الخميس 01 كانون الاول , 2022 03:08

جوزيف عون.. علاقات خارجية أوصلته إلى بعبدا

رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون

دخل لبنان مرحلة جديدة بعد أن أُغلق ملف الشغور الرئاسي الذي استمر نحو عامين وشهرين، وقد تأسست هذه المرحلة بدعم خارجي واضح من الولايات المتحدة الأميركية بالإضافة إلى فرنسا والسعودية. فبتاريخ 9 كانون الثاني 2025، أُنتخب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية اللبنانية، بعد حصوله على 99 صوتاً.

فتح انتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية اللبنانية عام 1958 الباب أمام عرفٍ سياسي جديد في لبنان يجعل من قائد الجيش الماروني مرشحاً طبيعياً للرئاسة أو اسماً مطروحاً على الطاولة لتولي المنصب. وقد تعاقب بعد الرئيس شهاب 3 رؤساء جمهورية وصلوا الى قصر بعبدا من خلفية المؤسسة العسكرية وهم ايميل لحود (1998 - 2007)، ميشال سليمان (2008 – 2014)، ميشال عون (2016 – 2022). واليوم يدخل قائد الجيش، العماد جوزيف عون قصر الرئاسة، بعد مخالفة دستورية واضحة للمادة 49 من الدستور، إذ لا یجوز انتخاب القضاة وموظفي الفئة الأولى مدة قيامهم بوظيفتهم وخلال السنتين اللتين تليان تاريخ استقالتهم وانقطاعهم فعلياً عن وظيفتهم أو تاريخ إحالتهم على التقاعد.

من هو جوزيف عون؟

هو جوزيف خليل عون، من مواليد سن الفيل في قضاء المتن (في الأصل من بلدة العيشية الجنوبية) بتاريخ 10 كانون الثاني / يناير عام 1964. حصل عون على إجازة في العلوم السياسية كما على إجازة في العلوم العسكرية، ويتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

دخل الى الجيش اللبناني عام 1983، وخضع للعديد من الدورات منها، دورة الضباط عام 1986، دورة الغطس عام 1987، ودورة الضابط العسكري عام 1996، وذلك إلى جانب دورة قائد كتيبة عام 2002، ودورة في عمل الأركان عام 2012. أمّا في الخارج، فقد شارك عون في دورتي مشاة عامي 1988 و1995 في الولايات المتحدة، ودورة "الصاعقة" في عام 1996، ودورتي قائد كتيبة عامي 2002 و2003 في سوريا، ثمّ دورة البرنامج الدولي لمواجهة الإرهاب خلال عامي 2008و2009 في الولايات المتحدة.

ترقّى في الجيش الى أن نال عام 2013 رتبة عميد ركن، وعام 2017 رتبة عماد وانتخب القائد الرابع عشر للجيش. ونال خلال فترة خدمته في الجيش العديد من الأوسمة من بينها وسام الحرب ثلاث مرات، وسام الجرحى مرتين، وسام الوحدة الوطنية، وسام فجر الجنوب، ووسام مكافحة الإرهاب. كما حصل على وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة والثانية ثم الأولى، ووسام الأرز الوطني من رتبة فارس.

علاقاته

اللافت منذ تولي عون منصب قيادة الجيش، هي علاقته بالولايات المتحدة، اذ تكثّفت زيارات السفيرة الأمريكية السابقة في بيروت دوروثي شيا له تحت ذريعة "الدعم الأمريكي للجيش اللبناني"، كذلك السفيرة الأميركية الحالية ليزا جونسون، وتكثر لقاءاته مع الوفود الأمريكية الدبلوماسية والعسكرية. وبدروه زار عون واشنطن مرات عديدة، والتقى بعدد من الشخصيات منها القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في واشنطن وائل هاشم، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى يال لامبرت، ومساعدة وزير الخارجية لشؤون التسليح والأمن الدولي بوني دنيز جينكينز الى جانب لقاءاته بأعضاء من الكونغرس، وأعضاء مجلس الأمن القومي.

الأحداث المهمة

 تخلّلت السنوات الماضية أحداثاً مفصلية مرّ بها لبنان منذ تولي عون قيادة الجيش:

- أولاً، معركة تحرير الجرود البقاعية، وقد تابع عون عن كثب غرفة عمليات الجيش اللبناني والإدارة الميدانية العسكرية لمعركة "فجر الجرود" التي خاضها الجيش والى جانبه المقاومة ضد الجماعات الإرهابية المسلّحة في سلسلة الشرقية لجبال لبنان. ولفت عون في بيان إعلان النصر في 30 / 8 /2017 الى "مصاعب وتحدّيات، تتمثّل بالعدوّ الإسرائيلي الذي لا يزال يتربّص شرًّا بالوطن على الحدود الجنوبية".

- أحداث 17 تشرين الأول / أكتوبر من العام 2019، والتي نزل فيها الجيش اللبناني في محاولة لضبط التظاهرات وإعادة فتح الطرق في بعض المناطق.

- مجزرتا خلدة والطيونة اللتان وضعتا البلد على حافة حرب أهلية، وكلّ واحدة منهما عرف اللبنانيون علناً الجهة المدبّرة والأطراف المطورّة في التلاعب بالسلّم الأهلي، لكن بقيت العديد من الإشكاليات برسم الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية التي لم تمارس دورها الفعلي.

- ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلّة والمفاوضات مع "الوسيط" الأمريكي آموس هوكشتاين، ويُسجّل أن قيادة الجيش كلّفت فريقاً خاصاً للبحث في الترسيم وكانت متمسكةً بحق لبنان في الخط 29.

- بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان، باشر الجيش اللبناني بقيادة عون بتنفيذ مهماته وتعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني جنوب لبنان. فمن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً إلى جنوب الخط الأزرق الفاصل مع لبنان خلال 60 يوماً، وانتشار قوات الجيش اللبناني على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور