لا تزال قضايا الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أحد أبرز مواضيع الشارع الفلسطيني، فالهجمات التنكيلية والحرمان من الحد الأدنى من الحياة الإنسانية والآدمية وما يقاضيه الاسرى يومياً من سياسات التعذيب ووحشية التفتيش والتحقيقات، بالإضافة الى سياسة الإهمال الطبي بحق العديد من المرضى الذين يعانون من حالات صحية خطرة وجدية، وكذلك معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها المعتقلون الاداريون لأكثر من مائة يوم لانتزاع حرّيتهم وسط تدهور وضعهم الصحي، شكلّت أهم حملات التضامن والاسناد الشعبي.
ومنذ يومين نُقل الأسير المسن فؤاد الشوبكي الى مستشفى "سروكا" نتيجة وضع صحي حرج، ما أثار إعادة المطالبات باطلاق سراحه، اذ يعتبر الشوبكي البالغ من العمر 82 عاماً "شيخ الاسرى والمعتقلين" لإنه الأكبر سناً من بين كل الاسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية كافة، وهو محكوم بـ 20 عاماًن وكان الاحتلال قد اعتقله بعد اقتحام وحداته لسجن "اريحا المركزي" في 14آذار لعام 2006، بعد أن اقتحمت سجن أريحا الفلسطيني.
الوضع الصحي في السجن
وبحسب عائلته، فان الأسير الشوبكي يعاني من أمراض كثيرة أخطرها سرطان البروستاتا، وهناك شكوك أيضا في كتلة سرطانية فوق الكلى وقد شق بطنه لمتابعتها ولم يشف الجرح حتى اليوم. وكذلك يعاني من جفاف في عينيه وقد أجرى عملية في مؤخرا، بالإضافة الى مرض الضغط.
كما تشير أوساط محاميه ان الاحتلال لا يراعي الفئة العمرية للأسير ونوعية الغذاء المقدم له والدواء ومكان النوم المخصص والزيارات واللقاءات، وانه معتقل وسط ظروف قاسية لا يقد عليها جسد بعمر الثمانينيات.
فمن هو الأسير الشوبكي الذي تصرّ سلطات الاحتلال على اعتقاله رغم كبر سنه؟
وُلد الشوبكي في 12 آذار 1940 في حي التفاح بمدينة غزة، حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة من جامعة القاهرة، انضم الشوبكي إلى حركة فتح، وتنقل معها إلى الأردن ولبنان، وسوريا وتونس، ثم عاد الى فلسطين بعد ما يسمى "اتفاق أوسلو".
كان المسؤول المالي السابق في جهاز الأمن العام الفلسطيني، والمستشار المالي السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات، ويحمل رتبة لواء في السلطة الفلسطينية.
كان للشوبكي العديد من النشاطات التي مثّلت تهديداً للكيان الإسرائيلي ومن أهمها:
_ في 3 كانون الثاني 2002، حمّل جيش الاحتلال الشوبكي مسؤولية الاشراف MV Karine A في البحر الأحمر تنقل بضائع ومعدات عسكرية من إيران الى الفلسطينيين واعتبرت العقل المدبّر للعملية، وادعى الاحتلال تنفيذ عملية أطلق عليها اسم "سفينة نوح" لإيقافها، وكان الشوبكي آنذاك مدير المالية العسكرية في السلطة الفلسطينية.
_ وعلى خلفية الرد على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى، قاد أحمد السعدات (الأمين العام الحالي للجبهة) وبالتعاون مع فؤاد الشوبكي عملية أسفرت عن مقتل وزير سياحة الاحتلال آنذاك رحبعام زئيفي، ما أدت الى محاصرة كيان الاحتلال في آذار 2002، مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة طالبت خلاله بتسليم فؤاد الشوبكي حيث اعتقل في سجن "أريحا" المركزي التابع للسلطة الفلسطينية.
ترفض سلطات الاحتلال الافراج عنه رغم معرفتها بخطورة وضعه الصحي، ويذكر أن محكمة الاحتلال العسكرية في سجن "عوفر" قررت في شهر أيلول من عام 2015 خصم 3 سنوات من حكم الشوبكي لتصبح 17 عاما، بدلا من 20، بعد تقديم أكثر من طلب استئناف نتيجة ظروفه الصحية الصعبة، فيما عقدت له جلسة أخرى في شهر ايار من العام 2018 للنظر في الحكم الصادر بحقه، وتم تأجيلها إلى وقت غير محدد.
الكاتب: غرفة التحرير