أصدرت غرفة عمليّات المقاومة الإسلاميّة، في 31/10/2024، مُلخّصاً ميدانياً ثالثاً، أكّدت خلاله مواصلة تصدي المُقاومين للعدوان الإسرائيلي على لبنان، وإلحاقهم الخسائر الفادحة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المواجهة عند الحافة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المحتلة.
وقد كشف هذا الملخّص الميداني تفاصيل الكثير من عمليات المقاومة الدفاعية والهجومية، بما يؤكّد كذب الادعاءات الإسرائيلية عن تحقيق الكيان المؤقت إنجازات عسكرية استراتيجية، وبما يطمئن بأن المقاومة بات بيدها زمام المبادرة في حرب الاستنزاف ضد إسرائيل.
المُواجهات البرّية
فعلى صعيد المواجهات البرية، استعرض الملخّص الميداني، واقع محاور التقدّم الخمس للقوات الإسرائيلية:
_المحور الأول: الذي يشكّل منطقة عمليّات الفرقة 146، والذي يمتدّ من بلدة الناقورة غربًا وصولًا إلى مروحين شرقًا، بجبهة طولها 24 كيلومتراً تقريباً. لم تستطع قوّات المشاة والاستطلاع الإسرائيليّة برغم من امتلاكها غطاء جوّي ومدفعي كثيف، التسلل باتجاه الأحياء الجنوبيّة لقرى شيحين والجبين ومنطقة وادي حامول شمال شرق بلدة الناقورة، بعدما تصدّى لها المقاومون بالأسلحة المُناسبة وأجبروها على الانسحاب إلى منطقة اللبونة. وهذا ما يعنيه أن السيطرة البرية الإسرائيلية في هذا المحور لم تتجاوز مئات الأمتار.
_المحور الثاني: الذي يشكّل منطقة عمليّات الفرقة 36، والذي يمتد من راميا غربًا وصولًا إلى رميش شرقًا، (عيتا الشعب ضمنًا)، ومن رميش وصولًا إلى عيترون شرقاً، بجبهة طولها 29 كيلومتراً تقريباً. فإن المُقاومة الإسلاميّة لا تزال تستهدف تحشدات جيش الاحتلال الإسرائيلي وتجمعاته في هذا المحور، وسط محاولات مستمرة للأخير للتوغل داخل بلدتي عيتا الشعب وعيترون، على الرغم من بعدهما حوالي 1.5 كم و2 كم عن الحدود اللبنانية الفلسطينية فقط.
_المحور الثالث: الذي يشكّل منطقة عمليّات الفرقة 91، والذي يمتد من بليدا جنوبًا وصولًا إلى حولا شمالًا، بجبهة طولها 11 كيلومتراً تقريباً. فقد حافظت القوات الإسرائيلية على السيطرة بالنار على الأطراف الشرقيّة لقرى بليدا وميس الجبل وحولا، وسط غياب أي مُحاولة تقدّم جديدة على هذا المحور بعد المواجهات البطوليّة التي سطّرها مجاهدو المُقاومة خلال الأسبوع الفائت في بلدة حولا، والخسائر الكبيرة التي تكبدتها القوات المُتقدّمة.
وهذا بحد ذاته، إنجاز تكتيكي مهم للمقاومة، كون معظم هذه البلدات اللبنانية لا تبعد سوى مئات أمتار قليلة عن الحدود اللبنانية الفلسطينية.
_المحور الرابع: الذي يشكّل منطقة عمليّات الفرقة 98 النخبوية، والذي يمتد من مركبا جنوبًا وصولًا إلى قرية الغجر اللبنانيّة المُحتلّة في الشمال الشرقي، بجبهة طولها 23 كيلومتراً تقريباً. تكبّدت قوة مشاة الإسرائيلية التي وصلت الى منطقة تل نحاس عند الأطراف الشماليّة الشرقيّة لبلدة كفركلا (أي على بعد 3 كم تقريباً)، خسائر كيرة جراء تصدي المقاومة لها، ما أجبر جيش الاحتلال على إدخال المروحيّات العسكريّة لإجلاء الإصابات وسط غطاء كثيف من الرمايات المدفعيّة وغطاء دخاني كثيف خوفا من استهداف المُقاومة للمروحيات.
_المحور الخامس: الذي يشكّل منطقة عمليّات الفرقة 210، والذي يمتد من قرية الغجر وحتى مزارع شبعا اللبنانيّة المُحتلّة، بجبهة طولها 17 كيلومتراً تقريباً.
استهدف المقاومون بالأسلحة الصاروخيّة بشكلٍ مُكثّف، العديد من محاولات التقدّم في خَراج بلدات كفرشوبا وشبعا بهدف السيطرة على المرتفعات. ما دفع الإسرائيليين الى حرق الأحراش في المنطقة خوفًا من أي عمليّة هجوميّة للمُقاومة. وبالتزامن تصدى المقاومون للعديد من محاولات تقدّم القوات الإسرائيلية المُتكرّرة باتجاه الأحياء الجنوبيّة والجنوبيّة الشرقيّة لمدينة الخيام بمُختلف أنواع الأسلحة الصاروخيّة والمدفعيّة مُحققين إصابات مؤكدة.
