الثلاثاء 27 تموز , 2021 05:11

أمريكا تنسحب من العراق

بايدن و الكاظمي

كما كان متوقعاً، فقد وقع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "جوزيف بايدن" ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اتفاقا بالأمس الإثنين، يعلن رسمياً إنهاء المهمة القتالية للقوات الأمريكية في العراق، بحلول نهاية العام 2021، لكن ستبقى هذه القوات تعمل هناك، في دور استشاري.

ويأتي هذا الاتفاق في مرحلة حساسة يمر بها العراق، حيث تشهد القواعد الأمريكية فيه تصاعداً في عمليات المقاومة، كان آخرها استهداف قاعدة الحرير بطائرة مسيرة. لذا فإعلان هذا الاتفاق يعكس الواقع على الأرض، بأن فصائل المقاومة قد أجبرت أمريكا على الانسحاب، أكثر من أنه يعكس تحول كبير في سياساتها.

ومن جهة أخرى، يواجه الرئيس الكاظمي وحكومته تحديات كبيرة، أشدها توجه بعض الكتل نحو إقالته في البرلمان، لكثرة الأخطاء والأزمات والكوارث التي أصابت العراقيين في الأيام الماضية، والتي تدل على عدم كفاءة الكاظمي ووزراءه.

تحالف الفتح يرحب

وقد رحب تحالف الفتح النيابي المقرب من الحشد الشعبي وفصائل المقاومة، اليوم الثلاثاء، بما حققه رئيس الوزراء الكاظمي من اتفاق. حيث رحب في بيان له "بما حققه المفاوض العراقي من إنجاز بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام"، مؤكدا أنها تشكل خطوة إيجابية متقدمة، باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة. ومعرباً عن أمله من المسؤولين في الدولة العراقية، بمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بشكل عملي.

لذا وبعد إصدار التحالف لهذا البيان، فإن عمليات المقاومة قد تتوقف حالياً، لإعطاء الفرصة والبدء بسحب الجنود، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. وفي حال لم تلتزم الولايات المتحدة بمضامين هذا الاتفاق، عندها سنشهد بالتأكيد عودة لعمليات المقاومة، وربما بزخم وقوة أكبر.

أفول أمريكا من منطقتنا بات واقعاً

يأتي الإعلان عن هذا الاتفاق، بالتزامن مع استمرار عملية الانسحاب الكامل من أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عامًا من احتلال هذا البلد، وبعد ما يقرب من 18عاماً من احتلال العراق.

هذه الحروب كشفت عن عجز أمريكا، في تحقيق مصالحها بواسطة القوة العسكرية في منطقتنا. كما أنها لم تتمكن بواسطة أساليب الحرب الناعمة أيضاً، أو من خلال إثارة الخلافات السياسية الداخلية، من تحقيق نجاح مشروع الفوضى الخلاقة، وفرض التقسيم الطائفي والمذهبي، وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد. لذا فإن فرض هذه الانسحابات عليها خلال أشهر فقط من هذا العام، رغم إنفاقها لمبلغ 7 ترليون دولار، دون أن تستطيع تحقيق هدف أو إنجاز استراتيجي واحد، إضافة للعديد من الشواهد الأخرى. كل هذا الأمور تعني أنها فعلاً باتت تعيش في مرحلة الأفول.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور