سيطرت حركة طالبان على أفغانستان، وغنمت كل ما كان للقوات الأميركية طيلة الـ 20 عامًا تقريبا داخل البلاد، بما في ذلك الأسلحة والأموال والعتاد، وهذا ما أثار العديد من التساؤلات حول كيفية تعاطي الحركة مع هذا "الإرث" الذي تركته واشنطن وهي تهرب من مطار كابل.
صحيفة "واشنطن بوست" أشارت في مقال لها إلى "قلق خبراء من أن الجماعة المتطرفة ستكون مسؤولة الآن عن تكنولوجيا متطورة، بما في ذلك الأجهزة البيومترية التي يستخدمها الجيش الأمريكي لتحديد الأفغان، الذين ساعدوا الأمريكيين والحلفاء".
وأكدت انه "مع وصولها إلى السلطة استولت حركة طالبان على عدة ملايين، وربما مليارات الدولارات من المعدات العسكرية الأمريكية، التي كانت في السابق مملوكة للقوات الأفغانية. وظهرت لقطات من المناطق التي استولت عليها الحركة العديد من المقاتلين وهم يحتفلون بالسيطرة على بنادق ومدرعات أمريكية الصنع وحتى طائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة من نوع بلاك هوك".
وتابعت الصحيفة "ما حدث صفقة مثيرة للإعجاب لمجموعة تم اعتبارها ذات يوم عصابة من سكان الريف عندما ظهرت في التسعينيات، ولكن على الرغم من تفسيراتها المتشددة للإسلام ورفضها الكثير من "المجتمع الحديث"، فقد أظهرت طالبان مرونة عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا، وكما أنها نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، وعناصرها ليسوا غرباء عن المعدات العسكرية الأمريكية".
واشنطن معرضة لمزيد من الإحراج إذا استخدمت طالبان الأسلحة الأمريكية
الخبير في شؤون أفغانستان بجامعة ستانفورد، روبرت كروز، قال: "لقد استخدمت طالبان بالفعل معدات عسكرية متطورة استولت عليها من قوات الأمن الوطنية الأفغانية في السنوات الأخيرة، لقد استخدموا كل شيء من نظارات الرؤية الليلية والمناظير إلى بنادق القنص والمدرعات والمدفعية".
وعلى الأقل، يعتبر الاستحواذ على التكنولوجيا انتصاراً رمزياً لطالبان، التي قاتلت لعقود بأسلحة بسيطة وعاشت في ظل الخوف من القوة الجوية الأمريكية والقوة التكنولوجية، ولكن الخبراء قالوا إن اللقطات لها آثار عملية ايضاً.
وبحسب ما ذكر آدم تايلور -كاتب المقال- فإن: المستشار في مجموعة الأزمات الدولية والخبير في شؤون طالبان، إبراهيم بحيس، قال "إن الجماعة تعرف قيمة الأسلحة المتطورة للغاية، لافتًا إلى أن الجماعة كانت تدير قوة جوية محدودة خلال فترة حكمها الأول في كابول في التسعينيات، وأضاف بحيس أنّ الملا يعقوب، رئيس اللجنة العسكرية لطالبان ونجل مؤسسها محمد عمر، دعا قادة الظل في الجماعة علناً إلى حماية المطارات.
وبالنسبة إلى طالبان، يمكن أن تكون التكنولوجيا الأكثر فائدة هي التكنولوجيا المنخفضة، وليست دائماً تلك المصنوعة في الولايات المتحدة، ولكن قدرتها الفائقة قدرة على استخدام مدفعية هاوتزر والكثير من المعدات يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الإحراج لواشنطن".
فيما كشفت الصحيفة "أن المعدات الأمريكية هي مخلفات مشروع ضخم لتعزيز قوات الأمن الأفغانية كلفته 83 مليار دولار، وفقا لمكتب المفتش العام، الذي قال إن القوات المحلية كانت تمتلك أكثر من 40 طائرة مروحية أمريكية من طراز “إم دي-530-30” قبل أن تستولي عليها طالبان، وكان هناك ايضاً أكثر من 23 طائرة هجومية".
المصدر: واشنطن بوست
الكاتب: غرفة التحرير