يعود الرئيس السوري بشّار الأسد الى وسط المعادلات الدولية، وتخرج سوريا بانتصار استراتيجي أعاد خلط أوراق التحالفات العربية، فمن قاطعها لسنوات نزولاً عند الاملاءات الامريكية – الإسرائيلية، يستعجل الزيارات الى دمشق وفتح الخط الدبلوماسي من جديد حيث كانت الامارات السبّاقة في زيارة وزير خارجيتها عبد الله بن زايد لـ "وصل الجسور المقطوعة"، وكان قد سبقها لقاء رباعي مشترك ضمّ كل من سوريا ولبنان والأردن ومصر لبحث استجرار الغاز المصري الى لبنان عبر الأراضي السورية.
وذلك بعد أكثر من إحدى عشر عاماً من مشروع الولايات المتحدة بإدارة الحرب على دمشق ورئيسها بشار الأسد، وكان الكيان الإسرائيلي الشريك الأساسي فيها كما أحد الأذرع التنفيذية من أجل "أهداف" عامة مرتبطة بواشنطن، بالإضافة الى طموحاته "منع تعاظم قدرات محور المقاومة" لما تشكّله من تهديد جدّي على "وجوده وأمنه".
وكان الكيان الإسرائيلي قد راهن على استراتيجيات عديدة وأهمها "المعركة بين الحروب" التي مرّت بعدة مراحل: من 2011 وحتى عام 2013، كانت لتمهيد الأرضية عبر دعم الجماعات الإرهابية مالياً واستخباراتياً ولوجستياً، ثمّ انتقلت عام 2016 الى محاولات قطع إمدادات محور المقاومة "بالسلاح الكاسر بالتوازن"، وتمدّد هذه الاستراتيجية في جولة حتى العام الحالي 2021 ويدّعي فيها الكيان "منع التموضع الإيراني في سوريا".
ولجأ كيان الاحتلال الى مثل هذه الاستراتيجيات لإدراكه عجزه عن شنّ حرب شاملة غير محسومة النتائج والتداعيات.
وفي قراءة لمسار الأحداث طوال العقد الماضي، يتبيّن الفشل الإسرائيلي من تحقيق الأهداف يقابله تنامي قدرة محور المقاومة في تقييد الإسرائيليين وتثبيت معادلات توازن ردع بالإضافة الى موازين قوة جديدة أوقفت استراتيجية الاحتلال عند الكثير من المطبّات. وكما شكّل دخول روسيا الى جانب سوريا والرئيس الأسد عاملاً إضافياً داعماً، وعقبّة مهمة أمام كيان الاحتلال، مما أدّى الى تغيّر في قواعد الاشتباك.
وفي هذا الملف المرفق، دراسة توثيقية تستعرض تفاصيل محطات الحرب الأساسية والمفصلية التي أدارها الإسرائيلي بشكل مباشر، وكيف أخفق فيها، بالإضافة الى شهادات الهزيمة في سوريا بتصريحات مسؤوليه العسكريين والأمنيين.
الكاتب: خليل نصر الله