يكابر جيش الاحتلال في تغطية إخفاقاته منذ بدء تراكم الفشل في عملياته البرية، فالجيش المعتاد على الحسم السريع وانجاز المهمات وفق توقيته الدقيق، وجد نفسه يغرق يومًا بعد يوم في سلسلة كبيرة من الصعوبات والمشاكل والتي انعكست على معنوياته وعلى أدائه الشامل كمجموعة وكأفراد.
ويعرف تقييم المعركة بأنه تحديد الفعالية الشاملة لتوظيف القوة خلال العمليات العسكرية، حيث أن الهدف الكلي من الحروب هو فرض الإرادة على الخصم (العدو) عبر تجريده من وسائل دفاعه و/أو هجومه. فإن ذلك، يستلزم دراسة عنصرين متعاكسين من المشكلات الخاصة بمتطلبات تشغيل القوات المسلحة بما يكفل تحقيقها لمهامها بأقل التكاليف والخسائر وهما:
أولاً: نظام بناء وهيكلة القوات الصديقة:
-حجم القوات المراد تشغيلها وتفعيلها
-تكوينها
-تسليحها
-تشكيلاتها
-تنظيمها
ثانياً: معرفة الخصم (العدو) الكلية والجزئية:
ويتطلب ذلك دراسة العناصر التالية:
-دراسة تشكيلات وامكانات الخصم وأساليب قتاله. وقد تبين من خلال قتال أكثر من 30 يوم على الجبهة اللبنانية أن هذا العنصر مفقود أو على أقل التقدير يفتقد كثيراً للمعرفة والدقة.
-دراسة مسرح العمليات وطبيعة الارض، إذا كان العدو قد حقق بعض الانجازات المتواضعة على تخوم الحافة الامامية، فإنه غارق حتى الآن في تحديد طبيعة مسرح العمليات، ويتبين ذلك من مقارنة حجم الخسائر التي يتكبدها العدو. فقد أظهرت الاحصائيات أن 50 % من قتلى جنود الاحتلال سقطوا عند محاولاتهم الاقتراب من عقد المقاومة الصغيرة، وأنه فور الاشتباك يصبح عناصر العدو فاقدين كلياً لمعرفة المكان وهذا يعتبر مقتلاً للقوات المهاجمة التي (يصدف) أنها قوات خاصة نخبوية تدربت لسنوات في جغرافيا شبه متطابقة بالجغرافيا التي يقاتلون فيها اليوم (فلسطين – قبرص – اليونان).
-دراسة المعارك المحلية والتاريخية التي تمت على مسرح العمليات والنتائج والدروس المستفادة من تلك المعارك. وهنا يظهر بوضوح بأن المدرسة العسكرية الصهيونية ما زالت تكرر أخطاءها السابقة بتجاهل خصمها والاستعلاء عليه وهذا مكمن الاخطاء اليومية المتكرة التي يغرق فيها العدو.
-دراسة أساليب العمل والتصرف في مركز قيادة الخصم في مستويات الحرب الثلاثة، وهنا عانى القادة العسكريون الصهاينة من مشكلة مضاعفة حيث أنهم:
-بددوا قبل بداية المعركة بالاغتيال معظم بنك أهدافهم من القيادات التي تدربوا لسنوات طويلة على معرفتها وكيفية التعامل معها ودراسة أساليبها وطرق إدارتها للعمليات.
-أما القيادات الجديدة التي خلفت القيادات التي تم اغتيالها بسلسلة طويلة من عمليات الاغتيال المستهدف، فقد أبدى معظم قادة العدو السياسيين والعسكريين جهلهم بها وبمعرفة تفاصيل بسيطة عنها، وفوجئ العدو بحالة القائد فلان أو فلاناً اللآخر موضوعاً مجهولاً ومغلقاً لكافة اجهزة الاستخبارات فكيف بطريقة تصرفه وتفكيره. كما أن نفس هذه الاجهزة التي كانت تدعي أنها تعرف كثيراً عن اسلوب تصرف وطريقة تفكير قيادة حزب الله تبين لها وحسب اعترافاتها أنها كانت أمام عملية شائكة ومعقدة مما أفقد العدو عنصرية المبادرة والمبادأة التي يخوض معركة لبنان من أجل استعادتهما.
