الأربعاء 12 أيار , 2021 03:25

صواريخ جديدة للفصائل تنقل التهديد إلى عمق "إسرائيل"

عبثًا يحاول كيان الاحتلال التملّص من الاعتراف بمعادلة الردع الجديدة التي فرضتها فصائل المقاومة الفلسطينية، فصواريخها تولّت المهمة، خاصة تلك التي افصحت عنها الفصائل، واستعملتها للمرة الأولى في المواجهات المستمرة منذ أيام، والتي أدخلت إلى بنك الأهداف مواقع استراتيجية جديدة؛ حيث وصلت إلى عمق الكيان محققة خسائر فادحة. فما هي قاعدة نيفاتيم الجوية التي استهدفتها؟ وما هي الصواريخ التي استعملتها المقاومة للمرة الأولى؟

أنفقت "إسرائيل" مليارات الدولارات لبناء وتطوير القبة الحديدية، لكن النمط الناري الذي اعتمدته المقاومة أصاب هذه القبة بفشل واضح مع وصول الصواريخ لأهدافها، خاصة قاعدة "نيفاتيم"، وقد تمكنت الفصائل من خرق هذه المنظومة باتباعها هذا النسق من القصف:

- تشتيت انتباه البطاريات بتعدد الجبهات التي تطلق منها الصواريخ.

- الخداع التكتيكي والالتفاف الناري.

- كثافة القصف، حيث وصل عدد الصواريخ إلى أكثر من 1000 صاروخ إلى الآن.

وهذا ما جعل القبة الفولاذية بمثابة "شاهد زور" أمام الكم الضخم والهائل من الصواريخ.

ما هي قاعدة نيفاتيم التي طالتها الصواريخ

هي قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية، تُعد من أكبر قواعد السلاح الجوي، وأكثرها سرية وحساسية. وتقع إلى جنوب شرق مدينة بئر السبع المحتلة، أنشئت عام 1947 كمهبط للطيران عرف باسم "مالهاتا"، وقد تم إعادة بنائها على أحدث طراز بمساعدة أمريكية بعد توقيع اتفاقية "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل.

ساهمت الولايات المتحدة بتمويلها بشكل مباشر، وقد كلّفت مليارات الدولارات، تضم ثلاثة مدارج رئيسية إسفلتية يتفاوت طولها ما بين 2 كلم ونصف إلى 4 كلم.

تأتي أهمية هذه القاعدة من احتوائها على مقر القيادة الجوية الاستراتيجية لسلاح الجو الاستراتيجي تحت الأرض، الأمر الذي تفتقر إليه قواعد السلاح الأخرى في الكيان.

بعد عقد الاتفاق مع الولايات المتحدة لشراء طائراتf35  التي تمثل الجيل الخامس من التكنولوجيا الأمريكية، تم تأهيل القاعدة ليكون بإمكانها استيعاب هذه المقاتلات، إضافة لتزويدها بأجهزة محاكاة متطورة لتدريب الطيارين من النخبة في كيان الاحتلال، وهي الآن تحتوي على 9 طائرات تقريبًا من هذا النوع بعد وصول طائرتين عام 2017. 

عام 1981 شاركت طائرات الـf16  الاسرائيلية الموجودة داخل قاعدة "نفاتيم" الجوية في قصف المفاعل النووي العراقي "تموز".

وفي عام 2003 استقبلت القاعدة سرب جديد يحتوي على عشرات طائرات الـ F16، عرف باسم "الجناح الطائر" ومع هذا السرب وبعض التعديلات الإضافية التي أدخلت إلى القاعد أصبحت "نفاتيم" من أكبر القواعد الجوية في اسرائيل.

عام 2021 وخلال الانتفاضة التي تشهدها فلسطين هذه الأيام، وردًا على اعتداءات الاحتلال بحق المرابطين الفلسطينيين، استهدفت المقاومة الفلسطينية القاعدة لأول مرة، الأمر الذي كان بمنزلة صدمة للقيادة الإسرائيلية.

