في التغطية الإخبارية للحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، أين تتشابه بي بي سي مع مثيلاتها من المحطات الغربية وأين تختلف؟ الشبكة الأقدم والأكثر خبرة وتجربة، تعدّ مدرسة إعلامية بحدّ ذاتها، على الرغم من أن لبنان ليس ضمن أولوياتها الإخبارية على الدوام، حيث الأولوية في الأسابيع الأخيرة لأخبار الانتخابات الأميركية وصراع هاريس وترامب، وأخبار متنوعة من الصين واليابان والهند، والشرق الأقصى.
في تغطية بي بي سي لأخبار الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، يلاحظ المتابع تحرّيات صحافية دؤوبة للوصول إلى المعلومات، ليس هناك تفاهة في الصياغات التحريرية كتلك التي يبثّها الإعلام الألماني مثلاً، حين يغرف معلوماته عن حزب الله والمقاومة من خلال ما يقوله الكيان الصهيوني وليس من خلال الوقائع على الأرض، أو حين يستعمل مصطلحات ساذجة.
العمل الميداني على الأرض، هو ما يميّز هذه الشبكة التي أدانها "حزب الله" ودعا لأخذ تدابير قانونية ضدها، بسبب دخولها مع فرقٍ إعلامية ٍأجنبيةٍ إلى الأراضي اللبنانية برفقة جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي انتهك السيادة اللبنانية.
لا يوجد قنوات إعلامية تعاطت بإنصاف مع الحق الفلسطيني، فلم تجرأ محطة أوروبية أو أميركية على إدانة الجانب الإسرائيلي، على الرغم من المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي يومياً، تحت نظر العالم ومسمعه. تناولت بي بي سي الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة بما يسمّى الموضوعية والحيادية، وهي تسميات لا تصح أبدا مع أي موضوع تكون (إسرائيل) طرفاً فيه، لكنه السياق التاريخي والسياسي الذي يحرّك دول الاستعمار وأدواتها، فما بي بي سي إلاّ الإذاعة البريطانية التي لن تخرج من إطار بلدها ولن تحيد عن سياساته.
يتناول التحليل التالي قراءة في التغطية الخاصة التي أولتها الشبكة لموضوع الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان خلال شهري أيلول وتشرين الأول من العام 2024، ويمكن القول إن بي بي سي تصّوب على الكيان الإسرائيلي وتفضح جرائمه بحق اللبنانيين والفلسطينيين، وإن كانت تاريخياً معروفة بتبنّيها لمواقفه أو الدفاع عنه. في خريف 2024 تناصر هذه الشبكة -إلى حدّما- قضايا الإنسان المفجوع بأفعال الهمجية الإسرائيلية، تضع سرديات قانونية، تعلي الصوت أمام الهيئات العالمية والحقوقية والأممية، فهل بدأت الحقائق تنكشف أمامها؟ وهل كان الصراع العربي الصهيوني يحتاج إلى 80 عاماً من الجرائم المستمرة حتى يصدّق البعض أكاذيب الصهاينة؟
الغارات الإسرائيلية والنزوح
- تتناول المحطة أخبار الغارات الإسرائيلية على بيروت بتغطية إخبارية محضة -وهذه بكل الأحوال وظيفتها الإخبارية- في بعض المقالات يكون الحسّ الإنساني معدوماً ومفقوداً، وفي تغطيات أخرى ترتفع جرعة الإنسانية، وقد يكون تفسير ذلك عائداً إلى شخصية المراسل نفسه، والى اتجاهاته السياسية ونظرته الخاصة للأمور. فلبنان ليس إلا اسماً لبلدٍ شرق أوسطي يشهد نزاعاتٍ مسلّحة. تنقل كمثال: (تأتي الغارات الجوية على بيروت بعد نوع من الضمانات بأن إسرائيل ستخفف من التصعيد/ أسفرت ضربتان في منطقة مكتظة بالسكان بالقرب من وسط بيروت عن مقتل 22 شخصا. وانهار مبنى بأكمله/ جاء الهجوم دون سابق إنذار فلم يصدر أي تعليق من جانب الجيش الإسرائيلي).
- تناولت المحطة موضوع تهجير السكّان من الجنوب والبقاع، فتحدّثت عن "أوامر الإخلاء لعشرات القرى وتأثّر البلاد ونزوح أكثر من مليون شخص"، وعرضت صوراً من شاطئ بيروت للناس الذين نصبوا الخيم على الأرصفة.
- خصّصت في كل يوم إحصاءً بالأرقام للشهداء والجرحى في لبنان، بالطريقة نفسها التي يحصي العالم فيه أرقام الشهداء والجرحى في قطاع غزة. (نقلاً عن المصادر الرسمية في وزارة الصحة).
- أعادت بي بي سي نقل الرواية الرسمية الإسرائيلية حول الأعمال الحربية، مثلاً: "قالت إسرائيل إنها قصفت مستودعاً تحت الأرض يستخدمه حزب الله لتخزين الأسلحة. وفي الوقت نفسه، قالت إن 50 صاروخاً أطلقت باتجاه مدينة صفد في شمال إسرائيل خلال الليل".
- لا يمكن نكران الاتجاه الإنساني في بعض اتجاهات التغطية الإعلامية في بي بي سي (وهو اتجاه لم يُلحظ أبدا لدى cnn أو صوت ألمانيا). برّزت القناة قصصاً إنسانية بصبغة قصصية متعاطفة إلى حدّ ما. قدّمت صورة المواطن اللبناني ضحية صواريخ الهمجية الإسرائيلية (تقرير الأب اللبناني عن إصابة طفلته بحروق بعد سقوط صاروخ إسرائيلي قربها في يوم 23 سبتمبر/أيلول حين بدأت إسرائيل قصفاً مكثفاً لجنوب لبنان، ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أمراً محدداً بإخلاء المنطقة. تعاني الطفلة ذات العامين من حروق من الدرجة الثالثة في جسدها ورأسها/ عدة تقارير عن مجزرة الجناح مقابل مستشفى رفق الحريري ومقابلات مع ذوي الضحايا/ مقابلات مع النازحين).
- أنتجت بي بي سي تقارير وتحقيقات متعددة عن "الضواحي التي تتحمل العبء الأكبر من الضربات الإسرائيلية على بيروت" فوصفت أحوال الناس والنازحين والمصابين بسبب الغارات الوحشية وتحدّثت عن الضحايا والأبرياء وعدم التحذير غالباً من قبل الإسرائيليين، فأشارت إلى إن القانون الإنساني الدولي يتطلب تحذيراً مسبقاً فعّالاً، قبل أي ضربة قد تؤثر على المدنيين، وقد وجدت بي بي سي أدلة على ضربات إسرائيلية متكررة ضد الضاحية وبيروت حيث لم يتم إصدار أي تحذير. وفي الحالات التي صدرت فيها تحذيرات، تم إرسال بعضها قبل ثلاثين دقيقة فقط من الضربة، وأحياناً في منتصف الليل.
- ملاحظة: اعترفت بي بي سي وكتبت أن حزب الله "رفض طلبات من هيئة الإذاعة البريطانية للسماح له بالدخول إلى الضاحية الجنوبية لإجراء القصة، ورؤية الأضرار التي أحدثتها القنابل".
- ركّزت بي بي سي في مقالات وتحقيقات متعددة (سواء في لبنان أو غزة) على أن جزءاً كبيراً من الضحايا، هم من المدنيّين (لا يوجد حزب الله هنا، قالت المرأة الحزينة. نحن جميعا مدنيون).
- في المشاهد التي تحتوي على مناظر الأشلاء والدم والموت والدمار، تضع بي بي سي الملاحظة التالية: يحتوي على بعض المشاهد المزعجة.
- في تغطيتها لحادثة قتل ثلاثة صحافيين لبنانيين في غارة إسرائيلية على بيت للضيافة في حاصبيا، نبشت المحطة كل التفاصيل المتعلقة بالحادثة. تحدّثت بتعاطفٍ عن "اثني عشر صحافياً من سبع مؤسسات إعلامية، حيث تقف في الساحة سيارات تحمل العلامة الواضحة للصحافة. ذكرت أنّ الصحافيين أبلغوا الجهات الرسمية أن المنزل يستخدم كمأوى للصحافيين، لكن الجيش الإسرائيلي زعم أنه استهدف مبنى لحزب الله. الأسقف انهارت عليهم، كانوا محاطين بالركام والغبار، مع صوت الطائرات المقاتلة في السماء".
- حين قام العدو الصهيوني بقصف الأحياء العمرانية في مدينة صور، أشارت المحطة إلى أن "إسرائيل تقصف مدينة صور اللبنانية بالقرب من موقع أثري روماني قديم"، ثم نشرت صور التدمير الهائل بآلاف الأطنان وكتبت عنواناً: "حي كامل تم تدميره في غارة جوية إسرائيلية". في الغارة الهمجية والمفاجئة على منطقة مستشفى رفيق الحريري في الجناح، قدّمت بي بي سي تقريراً مطولاً عن المكان الذي "تراكمت فيه الأنقاض"، وعن المواطن الجالس على "كومة من الأنقاض الخراسانية والمعدنية" بعدما خسر أفراد عائلته وأحفاده، من دون أن ينسى معدّ التقرير أن يتحدّث عن الحفّار وعشرات الرجال الذين يعملون بالحفر للبحث عن الجثث تحت الأنقاض.
