تشهد أغلب مناطق العمليات العسكرية في أوكرانيا، حملات هجوم مضاد تابعة للجيش الأوكراني في مناطق "خاركوف" و"لوغانسك" و"زابورجيا" و"خيرسون"، التي تستغلّ المراوحة العسكرية للقوات الروسية (التي تستعد على ما يبدو لحملة ما بعد فصل الشتاء مستفيدةً من الـ 300 ألف جندي الملتحقين ضمن التعبئة الجزئية). باستثناء محور مدينة "باخموت" الاستراتيجي في مقاطعة "دونيتسك""، الذي يشهد محاولات عكسية عبر تقدّم من قبل القوات الروسية، وقتال قريب بين خطوط الجيشين بحيث لا يفصل بين عناصرهما سوى أمتار قليلة.
هذا الواقع، دفع بأحد المواكبين لما يحصل هناك الى القول، بأن لمعركة باخموت ما بعدها، لأن هزيمة قوات كييف سيعني تهديد باقي مدن المقاطعة، كون باخموت تشكل عقدة وصل مهمّة، بما يؤديه ذلك الى قطع لخطوط الإمداد الأوكرانية وفتح طريق للقوات الروسية للتقدم نحو كراماتورسك وسلوفيانسك (الحوض الصناعي للمقاطعة)، معاقل أوكرانيا الرئيسية شمالي مقاطعة دونيتسك. بينما في حال انكسرت القوات الروسية هناك، سيدفع ذلك بالأوكران الى التركيز على معارك شمال لوهانسك.
وفي آخر المعلومات حول معارك تلك المنطقة، فقد استطاعت روسيا السيطرة على أكثر من 20 كيلومتر مربع في المدينة، بالإضافة لدخولها مجموعة قرى أبرزها أوجلدار وأفاديفسكي.
مدينة باخموت
_ يعتبر موقعها الجيوستراتيجي من أبرز مميزاتها، كما تتميز باعتمادها على استخراج الملح الصخري، وتضم العديد من المؤسسات الصناعية.
_ تقع على نهر "باخموتكا" الذي يقسم المدينة من الشمال الى الجنوب، والذي أصبح ذو أهمية متزايدة مع كل تقدّم روسي، بحيث لم تعيق الممرات المائية قوات موسكو. ويمر فيها خط سكة حديد يربط جنوب وشرق حوض دونيتسك بالغرب والشمال.
_ تبلغ مساحتها حوالي تبلغ 41 كيلومترا مربعا، وتبعد حوالي 89 كم عن المركز الإداري لإقليم دونيتسك، وكان يقطنها قبل اندلاع العملية حوالي 73 ألف شخص، غادر منهم المدينة حوالي 90 %.
_ يعتمد الهجوم الروسي بشكل رئيسي على الضربات المدفعية، وتتقدم المشاة بوتيرة بطيئة، من الشرق والجنوب.
_ صرح القادة الأوكرانيون في المدينة، بأنه حتى في ظل وجود أنظمة الصواريخ التي قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، المعروفة باسم HIMARS، فإنهم فشلوا في إحداث الكثير من التأثير في سلسلة الدعم اللوجستي للقوات الروسية، التي استطاعت التكيّف مع ضربات هذه المنظومات، من خلال تشتيت مستودعات الذخيرة لديها بشكل أفضل.
_ تحاول حكومة كييف التسويق إعلامياً، بأن روسيا تعتمد في هذه المدينة سياسة الأرض المحروقة، بينما في الواقع استطاعت القوات الروسية تنفيذ ما هو أفضل من الأرض المحروقة وما هو أقل كلفة لناحية الخسائر البشرية في صفوف المدنيين، من خلال التسبب بفرض عزلة كاملة على المدينة التي تعاني من فقدان الكهرباء والمياه والحرارة وخدمة الهاتف المحمول. وهذا ما سيدفع بباقي المدنيين (يشكلون ما نسبته الى ترك المدينة حتماً %)، الى ترك المدنية وعدم استخدامهم كدروع بشرية.
الكاتب: علي نور الدين