الجمعة 09 نيسان , 2021 09:00

الشهيدة بنت الهدى الصدر

الشهيدة آمنة الصدر بنت الهدى
في الذكرى السنوية الحادية والأربعين لاستشهاد السيدة آمنة الصدر بنت الهدى نستعرض سيرتها الذاتية وبعض محطات حياتها.

الشهيدة السيدة آمنة حيدر الصدر من مواليد عام 1937 في مدينة الكاظمية، وقد لقبت نفسها بـ بنت الهدى وطبعته على كتبها. نشأت السيدة آمنة في كنف أسرة معروفة بالعلم والجهاد والايمان، وهي الأخت الوحيدة للشهيد السيد محمد باقر الصدر والسيد إسماعيل الصدر.

بدأت السيدة بنت الهدى تعلم القراءة والكتابة على يد والدتها، ثم استكملت مراحل دراستها على يد أخويها وركزت على علوم اللغة العربية، الأمر الذي ساعدها على كتابة الشعر في سن مبكرة.

اهتمت بنت الهدى كثيرًا بالثقافة والعلم، فبالإضافة إلى الشعر كتبت السيدة الصدر العديد من القصص التي طبعت فيما بعد، نذكر منها: الفضيلة تنتصر، كلمة ودعوة، الخالة الضائعة، لقاء في مستشفى، امرأتان ورجل، على تلال مكة، صراع من واقع الحياة، المرأة مع النبي، بطولات المرأة المسلمة، ليتني كنت اعلم، الباحثة عن الحقيقة... كما كانت تكتب في مجلة الأضواء الصادرة عن تجمع علماء النجف الأشرف.

في الكاظمية والنجف الأشرف، ساهمت بنت الهدى في تأسيس المدارس الجعفرية (مدارس الزهراء) والتي أُلحقت بوزارة التعليم العالي في العام 1972، بعدما تولت بنت الهدى الإشراف عليها لمدة ست سنوات، فكانت تتابع الطالبات بعد انهاءهن الدراسة، وتزورهن وتعمل على حل مشاكلهن، كما انها كانت تشجع على عقد جلسات اسبوعية للطالبات وجلسات اخرى للمدرسات في الصيف.

في الفترة الممتدة بين عامي 1968 و1978، كانت الشهيدة بنت الهدى تعقد جلسات شهرية عامة في مدينة بغداد، إضافة إلى المحاضرات الأسبوعية التي كانت تلقيها في منزل أخيها في مدينة الكاظمية. كما أنها كانت تهتم بالطالبات الجامعيات وتسعى للقائهن باستمرار والإجابة على تساؤلاتهن وحل مشاكلهن.

بعد اعتقال اخيها الشهيد السيد الصدر، أدرك صدام حسين قوة شخصية بنت الهدى التي خرجت في 17 رجب من العام 1399 هـ الموافق للعام 1977م إلى مقام الإمام علي (عليه السلام) في النجف الأشرف وخطبت بمن تواجد آنذاك في صحن المقام "الظليمة الظليمة، يا جداه يا أمير المؤمنين لقد اعتقلوا ولدك الصدر... يا جداه إني اشكو الى الله واليك ما يجري علينا من ظلم واضطهاد. ايها الشرفاء المؤمنون، هل تسكتون وقد أعتقل مرجعكم، هل تسكتون وأمامكم يسجن ويعذب، ماذا ستقولون غداً لجدي امير المؤمنين ان سألكم عن سكوتكم وتخاذلكم اخرجوا وتظاهروا واحتجوا...". بعد هذه الصرخة، خرجت حشود غفيرة في مختلف المحافظات العراقية مطالبة بالإفراج عن السيد محمد باقر الصدر، ما اضطر السلطات العراقية آنذاك بالإفراج عنه بعد ثلاثة أيام.

بعد إطلاق سراح السيد، حجزت قوات الأمن العراقي العائلة وقطعوا عنهم الماء والكهرباء والهاتف، وبعد مرور فترة وفقدانهم للطعام والشراب رُفع الحجز عنهم مؤقتًا، فخرجت السيدة بنت الهدى إلى مقام الإمام وأخذت تلتقي سرًا بالنساء وتنقل التوجيهات والأوامر والأخبار لهن.

بعد فترة وجيزة عادت السلطات العراقية لتعتقل السيد الصدر والسيدة بنت الهدى، فعانوا أشد أنواع التعذيب. وفي التاسع من نيسان من العام 1980، استشهدت السيدة بنت الهدى في السجن على يد صدام حسين، وأصبحت مدرسة في العطاء والفداء.


الكاتب: غرفة التحرير



وسوم مرتبطة

دول ومناطق


روزنامة المحور