- شاركت بي بي سي في جولة الإعلاميين على مستشفى الساحل، بعدما زعم أفيخاي ادرعي المتحدّث باسم العدو الإسرائيلي، أن الطوابق السفلية من المستشفى ترتبط مع أنفاق يخزّن فيها حزب الله المال والذهب. فقدّمت فيديو مصوّراً، قامت خلاله مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أورلا جورين بجولة في المستشفى، بما في ذلك الطابقين الأول والثاني تحت الأرض، حيث أظهرت عدم صدقية المزاعم الإسرائيلية.
الدعم الأميركي للكيان المؤقت
تسوّق بي بي سي على غرار قنوات إعلامية كثيرة (عربية وأجنبية) للدعم العسكري والعتاد الحربي الذي تقدمه أميركا للكيان المؤقت، إذ تحدّثت بإسهاب عن مكونات النظام المضاد للصواريخ المتقدمة، التي وصلت إلى الكيان المؤقت. كتبت بي بي سي: "هو نظام يهدف إلى مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها سيكون جاهزا للعمل في المستقبل القريب. إن النشر السريع لهذا النظام الصاروخي "ثاد" مع حوالي 100 فرد أميركي لتشغيله، يوضح التزام واشنطن العسكري المستمر تجاه إسرائيل، إذ يشكل جزءاً من الدرع الدفاعي الإسرائيلي في حال تصاعد الصراع مع إيران، وتذكير بمدى اعتماد إسرائيل على الدعم العسكري الأميركي".
تغطية أخبار الكيان الإسرائيلي المؤقت
تبدو بي بي سي بطبيعة الحال، مهتمة بمتابعة تفاصيل كثيرة تحدث داخل المجتمع الإسرائيلي، فبموازاة تغطية الأنشطة القتالية والمعارك العسكرية، نقلت المحطة تقريراً حول زيارة قام بها الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ إلى مدينتي حيفا وكريات بياليك، ليزور جنوداً أصيبوا في غارة الطائرة المسيّرة في قاعدة الجيش، حيث نقلت عنه تحذيره لبنان من أنه "يدفع الثمن" بسبب تصرفات حزب الله، الذي "يهدد حيفا والمناطق المجاورة لها على الدوام". ليس هذا فحسب، بل سوّقت المحطة حرفية كلامه حين قال: "يجب على العالم أن يفهم أننا عرضنا مراراً وتكراراً التوصل إلى حل ودّي على الحدود مع لبنان، لكن للأسف رفض حزب الله مراراً وتكراراً، أقول للشعب اللبناني: بدلاً من حياة جيدة ولائقة لبلد كان في يوم من الأيام فخر الشرق الأوسط، لبنان، أنتم الآن تدفعون الثمن، والثمن يصبح أثقل فأثقل". (هذه سردية جديدة بدأ الإعلام الغربي الحديث عنها، حيث ذكر دونالد ترامب الموضوع نفسه بالنسبة لقطاع غزة، قال ترامب ما معناه إن أهل غزة لديهم أجمل إطلالة بحرية وساحلية وكان بإمكانهم أن يكون بلدهم رائعاً جداً).
- الصفعة الإعلامية التي وجّهتها بي بي سي إلى سياسة الكيان الصهيوني برزت مع تسويقٍ لكلام مستشارٍ أمنيٍ إسرائيلي سابق (عيران عتسيون)، قال لـ بي بي سي إن على جنود الجيش الإسرائيلي رفض الأوامر التي قد تشكل جرائم حرب. وهذه بالتأكيد جرأة في الطرح وجرأة في النقل وتعميم الفكرة. (فيرغال كين، مراسل خاص ضمن تقرير من القدس 23 أكتوبر 2024/ حوار مع عيران عتصيون).
- عرّفت بي بي سي بعيران عتسيون: شخص خدم في عهد أربعة رؤساء وزراء إسرائيليين وكان نائباً لرئيس مجلس الأمن القومي في البلاد، كان حكمه محل ثقة على أعلى مستويات الدولة، منتقد دائم لرئيس الوزراء نتنياهو، وشخص أكسبته سنوات خدمته العامة احتراماً واسع النطاق. يحذر الآن من أن الجيش الإسرائيلي ربما يرتكب جرائم حرب في شمال غزة، لذلك يقترح أن يرفض الضباط والجنود الأوامر غير القانونية. "يجب عليهم أن يرفضوا. إذا كان من المتوقع أن يرتكب جندي أو ضابط شيئاً قد يشتبه في أنه جريمة حرب، فعليه أن يرفض. هذا ما كنت لأفعله لو كنت جندياً. وهذا ما أعتقد أن أي جندي إسرائيلي يجب أن يفعله".