كلّ هذا الاستعراض للجبهة البرية، يثبت أن الاحتلال فشل حتى يومنا هذا، من تحقيق أي إنجاز بري حقيقي، ولذلك لجأ الى تفجير وتدمير العديد من القرى على الحافة، لإخفاء هذا الأمر.
وقد أشارت غرفة عمليات المقاومة إلى ان قوات الإحتلال الإسرائيلية تتجنب التنقل والتموضع ضمن حقول رؤية المُقاومة خشية استهدافها. وأنها عمدت الى استحداث معابر ومسارات غير مرئية، وتعتمد التسلل ليلًا إلى داخل القرى الحدوديّة والانسحاب منها بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتيّة.
كما أشارت الى إن خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الإشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، ومازالت الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المُعدّة مُسبقاً، وهو إنجاز استراتيجي آخر، لا يقل أهمية عما سبقه، ويكشف بأن المقاومة قادرة على الصمود أكثر فأكثر، وتكشف أيضاً فشل محاولات سلاح الجو لتعطيل هذا الأمر، رغم العدد الكبير من اعتداءاته الجوية الهائلة.
القوّتان الصاروخيّة والجوية
أمّا فيما يتعلق بمهام القوة الصاروخية، فقد واصلت استهداف تحشدات جيش الاحتلال في المواقع والثكنات العسكريّة على طول الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة، وصولًا إلى القواعد العسكريّة والاستراتيجيّة والأمنيّة في عمق فلسطين المُحتلّة، بمُختلف أنواع الصواريخ منها الدقيقة التي تُستَخدم للمرّة الأولى. وقد بلغ مجموع عمليّاتها منذ 17-09-2024 وحتى تاريخ الأمس 655 عمليّة إطلاق متنوعة. منها 63 عمليّة خلال الأيام الثلاثة الماضية فقط. وبعمق وصل إلى 105 كلم حتّى الضواحي الشمالية لعاصمة الكيان "تل أبيب".
وبالتزامن واصلت القوّة الجويّة في المُقاومة الإسلاميّة استهداف قواعد الاحتلال العسكريّة من الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة وصولًا إلى عمق فلسطين المُحتلّة، بمجموع عمليّات بلغ منذ 17-09-2024 وحتى تاريخه 76 عمليّة إطلاق لأكثر من 170 مُسيّرة من مختلف الأنواع والأحجام، 11 عمليّة منها خلال الأيام الثلاثة الماضية. وبعمق وصل إلى 145 كلم حتّى الضواحي الجنوبيّة لعاصمة الكيان "تل أبيب".
وأشار الملخّص، بأنه على الرغم من الإطباق الإستعلامي الذي يُمارسه جيش الاحتلال في سماء الجنوب، لا يزال المُقاومون يتمكنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخيّة اتجاه نقاط تموضع جنود الاحتلال حتى عمق الكيان بشكل يومي ومتواصل وعلى مدار الساعة. ولم يتمكن الاحتلال من إحباط أي عمليّة إطلاق من الأراضي اللبنانيّة.
كلّ ذلك يدلً، على أن الكيان قد فشل بالكامل، في تحقيق أحد أهم أهداف عدوانه من "حماية منطقة الشمال" ومنع المقاومة من استهدافها.
نفّذت وحدة الدفاع الجوّي في المقاومة منذ 17-09-2024 وحتى تاريخه، 20 عمليّة إطلاق لصواريخ أرض – جو ضد الطائرات الإسرائيليّة في أجواء الجنوب اللبناني، 4 عمليّات منها خلال الأيام الثلاثة الماضية. لذلك لا يستبعد وفق هذا المسار التصاعدي، أن نشهد في الفترة المقبلة، تطوراً في عمليات هذه الوحدة وربما تحقيق إنجازات غير مسبوقة في تاريخ الصراع.
الخسائر الإسرائيلية
وقد بلغت الحصيلة التراكمية لخسائر كيان الاحتلال، وفق رصد المُقاومة الإسلاميّة منذ بدء المناورة البريّة في جنوب لبنان على الشكل التالي:
_أكثر من 95 قتيلًا و900 جريحًا من ضباط وجنود جيش الاحتلال.
_تدمير 42 دبابة ميركافا، و4 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، وآليّة مُدرّعة، وناقلة جند.
_إسقاط 3 مُسيّرات من طراز "هرمس 450" ومُسيّرَتين من طراز "هرمس 900".
مع الإشارة الى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمن خسائر الاحتلال الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمستوطنات ومدن فلسطين المُحتلّة.
الكاتب: غرفة التحرير