية" مقابل إيران الضعيفة، وأن إيران هي المعتدية، و"إسرائيل الصغيرة" تدافع عن نفسها بنجاح والإيحاء بتلاشي عقيدة الدفاع المتقدم الإيرانية.

- الردّ الإيراني منسّق لتفادي الأضرار: نفى الرئيس الأمريكي جو بايدن بنفسه هذه السردية التي هدفت إلى الإيحاء بأن إيران استخدمت استراتيجية الإخطار المسبق للخصوم بالهجمات لعدم التورط مع أميركا وتمرير رسالة إلى الداخل بأنها قادرة على تنفيذ تهديدها ووعيدها ليس أكثر، وقال أنّ طهران لم تبعث رسالة إلى الولايات المتحدة إلا بعد بدء تنفيذ الهجوم وكان هدفها أن يكون "شديد التدمير".

- الردّ الإيراني جاء بعد استهداف مصالحها وليس نصرة لغزّة: طرح الكيان هذه السردية التي أسقطتها فصائل المقاومة الفلسطينية التي عبرت على أن العملية الإيرانية تحمل رسالة تتجاوز اعتبارها ردًا على استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق إلى رد بأثر رجعي على اغتيال قادتها وخاصة في سوريا من جهة وعلى جميع المجازر التي نفذتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة خلال عملية طوفان الأقصى.





روزنامة المحور