- هناك نقمة واضحة على الإبادة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي خصوصاً في قطاع غزة. تحدّثت بي بي سي مع البروفيسور فيليب ساندز كيه سي مكالمة فيديو وهو محامٍ متخصص بجرائم الحرب، فقال: "إن إسرائيل تنتهك القانون الدولي". "طلبنا من جيش الدفاع الإسرائيلي إجراء مقابلة، فقالوا إنه لم يكن هناك متحدث رسمي متاح اليوم، وأحالونا إلى بيان سابق جاء فيه إنّ الجيش الإسرائيلي سيواصل التصرف، كما فعل دائماً، وفقاً للقانون الدولي".
حزب الله
لم يرد ذكر حزب الله والمقاومة خلال تغطيات بي بي سي مقروناً بالخطابات التحريضية أو اللغة الشامتة، في حادثة الغارة التي استهدفت تجمعاً للصحافيين، أو في استهداف الأبنية والغارات، أو في موضوع مستشفى الساحل، لا تسوّق المحطة للقصص الكثيرة التي يتداولها الإعلام الغربي عن حزب الله، لغتها الإعلامية جدّية، لا تهاجم الحزب ولا تستعمل توصيفات غير صحيحة. تكتفي بالصياغات الإخبارية مثل:
- قال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل ثلاثة أعضاء من قوة الرضوان التابعة لحزب الله اللبناني، نقلوا إلى إسرائيل للتحقيق/ تم العثور على بئر تحت الأرض داخل مبنى يستخدمه حزب الله/ قالت جماعة حزب الله إنها استهدفت جرافات ودبابة إسرائيلية بالقرب من الحدود.
- في خبر آخر نقرأ مثلا: قامت القوات بمحاصرة المبنى الذي كان يتحصن فيه ثلاثة إرهابيين من قوة الرضوان/ على أي أساس يصبح أصحاب الأرض إرهابيين؟ ما المعايير التي تبني عليها بي بي سي ي تعريفاتها الاصطلاحية؟ ثمة ترجيحات هنا، بأن المحطة على الأغلب تنقل الخبر مترجماً عن الإعلام العبري فتورده بصياغته الأولى حسب التعميم الإسرائيلي، أو أن محرّر الخبر يكون من مؤيدّي العدو الإسرائيلي.
- نقلت بي بي سي عن نائب زعيم حزب الله، أنه وعد بتحقيق النصر النهائي ضد إسرائيل، ودعا إلى الصبر، محذراً من أن إسرائيل ستعيد تشكيل لبنان والشرق الأوسط على نطاق أوسع إذا هزمت حزب الله. وقال إن لبنان وفلسطين لا يمكن فصلهما – وكانت هناك تكهنات بأن حزب الله قد يكسر تضامنه مع حماس ويسعى إلى وقف إطلاق النار بعد أن خسر الكثير من قياداته بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية.
- قامت بي بي سي بنقل تحقيق أجرته وكالة فرانس برس من مكان الغارة الإسرائيلية التي استهدف قضاء زغرتا في الشمال اللبناني (أيطو)، حيث دمّر العدو الإسرائيلي مبنى من ثلاث طوابق على رؤوس ساكنيه النازحين من إحدى القرى الحدودية. ليس من المألوف أن تقوم شبكة إخبارية عالمية بنقل جهود إخبارية أو تغطيات قامت بها شبكة زميلة، بالتالي لم يكن نقلها بريئاً في هذا السياق). أعادت بي بي سي الكلام الوارد في التقرير، حيث تحدثت فرانس برس إلى سكان قرية أيطو الذين اتهموا حزب الله بتحويلهم إلى هدف. وقالت إحدى السيدات: "من سألوم إلا حزب الله؟ من جرّنا إلى الحرب إلا هم؟ هم جرّونا إلى هذه الحرب التي لن تنتهي". وقال مواطن آخر إنه لا يريد أن يستقبل المجتمع المزيد من النازحين من الجنوب. "بالنسبة لنا ولقريتنا، ربما لن نرحب بأي نازحين بعد الآن. وأعتقد أن القرويين الذين استقبلوا النازحين سيطلبون منهم المغادرة. لقد جر لبنان إلى الحرب، وهذه الحرب لا نهاية لها".
باختصار: تراوح بي بي سي في تغطية الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة، بين الموضوعية والحقائق الميدانية، وبين السرديات الإسرائيلية التي لم توفّر أي جهد لنشر مواقفها. لكن تغطيتها للجانب المجتمعي والإنساني، والمجازر الهائلة والمروّعة في كلٍ من لبنان وغزة، يبدو خروجاً على المألوف التاريخي للإعلام الغربي، ولو أنه خروج متزحزح ومتدرّج، لكنه أفضل من الأداء السابق الذي كان يتبنّى المواقف الصهيونية، ويغضّ الطرف عن كل ما يُرتكب بحق الفلسطينيين.