-ويتبع ما سلف عن ضرورة معرفة "العدو" دراسة وتحليل قواعد ومبادئ استخدام الخصم لقواته المقاتلة والقوات المعاونة والعناصر الفنية خلال تاريخ ومراحل القتال المختلفة.
-تقييم أنواع وقواعد اشتباك الخصم وخصائصها والأسلحة الكاسرة التي استخدمها أو قد يستخدمها.
من خلال ما تقدم يمكن تحديد وظيفة عناصرالاستراتيجية العسكرية باعتبارها تطبيقاً لمعايير تقييم الحروب، يعتمد على العناصر التالية:
1. تحقيق الأهداف (المهمة) الكلية أو الجزئية
2. منع العدو من تحقيق أهدافه القتالية
3. تحسين المواقف القتالية الميدانية
4. تدمير القدرات والموارد البشرية والمادية للعدو
5. التأثير على قرارات العدو المستقبلية
6. احباط التهديدات الفعلية والحد من الأخطار المستقبلية
7. تحسين الموقف السياسي الكلي للجبهة المدافعة بما يعني ذلك أيضاً تليين موقف الخصم (العدو) السياسي.
وعلى هامش ذلك يمكن اعتبار تحقيق الأهداف الجزئية للمعارك العسكرية معياراً أساسياً لتحديد نجاح خطط الحرب من عدمها، وذلك بتطبيق التالي:
1- احتلال أرض الخصم والسيطرة على الجغرافيا الخاصة به، في برهة زمنية معينة ولكنها محدودة ، ومن خلال مراحل محددة، مع التأكيد بأن الوقت يلعب دور القيد الأساسي قبل تحقيق الأهداف المنشودة، وإلّا دخل القادة ومقاتلوهم في مربع الخطر والاستنزاف والإطالة التي قد تفضي إلى تغير المواقف وانقلابها من نصر إلى هزيمة، ومن إنجاز إلى إخفاق.
2- تأمين الأرض أو العوارض ذات القيمة الاستراتيجية أو التعبوية، بحيث تَخرج هذه الأرض وتلك العوارض خارج مديات التأثير القاتل لوسائط العدو القتالية بمختلف صنوفها، فلا تعود منصات وقواعد نار العدو تهدد تلك الجغرافيات بما تحويه من بشر وقدرات.
3- السيطرة بوسائط القتال المباشرة وغير المباشرة على جغرافيات مأهولة أو غير مأهولة (فلوات و أراض مفتوحة)، تمنح المُسيطر عليها أفضلية قتالية، وتحسن من موقفه الميداني، و التسبب بحرمان (الخصم) العدو من حرية الحركة والمناورة في المنطقة المسيطر عليها، فيُسلب المبادرة، والروح القتالية، وتستنزف قدراته، ويدفع إلى التخلي عن مطالبه، وتلين إرادته.
4- ترميم وتعزيز التشكيلات القتالية الضرورية لإنجاز وتحقيق الأهداف، فما يوضع من قدرات في بداية المناورة قد لا يكفي للقيام بما هو مُحوّل من مهمات، فيُستنجد بالقريب من القوات، أو بالاحتياطي إذا تطلبت المواقف والمناورات.
