دون قدرته على إعطاء ضمانات يستطيع بها اقناع صنعاء بتمديد الهدنة التي انقضى أكثر من نصف أيامها دون تحقيق تقدم يذكر على الصعيد الإنساني، يسعى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، لتمديد الهدنة والعمل على وضع الخطوات السياسية التي تليها قيد النقاش. في حين عبّر المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ صراحةً عن رغبة الولايات المتحدة في تمديد وقت الهدنة، زاعماً خلال مقابلة أجراها مع قناة "الحرة الأميركية" ان واشنطن تحرص على "تخفيف الأزمة الإنسانية" في البلاد. من جهته أعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان خلال لقاء جمعه مع نائب وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، عن "تقدير بلاده لقيادة السعودية في تأمين هدنة بوساطة الأمم المتحدة"، وهذا ما يدل على رغبة سعودية-أميركية- أممية مشتركة للعمل على تمديد الهدنة.
لجهة صنعاء، فإن التمديد مشروط بضمانات كلها تصب في نطاق رفع الحصار، من خلال فتح المطارات والموانئ لمزاولة عملها بشكل طبيعي، إضافة لحسم ملفّ مرتبات موظّفي الدولة، وهو ما قامت بإيقافه حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي بعيد نقل المصرف المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن.
من جهته أكد رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام ان "بنود الهدنة نصّت على رحلتين أسبوعياً وإلى وجهتين محددتين من مطار صنعاء الدولي، هما عمّان والقاهرة، وهو ما لم تلتزم به دول العدوان، وهي أضاعت شهراً ونصف شهر من زمن الهدنة، من دون أي رحلة من مطار صنعاء الدولي وإليه". مشيراً إلى ان "ما يتطلبه الموقف هو الإسراع في تسيير الرحلات المقررة، والإفادة فيما تبقى من الوقت لتعويض ما فات منها"، بعدما كانت قد انطلقت الرحلة التجارية الثانية للخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء الدولي إلى عمان، يوم الأربعاء الفائت، وعلى متنها 178 راكباً، بعد ساعات من وصول الطائرة ذاتها إلى صنعاء آتية من الأردن وعلى متنها 60 مسافراً، لتكون بذلك هي الرحلة الثانية من أصل 16 رحلة كان مقرراً لمعظمها الانطلاق من صنعاء.
صراع على النفوذ
بالمقابل، فإن ما تشهده المحافظات اليمنية ينذر بأن المرحلة المقبلة ستكون "معركة تثبيت قواعد" بين المجلس الرئاسي الجديد الذي تم تشكيله من الرياض ولا يزال "طري العود" يخوض تجربته الأولى في اختبار الشارع الجنوبي المنقسم بين التشكيلات العسكرية والذي يعاني من سوء إدارة أوضاعه الاقتصادية التي تتأزم يوماً بعد يوم.
فيما وردت معلومات تؤكد مساعي حزب الإصلاح لتوسيع انتشاره جنوبي البلاد، بالتزامن مع "رفضه خطة المجلس الرئاسي لدمج الفصائل المسلحة"، ما يشير إلى نيته في التصعيد مستقبلاً.
حيث استحدثت مليشيات "محور طور الباحة" التابعة لحزب الإصلاح، لواءاً جديداً في البوابة الشمالية لعدن، حيث تدار عمليات التجنيد لعدد من أبناء لحج وعدن، بغية ضمهم للقوات مقابل مبالغ مالية مغرية في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
الكاتب: غرفة التحرير