ويولي الكيان اهتماماً كبيراً للقواعد العسكرية في النقب المحتل عامة ولقاعدة "نفاتيم" الجوية خاصة، تطبيقاً لرؤية "بن غوريون" أول رئيس وزراء في اسرائيل، التي تقوم على ضرورة تعمير صحراء النقب ونقل الثقل العسكري من شمال اسرائيل إلى جنوبها.

مصادر مطلعة قالت ان القاعدة تحتوي ايضًا على الأسراب التالية:

- السرب 103 الذي يشغل طائرات النقل C-130

- السرب 116 الذي يشغل المقاتلات المتعددة المهام  F-16

- السرب 120 الذي يشغل طائرات البويينغ 707

- السرب 122 الذي يشغل طائرات التجسس والحرب الإلكترونية مثل الغالف ستريم وغيرها

- السرب 131 الذي يشغل طائرات النقل C-130

- السرب 140 من الجيل الخامس F-35I

- طائرات 35 -Fالشبح، سميت الدفعة بالسرب الذهبي

يمتد السياج المحيط بالقاعدة 40 كلم، وبارتفاع 5 أمتار.

الجيل الجديد من الصواريخ

"نترك للزمن أن يحدد فاعلية وأداء وكفاءة هذه الصواريخ" بهذه الكلمات كشف المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة عام 2015 عن صاروخين يحملان اسمي الشهيدين محمد أبو شمالة ورائد العطار، اللذين استهدفا القاعدة الجوية الإسرائيلية "نيفاتيم" الاستراتيجية في بئر السبع، ومدينة القدس وتل أبيب ومطار بن غوريون، وعسقلان، في الوقت المناسب فعلًا وبفعالية تسببت بشلل المنشآت المستهدفة، وسجنت ملايين المستوطنين في الملاجئ.

وهذه لمحة عن الصواريخ التي استخدمتها الفصائل:

صاروخ A120

استخدمته كتائب القسام لأول مرة، في استهداف تل أبيب والقدس مساء الاثنين، ويبلغ المدى الفعال لهذا الصاروخ 120 كلم، وسُمي بذلك تيمنًا بالشهيد رائد العطار، الذي اغتالته "إسرائيل" عام 2014، يحمل رؤوسًا متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية، وهو صناعة محلية فلسطينية.

صاروخ SH85

استعمل للمرة الأولى في استهداف تل ابيب ومطار بن غوريون وتسبّب بأضرار جسيمة، اضطرت بعدها "إسرائيل" لتحويل حركة الطائرات بعد ان أصبح هذا المطار تحت النار، سُمي كذلك تخليدًا للشهيد محمد أبو شمالة، ويصل مداه الفعال إلى 85 كلم، وهو صناعة محلية فلسطينية.

صاروخ M75

هو صاروخ مطور بأيدي مهندسي كتائب القسام، يصل مداه لأكثر من 75 كلم، كشف عنه للمرة الأولى عند قصف الكتائب لتل أبيب خلال معركة "حجارة السجيل"، وعاودت قصف المدينة برشقات صاروخية من هذا الطراز خلال معركة (العصف المأكول)، كما قصفت بهذا الصاروخ قاعدة "بلماخيم" ومطار "بن غوريون" الجوية لأول مرة.

بدر 3

وبدر 3 هو صاروخ يتمتع بقدرة تدميرية عالية جدًا، ويزن رأسه 350 كلغ، يبلغ مداه 160 كلم، ويصل طوله إلى3 أمتار.

وقد طورته سرايا القدس بعد معركة حمم البدر وأصبح أكثر في القوة التدميرية وابعد في المدى.

إضافة لعدد من الصواريخ ضد الدروع وصواريخ من طراز J80 الذي يصل مداه إلى حوالي 80 كلم، يحمل رأسًا متفجرا وبتمتع بقدرة عالية في اجتياز القبة الحديدية، وQ20 وغيرها من الصواريخ طراز سجيل الذي يبلغ مداها حوالي 25 كلم.


الكاتب: غرفة التحرير




روزنامة المحور