1- تقييم العناصر الأساسية للمعركة:
أ- تقييم حركة القوات في المناورات المختلفة داخل ميدان المعركة
ب- تقييم عملية الاشتباك بين الجانبين
وتتوقف نتائج الاشتباكات على عدة اعتبارات تتمثل في الآتي:
-نسبة التفوق النيراني بين الجانبين
-نوع الاسلحة المستخدمة في كل جانب وكفاءة استخدامها
-طبيعة الأرض والاستحكامات وتأثير الطقس على حركة الآليات والمشاة
-نيران الرمي المباشر وغير المباشر (م/د – هاون – صواريخ بعيدة المدى)
-الاشتباكات المرتبطة بالوسائط الجوية (صد ابرارات والانزالات – استهداف الطيران الحربي والمسيّر المعادي – التعامل مع الدرونات واسقاطها)
-الاشتباكات البحرية: (التصدي لعمليات الابرار البحري – منع القوات البحرية من المس بأي أصل من أصول القوات البرية – التصدي لمحاولة فرض حصار اقتصادية من خلال القوات البحرية)
ت- تقييم أعمال الحرب الالكترونية:
وتشمل تقييم المهام المخصصة لوحدات الحرب الالكترونية والسايبر من حيث تمكنها من إعاقة الوسائل الالكترونية المضادة والمعادية أو حرمان العدو من عناصر الحرب الالكترونية الايجابية والتشويش على قواته.
ث- تقييم المعاونة الإدارية والفنية:
-تقييم الأداء والمهام المكلفة بها العناصر الادارية واللوجستية (الدعم واللوجستيك – إدارة الموارد البشرية – وفرة الذخائر والوقود واستعواضهما - الاصلاح والصيانة – النقل – علاج المصابين – تعويض الجرحى والشهداء في ساحات المعركة)
كيف وقع العدو في فخ عدم موائمة متطلبات المعركة؟
وقع العدو في فخ عدم موائمة متطلبات المعركة ومركز صنع القرار وهو صاحب الكلمة الفصل في تحديد سقف ما يمكن للعسكريين في الميدان أن ينجزوه، فرغم أن جيش العدو يبدو أنه مطلق اليد في الحرب إلا أن ذلك غير صحيح. إذ أن الخاتمة ليست بيده بل بيد القيادة السياسية التي تقاتل وتخطط على أساس لا يرتبط بالواقع المطلوب انجازه من خلال تفعيل القوة العسكرية بل من خلال رزمة أمنيات تطمح لها القوى المؤثرة في القرار والمالكة له (نتنياهو وعلى جانبه اليمين المتطرف).
إن واحداً من أهم أسباب إطالة الحروب والنزاعات، وتدحرجها وتفاقم مواقفها، ثم خروجها عن السيطرة، وتكبد خسائر بشرية ومادية لم تكن متوقعة أو ضرورية، هو عدم التفاهم بين أصحاب القرار في الحرب -بشقيهم السياسي والعسكري- على تعريف النصر، ومتى يقال إن المهام قد أنجزت وأن الأهداف قد حُققت. ويشترط اعلان النصر تحقيق يتضمن النموذج الأساسي لعملية معالجة منطقة العمليات القتالية خمس مراحل تسعى لـ:
1- تخصيص وتوجيه القوات المناسبة بالاستعداد المناسب للاشتباكات الناجحة مع الخصم والعدو: جند لهذه المعركة قوات تزيد بأضعاف عن المطلوب حيث عملت في مربع العمليات الذي لا تزيد مساحته 600 كيلومتراً مربعاً (120*5) خمس فرق عسكرية ولم يتمكن طيلة شهر كامل منذ بداية المناورة البرية من حسم أي معركة باستثناء بليدا و كفركلا المتاخمين للحدود فيما ظل يتعرض لجهود المقاومة الدفاعية على مدار الساعة، حيث استطاعت المقاومة أن تجتاز العدو من خلال مربعات في المرحلة الأولى تحولت إلى بقع داخل هذه المربعات. واللافت أنه كلما صغر الاستعداد الذي كان يدافع ويصد العدو وكلما صغرت بقعة القتال زادت شراسة وتأثير الاعمال الدفاعية والتعرضية التي كانت تمارسها المقاومة في (عيتا الشعب – راميا – مركبا – حولا – رب ثلاثين – العديسة – الطيبة - الأطراف الجنوبية لبلدة الخيام).
