على هامش مؤتمر "آسبن" للأمن القومي، صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال "مارك ميلي" بالقول" بأن أيام السيطرة الأمريكية تنتهي، ندخل عالم ثلاثي الأقطاب، مع ظهور روسيا والصين كقوى عظمى. العالم متعدد الأقطاب معقد، ويزيد الأمر تعقيدا التكنولوجيا. هذا يعني أن العالم لم يعد مستقر استراتيجيا كما كان". كاشفاً عن التحديات الأساسية التي تواجهها بلاده وهي الصين وروسيا من جهة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وكوريا الشمالية من جهة أخرى، إضافة لما سماه بتحدي الإرهاب.
وأضاف الجنرال "ميلي" أن العالم يشهد واحداً من أكبر التحولات في القوة الجيوستراتيجية العالمية التي شهدها على الإطلاق، وهو التغيير الأساسي في طبيعة الحرب. هذا التغيير يشهد دخول الروبوتات والذكاء الاصطناعي والذخائر الدقيقة ومجموعة متنوعة من التقنيات الأخرى، التي تؤدي مجتمعة إلى تغيير جوهري في شكل الحرب، والتي إن لم يتمكن الجيش الأمريكي من صنع تغيير جوهري بنفسه خلال السنوات العشر إلى العشرين القادمة، فسيكون في الجانب الخطأ من الصراع (المهزوم) وفق آراء "ميلي".
وإذا أضفنا ما قد صرح به "ميلي"، على ما قد كتبه المنظر السياسي الأمريكي "فرانسيس فوكوياما" في مقال نشرته له مجلة "ايكونوميست"، حول نهاية الهيمنة الأمريكية، وابتعاد العالم أكثر فأكثر عن الأحادية القطبية. عندها ندرك أن مصطلح "أفول أمريكا" الذي أطلقه قائد الثورة الإسلامية الامام السيد علي الخامنئي، بات يراه العديد المفكرين والشخصيات في أمريكا.
العلامات على أفول أمريكا وفق الإمام الخامنئي
منذ 3 سنوات، نبه الإمام السيد علي الخامنئي في خطاب له، الشخصيات والمكونات التي تميل الى خيار التصالح مع أمريكا، بأنهم يرسمون عبثاً خطة فاقدة لأي أساس أو ركيزة، لأنها تتجه نحو الأفول.
وعدد الامام الخامنئي عدة علامات لهذا التوجه نحو الأفول:
1)معارضة غالبية شعوب العالم، للكثير من قرارات أمريكا. فالشعوب في مختلف دول العالم باتوا مدركين لانتهازيتها وطمعها بثرواتهم، إضافة الى أن الكثير من الدول التي تعد من أقرب الحلفاء اليها، باتت تتملص من توجهات الإدارة الامريكية في العديد من الملفات.
2)عجز أمريكا عن التأثير في مطالبات الشباب الإيراني بالاستقلال. ونستطيع هنا إضافة الكثير من شباب المنطقة، لا سيما المنضويين في حركات المقاومة، الذين باتوا يشكلوا العائق الأكبر أمام تحقق هيمنتها.
3)معارضة مختلف الحكومات لقراراتها مثل: الصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، الهند، دول افريقية، دول أمريكا اللاتينية.
4)اهتراء القوة الناعمة لها في التأثير على قرارات الدول الأخرى، وهذا ما يؤكده الكثيرر من عماء الاجتماع أيضاً.
5)إصابة القوى البشرية في أمريكا بالاكتئاب والتردد.
6)استعانة الدولة الامريكية بالشركات الإجرامية من أجل تنفيذ مخططاتها كشركة بلاكووتر وغيرها.
7)انهزامها في العديد من البلدان: سوريا، العراق، لبنان، أفغانستان، باكستان.
8)إنفاقها في منطقة غرب آسيا فقط 7 ترليون دولار دون أن تستطيع تحقيق أي نتيجة أو مصلحة أو هدف.
9)تخطي ديونها سقف الـ 15 ترليون دولار.
10)عجز ميزانيتها يقدر بـ 800 مليار دولار.
الكاتب: غرفة التحرير