"نؤكد أننا ضد أية محاولة للتخلي عن السلاح أو إلقاءه طالما أن المحتل لا زال جاثماً على أرضنا، سلاحنا ليس للمساومة أو الابتزاز أو البيع"، كانت هذه كلمات الشهيد القائد محمد الشيخ خليل، وشكّلت المنهج في حياته التي كرّسها للعمل الجهادي في حركة الجهاد الإسلامي، فكان قائد سرايا القدس في منطقة جنوب قطاع غزّة.
العائلة المجاهدة
كان خيار المقاومة لدى الشهيد القائد محمد نتيجة تأثره بعائلة وهبت أبنائها لمواجهة كيان الاحتلال ليس فقط في فلسطين. وتعود جذور العائلة التي لجأت الى رفح (جنوب القطاع) لبلدة "سوافير غربي" في الدخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وكان محمد شهيدها الرابع بعد إخوته الشهداء الثلاثة ثمّ التحق بهم أيضاً الشقيق الخامس.
_ أشرف: استشهد خلال عملية مشتركة للمقاومة الاسلامية في لبنان وحركة الجهاد الإسلامي في بلدة "بليدا" الجنوبية الحدودية بتاريخ 1/7/1991.
_ شرف: استشهد خلال عمليات التصدي لإنزال الاحتلال عند السواحل اللبنانية بالقرب من مخيم "نهر البارد" (شمال لبنان) استشهد خلال اشتباكٍ مسلح بالقرب من مخيم "نهر البارد" شمال لبنان، بتاريخ 2/ 1/ 1992.
_ محمود: من أبرز قادة وحدة التصنيع العسكري في سرايا القدس، استشهد بغارة لطائرات الاحتلال في مخيم "يبنا" في رفح خلال محاولة لاغتيال الشهيد محمد في شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام 2004.
_ أحمد: من أبرز قادة وحدة الهندسة والتصنيع في سرايا القدس، استشهد بغارة لطائرات الاحتلال على رفح في 29 تشرين الأول / أكتوبر من العام 2011.
سيرة القائد
أمّا القائد محمد الذي ولد بتاريخ 1/11/1973، فقد بدأ عمله الجهادي منذ اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، وحينها شارك في فعالياتها لكنّه تميّز بحرصه على إيقاع الخسائر في صفوف الاحتلال. وعلى إثرها طاردته قوات الاحتلال.
في العام 1989، انتقل الشهيد محمد الى لبنان حيث خضع لحوالي 13 دورة عسكرية تدريبية أصقلت مهاراته في استخدام أنواع الأسلحة كافة. الا أنه عاد الى قطاع غزّة بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" عام 1993.
ساهم الشهيد القائد الشيخ خليل في تنظيم صفوف الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ضمن هيكلية جديدة حملت اسم "سرايا القدس" بعد أن كان يسمى "قسم". وكان من بين أبرز القادة الذين أشرفوا وخططوا للعديد من العمليات النوعية خاصة في فترة الانتفاضة الثانية التي اندلعت في العام 2000 وأسفرت عن انسحاب الاحتلال من كامل القطاع عام 2005.
أبرز العمليات التي أشرف عليها:
_ عملية "رفيح يام" الاستشهادية التي نفذها الاستشهاديان أيمن الجزار وطارق أبو حسنين بتاريخ 6/ 4/ 2002، وأدت الى مقتل وإصابة عدد من جنود الاحتلال.
_ عملية "كيسوفيم" المشتركة بين سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين (الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية) والتي استهدفت موكب سيارات للمستوطنين وأدت الى مقتل 5 منهم وإصابة آخرين.
_ عملية إطلاق قذيفة من نوع RBG تجاه دبابة للاحتلال في محور "فيلادلفيا" على الحدود المصرية جنوب القطاع، وأسفرت عن مقتل ضابط و4 جنود إسرائيليين، وإصابة 6 آخرين، بتاريخ 12/ 5/ 2004، وقد نفذها الشهيد القائد محمد الراعي.
_ عملية "فتح خيبر" المشتركة بين سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين واستهدفت مستوطنة "موراج" جنوب القطاع وأسفرت عن مقتل 5 إسرائيليين وإصابة آخرين، بتاريخ 23/9/2004.
_ عملية "الفتح المبين" الاستشهادية في مستوطنة "موراج" أيضاً والتي نفذها الاستشهاديان شاكر جودة وعلاء الشاعر بتاريخ 12/1/2005، وأسفرت العملية عن مقتل 4 جنود بينهم ضابط كبير وإصابة آخرين.
_ عملية "جسر الموت" المشتركة بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى (الجناح العسكري لحركة فتح) وألوية الناصر صلاح الدين، والتي نفذت بتاريخ 23/7/2005، قرب موقع "كوسوفيم" العسكري، وأدت الى مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 5 آخرين.
محاولات الاغتيال والشهادة
أمام هذا الدور في سرايا القدس تعرض القائد محمد لأربع محاولات اغتيال فاشلة، نتجت عنها إصابات في جسده وبتر في قدمه، الى أن قصفت طائرات الاحتلال، في 25 من شهر أيلول / سبتمبر من العام 2005، سيارته على الطريق الساحلي لمنطقة "تل الهوا" جنوب مدينة غزة، فاستشهد برفقة القائد نصر برهوم (أحد القادة في المنطقة الجنوبية) وعدد من المدنيين.
الكاتب: غرفة التحرير