2- اتخاذ القرارات حول المنهج القتالي المستند على عقيدة قتالية متبناة في المعركة: بدءاً من الاسبوع الثاني، بدأت جهود العدو وخطط عملياته على المستوى التعبوي تتغير كل يوم تبعاً لعمليات المقاومة وبعد الاسبوع الثالث فرض قتال المقاومة على مخططي الحرب لدى العدو القتال المشروط بالاستعدادات الصغرى والمتوسطة من مستوى سرية وحتى مستوى كتيبة القتال، وفق ما كانت تمليه المقاومة التي امتلكت مفاتيح المرونة والمناورة والضرب حيث تفشل وتشوش نشاط العدو.
3- التنفيذ السلس لمراحل الخطة وحسن تشغيل الأسلحة المشتركة في القتال: عانت قوات العدو من مشكلة تنظيم المناورات وفق حرب الاسلحة المشتركة، بدءاً من تباطؤ تنفيذ المراحل وانتظار فرق وألوية لفرق وألوية أخرى حتى تنفذ مهمتها ليتسنى للجهتين أن تنتقلا إلى المرحلة التالية فكانت بعض الالوية تنتظر أسبوعاً حتى تنجز شريكاتها من الألوية الاخرى عملها وحتى على مستوى الفرق، فبعدما تباطأت حركة الفرقتين 36 و146 بشكل كبير نتيجة للمقاومة التي تعرضت لها توقف العمل كله في الجبهات الغربية المترابطة على صعيد مراحل التنفيذ والمهام.
4- إجراء تقييم استخباراتي في أعقاب المعركة لتحديد مدى نجاح أو فشل خطط العمليات: لا يبدو من خلال التردد وإدخال فرق وإخراجها خلال أيام أن العدو قد أجرى بعد تقييماً استخباراتياً لمعاركه ولو أولياً بعد.
5- القطع من قبل القوى المشاركة بالوصول إلى الغايات وتحقيق الأهداف، لم يجزم قادة العدو العسكريين بالانجاز في مناطق العمليات الخمس، لذا فإن فقدانهم اليقين بانجاز الواجب لم يسمح لهم بعد بالقطع بأي انجاز مفيد ولو على المستوى التكتيكي.
مما تقدم إذا أردنا أن نسقط ذلك على جيش العدو وأدائه العام في الجبهة اللبنانية يمكننا تسجيل الملاحظات السلبية التالية:
أ- إن استجابة قوات العدو لتخطيط الأهداف الاستراتيجية وتطبيقها جاء مستعجلاً وكردة فعل في ظل عدد من الظروف القاسية والطارئة التي فرضت نفسها على مؤسسة صناعة القرار لدى العدو نتيجة للآثار الكبيرة لعملية طوفان الاقصى وما تلاها من إسناد فاعل استمر لمدة سنة. وتحول على الساحة اللبنانية إلى عملية استنزاف كبيرة ظهرت مفاعيلها فوراً عندما اطلق العدو عمليته البرية في لبنان قبل 5 ايام من الذكرى السنوية الثانية لطوفان الاقصى. ففي ظل الانكشاف الكبير للكيان المؤقت والوقت القصير (للإنذار والاستعداد) وعدم إمكانية تحديد أنسب الأساليب لاستخدام القوات لمواجهة التهديد المحدد وبدائله استسلم العدو لاستراتيجية "تحقيق الانجازات" كيفما كانت ومهما كان حجمها فسرت في الجيش هذه العدوى على حساب الانجاز العسكري الكبير أي الالتزام بالخطط. وهذا ما ولد اخطاءاً متراكمة فاقمتها عدة عناصر مستجدة فرضتها المقاومة الاسلامية في الميدان نتيجة الاستنزاف المستمر على جميع المستويات (العمى الاستخباراتي – مشاكل الكيان وأهمها مشكلة جهوزية الاحتياط وبعض الاقسام الرئيسية والحساسة في القوات النظامية النخبوية – الأذى المعنوي الكبير الذي أصاب الكيان ككل بعد نجاح عملية طوفان الأقصى ونجاح الجبهات الساندة).
ب- الخلل في تشغيل نظام القيادة والسيطرة العام (على مستوى الكيان الذي دخل مستعجلاً في حالة الحرب على الجبهة اللبنانية مزهواً بتحقيق انجازاته الافتتاحية الثلاث "البايجر " – استهداف قيادة العمليات – اغتيال الامين العام) وهذا ما حد من قيام القادة وهيئة الاركان العامة بمراجعة تنفيذ المهام التي تخصهم وملاءمتها مع خطة الحرب التي اعيد رسمها وتكييفها سريعاً تحت تأثير الرغبة بتحقيق انجازات كبيرة وزاد من المعضلة السقوف العالية للأهداف الكبيرة المرتجلة المستحيلة التي وضعتها مؤسسة صنع القرار لهذه الحرب.
ت- عانت قيادة العدو من معضلة تخطيطية قاتلة تمثلت بعدم إمكانيتها إعادة قراءة خطة الحرب المسماة بـ "اللكمة – punch " وتحليلها بصورة دقيقة وواقعية خاصة ثالوث الحرب على لبنان: هرتسي هاليفي (رئيس الاركان) – اوري غوردين (قائد المنطقة الشمالية) – دان غولدفوس (قائد الفيلق الشمالي وتشكيل المناورة). وكلاهما أي غوردين وغولدفوس قادوا الفرقة 98 ولديهما بصمات في تحويلها إلى قوة الكوماندوس الاكبر في كيان العدو. عموماً لم يكيف القادة الثلاثة بين التخطيط والتنفيذ والنتائج المرجوة من قبل المستويات العسكرية العليا التي ستنفذ الخطة وخصوصاً قادة الأسلحة المشتركة المفترض أن تنقل هذه الخطة التي صيغت بعقلية "نظرية" عبرهم إلى الميدان العملي الواقعي فعادة ما تصاغ خطط الحروب وفقاً لعدة عوامل (استخبارية – عسكرية – ميدانية – مبادئ التشغيل المطلوبة – المسار – المراحل – تقييم النتائج – والمرحلة الهائية) ويجري التدرب عليها حقيقياً في ميادين افتراضية حتى إتقانها من كل مستويات الجيش مع اعطاء هامش لتحولات أو مفاجآت أعدها الخصم في مراحل التشغيل الثلاث (الاستراتيجية – التعبوية – التكتيكية). وهنا تكمن المشكلة التي واجهها قادة العدو العسكريين في حرب لبنان بأنهم فشلوا في كيفية تحويل النظري من خططهم إلى التطبيق العملي وبرز من بعض المعارك التي خيضت في مثلث الموت (عيتا – رامية – القوزح) و مربع الموت (عديسة – رب ثلاثين – الطيبة – مركبا) ومعركة الخيام أن قادة العدو أيضاً باتوا يفتقرون حتى للتفكير الابداعي وصياغة بدائل تكتيكية وتعبوية (عملياتية) لتدارك الأخطاء وترميم الفشل الميداني تلو الآخر مما جعل المقاومة الاسلامية تكسب الجولة الأولى بـ 6 اشتباكات كبيرة و17 اشتباك متوسط أو صغير. وستستمر هذه المشاكل المتراكمة عبر لبنان وغزة عنواناً لاخفاقات فعلية في العقيدة العسكرية وأنظمة التشغيل وطرائق القتال طالما استمر العدو في قتال غير مبني على الاستفادة العملية من الدروس المستفادة كما حصل في لبنان بين 1-10-2024 و1-11-2024.